حلق بعض الشعر وترك بعضه يسمى في الشريعة الإسلامية بظاهرة «القزع»، التي نهانا عنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. يقول زين الدين العربي إمام بمسجد القصبة، الذي أضاف أن «هناك أربع صور أوردها الفقهاء عن ظاهرة القزع، ومنها حلق بعض الشعر وترك مؤخرته، بينما تتمثل الصورة الثانية في حلق جوانب الرأس وترك وسطه، أما الصورة الثالثة فهي ترك الجوانب وحلق الناصية». وتظهر أهمية النهي لما فيها من تشبه باليهود والنصارى، كما أنها تدخل في باب التقليد المنهي عنه؛ إذ من المفترض أن المجتمع الجزائري لديه خصوصياته، يقول زين الدين العربي: «ويحضرني في هذا المقام أن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأى صبيّاً حلق بعض رأسه، فأمر النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يحلق الرأس كله أو يتركه كله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من تَشبّه بقوم فهو منهم». وأوضح محدثنا أن انسياق الشباب وراء تقليد بعض المظاهر بدافع مواكبة الموضة، راجع إلى الغزو الثقافي وما تروّج له الفضائيات اليوم من جهة، وإلى ضعف الوازع من جهة أخرى، ناهيك عن تقصير العلماء والخطباء ورجال الإصلاح والتربية، في التطرق بالنصح والإرشاد في مثل هذه الظواهر، التي استقطبت عقول شبابنا وتبعدهم عن سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. من جهته، عبّر يوسف بالمهدي دكتور بالشريعة الإسلامية وإطار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عن ظاهرة الحلاقة الغريبة عند الشباب بالقول: «إن ما يعمد بعض الشباب إلى تقليده اليوم في مجال الحلاقة، يدخل في باب التخلف والتقليد الأعمى الذي يُفقد مجتمعنا خصوصيته». وأضاف قائلا إن الأسرة الجزائرية مسؤولة عن تفشي هذه الظاهرة؛ لأنها لا تقوم بدورها كما يجب، فالمطلوب من العائلات أن تتفاعل أكثر مع أبنائها، وأن تجتهد في أن تقدم لهم القدوة الحسنة، بتقريبهم من المساجد والمدارس القرآنية».