اعْتَرف الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس بوجود معارضة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية توقيع ورقة المصالحة التي تقدمت بها مصر. وأكَّد عباس, خلال لقائِه مع الجالية الفلسطينية بالولاياتالمتحدة الأمريكيَّة بمقرّ إقامته في نيويورك، أن واشنطن عارضتْ توقيع حركة "فتح" على الورقة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس". ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن عباس قوله: "لقد وقعت فتح على الورقة المصرية رغم معارضة الولاياتالمتحدة لها". يأتي ذلك بعد أن التقى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل في العاصمة السورية الجمعة وفدًا قياديًّا من فتح برئاسة عزام الأحمد، وتركَّز اللقاء -الذي استمرَّ أربع ساعات- على سبل الخروج من الانقسام الفلسطيني الحاد. وأشارَ عباس إلى أن فكرة زيارته لغزة ما زالت قائمة، قائلا إنه "وقَّع على الورقة المصرية رغم الرفض الأمريكي" ليظهر بذلك بمظهر "البطل" الذي خرج عن الإرادة الأمريكية. وكانت فتح وحماس قد اتفقتا في لقاء "ودي" بدمشق على حلّ عدة قضايا عالقة بينهما، وأعلنتا التوصل لخطوات معينة نحو المصالحة الفلسطينيَّة. وأعلن نائب رئيس المكتب السياسي ل "حماس" موسى أبو مرزوق أن الحركتين اتفقتا على الكثير من نقاط الخلاف بينهما، وعلى عقْد لقاء قريب بين الحركتين للتفاهم على بقية النقاط، والوصول إلى صيغة نهائية لهذه التفاهمات الفلسطينية مع كافة الفصائل والقوى الفلسطينيَّة. وذكر أبو مرزوق أنه تم الاتفاق على التوجه إلى القاهرة للتوقيع على ورقة المصالحة، واعتبار هذه التفاهمات ملزِمة وجزءًا لا يتجزَّأ من عملية تنفيذ ورقة المصالحة وإنهاء حالة الانقسام. وحماس تطالب عباس مجدداً بالانسحاب من المفاوضات وانجاز المصالحة طالبت حركة المقاومة الإسلامية حماس من جديد أمس الأحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالانسحاب الفوري من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل والتوجه إلى انجاز مشروع المصالحة. وقال فوزي برهوم الناطق باسم حماس في بيان صحافي إن المطلوب من محمود عباس في ضوء ما يجري من غطرسة وصلف صهيوني الانسحاب الفوري من المفاوضات وإعلانه انتهائها والتوجه مباشرة لدعم وانجاز مشروع المصالحة. وأكد ضرورة إعادة الاعتبار للمشروع الوطني المبني على الحقوق والثوابت وتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية وتوحيدها وإنهاء حالة الاستفراد الصهيوني والأمريكي لطرف فلسطيني. ورأى برهوم أن استمرار المفاوضات جريمة بحق الشعب الفلسطيني ومنزلق خطير سيدفع ثمنه كل أبناء الشعب الفلسطيني وسيكون على حساب التوافق الوطني الرافض بمجمله لهذه المفاوضات العبثية. ودعا الدول العربية إلى بدء مرحلة جديدة لمغادرة مربع الصمت والمواقف الخجولة باتجاه دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وحماية الأرض والشعب والمقدسات الفلسطينية وفضح جرائم الاحتلال من خلال مواقعهم في دوائر صناع القرار. ويضع انتهاء المهلة التي حددتها الحكومة الإسرائيلية لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية مساء أمس الأحد حوار السلام الهش الذي بدأ في الثاني من سبتمبر بين إسرائيل والفلسطينيين برعاية الولاياتالمتحدة، في مواجهة اختبار صعب. وبمبادرة من واشنطن، تواصلت الجهود حتى الساعة الأخيرة في محاولة لانتزاع تسوية بين الجانبين. ويطالب عباس بتمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان لمواصلة المفاوضات بينما استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مواصلة العمل بقرار التجميد في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وأعلنت إسرائيل في 25 نوفمبر 2009 قرار تجميد البناء لمدة عشرة أشهر في مستوطنات الضفة الغربية حيث يقيم حوالي 300 ألف مستوطن. واستثنت إسرائيل من هذا القرار ورش البناء التي انطلقت قبل صدوره وبناء المباني العامة كالمدارس والكنس. ومن جهة أخرى، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى فرنسا أمس الأحد في زيارة رسمية تستمر يومين يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمسؤولين الفرنسيين. ويزور عباس باريس في وقت تمرّ فيه مفاوضات السلام مع إسرائيل في مرحلة دقيقة مع انتهاء فترة تجميد الاستيطان مساء أمس الأحد. وكان عباس قد خيّر إسرائيل السبت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بين السلام واستمرار الاستيطان، داعياً المجتمع الدولي إلى إعادة المصداقية إلى العملية السلمية وإلزام تل أبيب بتنفيذ التزاماتها، متعهداً ببذل الجهود للتوصل إلى اتفاق مع الإسرائيليين خلال عام. وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن عباس سيلتقي ساركوزي ورئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون اليوم الاثنين حيث سيناقش معهما تمديد تجميد الاستيطان ومفاوضات السلام. كما سيلتقي عباس خلال زيارته لباريس ممثلين عن الجالية اليهودية.