يحرص الدين الاسلامي ، على بناء الفرد بشكل حسن حتى يكون لبنة سليمة في بنيان المجتمع الميثالي ، اذ من هذا المنطلق فان الله تبارك و تعالى شرع لعباده احكاما و امرهم بإتباعها حتى يوافقوا المنهج الصحيح المبني على الاخلاق الحسنة ، محذرا اياهم من مغبة اتباع الغرب من الجانب التربوي الفاسد الذي لا يصلح للمجتمعات الاسلامية ، كون ان الامم الغربية تعيش في ضلال مبين ، بابتعادها عن الدين ، و عبادتها للهوى .و في هذا المجال قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه وراءهم ". هذا ما يبين ان شريحة من شرائح الامة الاسلامية تنظر الى الغرب على انه القدوة الحسنة و المثل الاعلى في كل شيء ، سواء في الملبس او المأكل او المظهر و حتى في الكلام. فتسعى لتقليده باسم الحضارة ، و ان كان من المحرمات ، من ذلك القزع و الذي لا يعرف الكثير من الشباب الجزائري انه محرم على لسان النبي صلى الله عليه و سلم ، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القَزَع"؛ و في حديث اخر ابن عمر أن صبيًّا أُتي به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد حلق بعض رأسه وترك بعضه ، قال: "احلقوه كله أو اترُكوه كله ". و القزع لمن لا يعرفه ، هو حلق بعض الراس و ترك الاخر ، و الذي يعد في الوقت الحالي موضة الحلاقة ، حيث اصبحنا لا نرى في رؤوس الشباب و الصغار من مختلف البلدان الاسلامية إلا اشكالا مختلفة من التحليقات و كأنه عرض ازياء في الشوارع ، كل واحد يحلق رأسه بالطريقة التي تعجبه فيظهر بمنظر تشمئز من الانفس في بعض الاحيان .فمنهم من يحلق شعره كليا و يترك جزء صغير في الاعلى و اخرين يقصّون جانبي الراس و يدعون شعرا كثيفا في وسطه ، في صورة تؤكد فعلا ان الكثير من الشباب الجزائري و العربي بعيد عن اتباع النظم الاسلامية الطاهرة التي تجعل منه فردا مستقيما صالحا و مفيدا لنفسه و لامته.و المصيبة الكبرى ان اصحاب القزع تجدهم بكثرة في المساجد يزاحمون المصلين على تأدية شعائر الله و هم في تلك الصورة. فكان من الاولى على ائمة و الخطباء ان يسارعوا الى تنبيه هؤلاء الغافلين عن مثل هذه الامور التي تبعده صاحبها عن الدين لا ان تقربه منه.