في الوقت الذي تشهد فيه دول الخليج والجوار تقدما كبيرا على مستوى البنية التحتية للمنشآت الرياضية، تعيش المرافق الرياضية بالجزار تأخرًا كبيرًا سواء تلك الموجودة والتي تعرف نقصا فادحا على مستوى الهيكلة، أو تلك التي في طور الإنجاز ، ورغم من أن هذه الملاعب ستكون ذات أرضية معشوشبة طبيعيًا إلا أن القائمين على الرياضة بالجزائر يخشون من فشل مشروع بما ان جل الملاعب الجزائرية ذات العشب الاصطناعي ، ليبقى الإشكال مطروحًا حول عدم قدرة القائمين على المنشآت الرياضية بالجزائر مواكبة المعايير العالمية فيما يخص الملاعب الكروية مثلما هو حاصل في دول الجوار. فكل الفرق التي تنشط في قسم النخبة سواء بتونس أو المغرب تلعب في أرضية ذات عشب طبيعي، رغم أن المناخ نفسه الذي تشهده الجزائر ، بل ان ملاعب دول الخليج كلها بأرضية من العشب الطبيعي رغم الاجواء المناخية الساخنة. و هناك منشآت تنافس أكبر الملاعب العالمية مثلما هو حاصل بقطر. فأرضية ميدان ملعب حمد ال عطية بلخويا هي نفس أرضية ميدان ملعب نيوكامب ببرشلونة ، وملعب الشحانية بالدوحة يملك أرضية تم استنساخها من أرضية ميدان ملعب فيلودروم بفرنسا ، ومنذ ست سنوات لا يزال بهيئته ، عكس ماهو الحال عليه في الجزائر، فملعب 5 جويلية وحده يسرد قصص ومهازل كثيرة كان بطلها العشب الطبيعي الذي استنزف الملايير من الخزينة العمومية. ملاعب بطولة القسم الاحترافي الثاني افضل من الرابطة الاولى ومن المفارقات أن جل الاندية الجزائرية الناشطة بقسم النخبة تلعب مبارياتها على أراضي معشوشبة اصطناعيا في الوقت الذي تملك بعض فرق القسم الثاني المحترف الثاني ميادين معشوشبة طبيعيًا، مثلما هو الحال بملعب مسعود زوغار بالعلمة ، و الوحدة الإفريقية بمعسكر و الوحدة المغاربية ببجاية وكذلك ملعب براكني بالبليدة ، هذه المدينة محظوظة لأنها تملك ملعب آخر ذات أرضية معشوشبة طبيعيًا ويتعلق الأمر بمصطفى تشاكير، لكن هذا الأخير لا يمكنه احتضان جل لقاءات الفريق المحلي، خشية من أن يتعرض للتلف. علما ان في الثمانينات والتسعينات كانت هنالك ملاعب عديدة بأرضية ذات العشب الطبيعي ، فنجد مثلأ بوهران ملعبي الشهيد احمد زبانة و بوعقل قبل ان يتم تحول الارضيتين الى العشب الاصطناعي والذي أضحى الآن يهدد صحة اللاعبين بل لم يعد صالحا لاحتضان مباريات مولودية وهران، والمصالح المحلية لم تحرك ساكنًا لإعادة تغييره رغم الوعود المتكررة من طرف مديرية الشباب والرياضة التي كشف قبل نهاية الموسم أن الحمراوة سيستقبلون منافسيهم على أرضية جديدة ، رغم انه لم يتبق الكثير على انطلاق البطولة والوضعية لا تزال تراوح مكانها، ونفس الوعود قدمها مدير ملعب 24 فبراير بسيدي بلعباس، الذي تم تغيير أرضيته من العشب الطبيعي إلى الطارطون الى جانب ملعب زوقاري الطاهر بغليزان ، اما ملعب العقيد لطفي بتلمسان فانة عشبه اصبح رديئا و لا يمكن اللعب فوقه و كذا الامر بملعب مستغانم . لاعبون فقدوا حياتهم و اخرين انتهى مشوارهم مبكرا بسبب العشب الاصطناعي والمتابع لأحوال الكرة الجزائرية ، يقف على حجم المخاطر التي تهدد صحة اللاعب الجزائري المغلوب على أمره بفعل الأرضيات المعشوشبة اصطناعيا ، ففي كل موسم نسمع عن عمليات ترقيع لإصلاح الخلل ، وقد كشف لنا جل اللاعبين في مقدمتهم الدولي السابق أشيو عبر مكالمة هاتفية أن الملاعب الاصطناعية تلزم اللاعب بعد فترة محددة من الزمن إجراء عملية جراحية تجبره على نزع الغضروف من الركبة وهناك أكثر من ذلك ، فبعض اللاعبين تؤدي بهم هذه الملاعب إلى إجراء عمليات جراحية معقدة بمثل التهابات العضلة المقربة ، ومفصل القدم وغيرها من إصابات الناجمة عن السقوط السيئ ، وهو نفس الأمر الذي أشار إليه زبير واسطي اللاعب السابق لمولودية وهران الذي أكد أن كثافة البرنامج التحضيري فوق أرضية ذات عشب اصطناعي أدى به إلى انسداد على مستوى أوعية الرجل، ليقرر التوقف عن ممارسة رياضة كرة القدم وهو دون السن ال 33 ، كما قضت هذه الأراضي المعشوشبة اصطناعيا على مشوار اللاعب السابق لجمعية وهران بوعلام حمية الذي تعرض لإصابة خطيرة على مستوى الكاحل رغم العمليات الجراحية الكثيرة التي أجراها هنا وبفرنسا. دون نسيان وفاة اللاعب السابق لشبيبة القبائل قاسمي عام 2001 في احدى اللقاءات بعد سقوطه السيئ على ارضية ميدان اول نوفمبر بتيزي وزو. ورغم تصاعد الأصوات والتي تؤكد أن الملاعب المعشوشبة اصطناعيا تهدد صحة اللاعبين ، فلا تزال الحكومة تصرف الملايير لتجديد الملاعب القديمة مثلما سيكون عليه الأمر مستقبلاً بملعب زبانة ، فعاصمة الغرب الجزائري تملك ملعبين ذات العشب الاصطناعي بعد بوعقل ، في انتظار انتهاء الاشغال بمركب بئر جير. بن سعادة مدير وحدة زبانة :"لا يمكن زرع العشب لان الارضية مالحة" يرى بن سعادة حمزة مدير وحدة ملعب الشهيد أحمد زبانة أنه لا يمكن زرع العشب الطبيعي بالملعب بسبب ان الارضية مالحة ، مضيفا ، أن تغطية الأرضية بالعشب الطبيعي يكلف الخزينة العمومية الملايير، في الوقت الذي يمكن أن يتم وضع بساط اصطناعي بأقل تكلفة ، إلا أنه لم يخف المخاطر المحدقة بصحة اللاعب إزاء هذه الأرضيات المعشوشبة اصطناعيا والتي تهدد مشواره الرياضي في حد ذاته.