شئنا أم أبينا تبقى مولودية وهران عمودا شامخا من أعمدة أندية كرة القدم الجزائرية منذ فجر الإستقلال وإلى غاية العهدة الحالية وستبقى مستقبلاكذلك، فالفريق الذي ساهم على مرّ السنوات في إزدهار الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر مهدا للنخبة الوطنية بعشرات من العناصر التي صنعت أفراحه وأفراح الجزائر لا يستحق إلا أن ننزع له القبعة وننحني احتراما له ولإسمه الكبير في الحقل الرياضي برمته. إن المتتبع لخطوات هذا الفريق يرى أن المكانة المرموقة التي يحتلها في الوسط الرياضي ليست وليدة الصدفة وإنما هي نتيجة حتمية للجهود الجبارة التي ما فتئ يبذلها مسؤولوه خاصة في سنوات الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات حيث تم توفير آنذاك وسائل بسيطة كانت كافية لرفقاء الهداف التاريخي فريحة عبد القادر لأن يحرثوا كل الميادين في تلك الفترة ويرفعوا لواء المولودية في سماء الكرة الجزائرية فارضين وجود المولودية ضمن خانة الأندية الكبيرة في المنافسة الوطنية التي كانت آنذاك تعج بفرق ذات سمعة عالية وكلنا يذكر شباب بلوزداد وترسانته من اللاعبين البارزين يتقدمهم حسن لالماس وكالام وعاشور ووفاق سطيف لهدافه البارع كوسيم واتحاد العاصمة وغيرها. هي فترة من فترات تألق المولودية الوهرانية التي ظلت ولسنوات عديدة خير ممثل للجهة الغربية في ظل عدم قدرة بقية النوادي في هذه الجهة على الصمود طويلا أمام أندية الوسط والشرق، فكان مصيرها السقوط إلا المولودية التي أبت أن تنزل إلى الأقسام السفلى وبقيت تقاوم لوحدها بل استطاعت أن تصنع لنفسها سجلا كغيرها من الفرق المسيطرة على المنافسات إذ بدأت حملة خطف الألقاب سنة 1971وتتويجها بأول لقب عندما فازت ب »الشامبيونا« في عهد فريحة وبلكدروسي والمرحوم هدفي ميلود وأكدت قوتها وهيمنتها على الساحة الرياضية بتتويجها الأول بكأس الجمهورية سنة 1975ثم كأس ثالثة سنة 1984 بجيل جديد من اللاعبين يتقدمهم شريف الوزاني سبع البشير، سباح ، بن ميمون الذين أبوا إلا أن يضيفوا كأسا ثالثة في العام الموالي وبنفس التركيبة مع انضمام الصغير مشري بشير ومزيان مراد المسيرة لم تتوقف بل استمرت بعد أربع سنوات وبطولة جديدة ليتم الظفر بها في موسم 87 88 بتشكيلة كانت تعد الأحسن في تاريخ المولودية على مرّ العصور. ومع مطلع التسعينات ظهر جيل آخر من اللاعبين لا يقلون مستوى عن سابقيهم وعلى رأسهم الهداف التاريخي عبد الحفيظ تاسفاوت، بلعطوي وعاصمي الذين حققوا الفوز بلقب البطولة موسمين متتاليين 92 93 و94 قبل أن يختموا مسلسل التتويجات سنة 96 عندما تمكنوا من إحراز الكأس الرابعة في مشوار النادي والمسيرة لم تتوقف بل أن الشهية تأتي مع الأكل ولأن المولودية فازت بكل شيء على المستوى الوطني كان عليها أن تجرّب حظها في المنافسات الخارجية وفعلا كانت التجربة ناجحة بل أبهرت المتتبعين عندما استطاع الفريق إحراز 3 ألقاب عربية على التوالي خاتما مجال التتويجات ليدخل الفريق بعدها في عهد جديد مع الألفية الثالثة كله بكاء على الأطلال بعدما دخل في دوامة لم يخرج منها لحد الآن نتيجة الزوابع التي أحاطت به من كل جانب مقدما عروضا ومباريات لا تليق بسمعته وبسجله الذي كان حافلا بالألقاب. هذا الفريق بعدما ختم فترة التسعينات بتتويج عربي ظن الجميع أن ذلك سيمكنه من دخول الألفية الثالثة بقوة ومنافسة عمالقة الكرة المستديرة في الجزائر لكن اللقب العربي كان كالنحس على أبناء الرئيس الراحل قاسم بليمام والكرة وقف على الفضيحة التاريخية عندما توجه الفريق للتباري مع وداد تلمسان ببلعباس بتشكيلتين ومدربين ورئيسين قبل أن يختم النكسة التي أصابته بالسقوط التاريخي إلى القسم الثاني في الموسم المشؤوم 2008. البعض يرى أن أطرافا أرادوا تصفية الحسابات مع المولودية لذلك نفذوا غرضهم لكن بسقوط هذا الفريق فإن الكرة الجزائرية ضيعت أحد أحسن فرقها بل ركن ركين من أركان بطولة الدوري الجزائري إهتز في تلك الموسم... لا يهم فالمولودية سقطت وبدأت من جديد لتقف على رجليها وتمكنت من العودة إلى حظيرة الكبار لأن الكبار لا يموتون بسهولة وها هي اليوم تواصل مسيرتها بثبات وبجيل آخر من اللاعبين يتوسم فيهم الجميع أن يكونوا خير خلف لخير سلف يقودهم الإبن البار للحمراوة شريف الوزاني وبكوكبة من اللاعبين الشبان بمساعدة أهل الخبرة كبوكساسة وداود بوعبد الله، والشيء الجميل هو أن المولودية تملك أنصارا من ذهب يقفون معها في السّراء والضرّاء وهو ما يحسدها عليه الكثيرون فمشوار المولودية بالمختصر المفيد حولها إلى عملاق نائم بفعل جملة من المشاكل يتقدمها الإملاق فهل سيصحون بظهور جيل جديد من الشباب ليتوسم فيهم «الكوتش« سي الطاهر كل خير لإعادة المولودية إلى سابق عهدها.