كانت ولا تزال أندية الغرب الجزائري مهد للمواهب الكروية ، رغم ما تشهده من مرحلة فراغ جعلتها عاجزة عن إثبات كيانها والبروز وسط فرق النخبة ، فقد أضحى دورها يقتصر على تنشيط البطولة وملء الرزنامة بعدما تنازلت عن الريادة لأندية الوسط والغرب المسيطرة على المنافسة حتى أصبح التتويج تقليدًا لبعض الفرق ، ولم تعد الألقاب ترضى بفرق الغرب التي تعودت على هذه الوضعية حتى أضحى نيل الالقاب حلمًا لهذه الأندية ، فمولودية وهران والجمعية وحتى وداد تلمسان وإتحاد بلعباس وسريع غليزان وباقي الأندية العريقة رفعت الراية البيضاء مند مدة وأبت إلا ان تلبس أدوار ثانوية ضمن بطولة تفتح أحضانها لأندية الوسط والشرق دون الغرب، والتي تشهد على تألق لاعبين للأسف تلقوا تعاليم وأبجديات الكرة من هذه الفرق العريقة. المولودية ، الجمعية ، شباب بلانتير ، رائد غرب وهران، رائد وهران ، مديوني ...الخ ، هي فرق تمكنت من تخريج لاعبين صنعوا وليزالون لغاية الآن يصنعون أفراح وأحلام انصار اندية الوسط و الشرق ، فلا أحد ينسى الهدية التي قدمها كل من بوعلام حمية و بومشرة لفريق إتحاد الحراش الذي نال كأس الجمهورية لموسم 2012/ 2013 بامتلاكه لأحسن هجوم أرعب به فرق قسم النخبة ، ليلتحق بهم في الموسم الموالي خريج مدرسة أرسجيو بونجاح ، الذي افلت من ايدي لازمو والأمسيو . ابناء المولودية و الجمعية يصنعون افراح اندية الوسط و الشرق المولودية وجمعية وهران كلاهما صنعا عصافير نادرة تم اصطيادها من طرف رؤساء أندية الوسط والشرق فكل فرق قسم النخبة وإلا بها لاعبًا من وهران ، وحتى شبيبة القبائل تحولت في إحدى المواسم إلى نادي وهراني بتشكيلة غالبيتها بلاعبين من المولودية و الجمعية ، أما في الشرق فشباب قسنطينة ووفاق سطيف وحتى أهلي برج بوعريريج وإتحاد عنابة وفي الآونة الأخيرة مولودية العلمة والوافد الجديد دفاع تاجنانت كلها تتنعم بما تفرزه المدرستين، بعدما أضحت واجهة لكل موهبة وضمان لمستقبل حافل ، فأسماء كثيرة من لازمو صنعت لنفسها اسما بأندية الوسط والشرق مثلما كان عليه الأمر بالنسبة لبلقروي الذي تخرج من مدرسة الجمعية وها هو الآن من أعمدة دفاع المنتخب الوطني بعد تألقه في البطولة البرتغالية مع نادي ماديرا، والأمثلة كثيرًا عن أسماء كانت مجهرية بالباهية أصبحت الآن من الأسماء البارزة في البطولة الجزائرية ، مثل يوسف بلايلي الذي عاش الامرين في بداية مشواره مع المولودية حملته الظروف على "التغرب" وهو صغيرًا بأهلي برج بوعريريج ليعود بعدها إلى المولودية ويتحول إلى أسطورة في فترة وجيزة ، و عواج سيد احمد الذي صنع أفراح الشبيبة و العميد ، و فهام بوعزة الذي تألق مع الوفاق و "لياسما" و بلوزداد ، وبالغ سفيان وبن عيادة وكوكبة اخرى من اللاعبين الذين تجاوز عددهم ال 60 في الخمس سنوات الاخيرة ، وهناك من عاد إلى وهران لإكمال مشواره الرياضي بالفريق الذي صنع له اسما مثلما هو الحال لبراجع صديق و نساخ شمس الدين وطيب برملة خريج مدرسة لازمو وشريف هشام وكم كبير من لاعبين وجدوا ضالتهم خارج المولودية والجمعية ليس لأمر سوى ان الجانب المادي والرهان الرياضي كانا طرفا في المعادلة ، و هو ما تسبب في تراجع مستوى المولودية وهران لعقدين من الزمن وعدم قدرة لازمو في ضمان البقاء ضمن قسم النخبة وسقوطها المتكرر جعل البقاء غير مرغوب فيه من طرف هذه الأسماء، والأسباب تبقى معروفة فبغض النظر عن الصراعات المتواجدة فالجانب المادي يقف هو الآخر كهاجس للحفاظ على هذه المواهب مثلما كان عليه الحال بالنسبة ليوسف بلايلي الذي تصدر قائمة الأكبر دخلاً في تاريخ الكرة الجزائرية براتب شهري يفوق 500 مليون سنتيم. ارحام غليزان ، الوداد ، الترجي و الزرقة تصاب بالعقم ولا يختلف الحال بالنسبة لباقي فرق الغرب، فكلها تعاني نفس المشاكل التي تعرفها المولودية والجمعية ، و فوق كل هذا تجردها من لقب الفرق المكونة ، فأصبح وداد تلمسان الذي كان له الفضل في صناعة عدة أسماء يستقدم لاعبين من المستوى الرابع لتفادي السقوط ، وأضحى سريع غليزان الذي صنع أسماء كثيرة مثل سوغار و زيدان و بن فيسة يستقدم لاعبين من الشرق للبقاء ضمن قسم النخبة ، فيما لم يعد هناك داعي لشبيبة تيارت وترجي مستغانم وحتى شباب تموشنت لإجراء الإنتدابات بعدما استقر الأمر عليها تنشيط بطولات أقسام الدنيا واكتفت بلاعبين من أندية " الدواوير" لملء التشكيلة .