صرح المخرج الجزائري عبد النور زحزاح الحاصل على جائزة الأهڤار الذهبي عن فيلمه القصير »ڤراڤوز« والذي كان مناصقة مع المخرج التونسي »مليك عمارة« عن فيلمه »صابون نظيف« أنه جد سعيد بذلك وأنه لم يكن يتوقع عندما أخرج هذا العمل أن يتحصل على جائزة سواء في المهرجان الدولي للسينما بالإمارات أو في الجزائر. وحسب رأي بعض أعضاء لجنة التحكيم أو حتى بعض الملاحظين من مخرجين سينمائيين أكدوا عمق الفكرة التي عالجها عبد النور زحزاح في فيلمه »ڤراڤوز« والتي قال عنها عبد النور أنها نابعة من الحياة اليومية لأنها تعكس قصة حقيقية وقعت في نواحي البليدة وعندما أعجبته القصة قرر تحويلها إلى مشاهد سينمائية وشعر بالغبطة عندما صفق جمهور سينماتيك وهران كثيرا عن انجازه مما يجعله يحاول في المرة المقبلة تقديم الأفضل والأحسن كما هنأ من جهة أخرى زميله التونسي المخرج مليك عمارة عن عمله الذي يعالج هو الآخر موضوعا اجتماعيا في قالب هزلي جميل . وفيما يخص فيلم »ڤراڤوز« الذي شارك في أدائه كل من محمد إيركي وطاهر بن عياشي وفاروق ايركي ويوسف عباس تميز برسالة تفاؤل وأمل جسدها المشهد الأخير للبراءة إذ تدور وقائع القصة في يوم شتوي ممطر حيث يحضر مختار وابنه نبيل شاحنته القديمة منطلقتين للقيام بإعطاء حفلة عرائس في مدرسة بعيدة في الريف وأثناء الرحلة يجدون في كل مرة مشكلة بداية من الحاجز الأمني وأخذ إحدى العرائس التي تعتبر مهمة في العرض ولكن هذا لم يمنع الصبي من محاولة ابداع قصة أخرى مع عروسة أخرى وأثناء السير يتوقف الأب لأربعة أشخاص في الطريق الذين يطلبون منه إيصالهم إلى أقرب نقطة من القرية ليبدأ أحدهم في السؤال عن الصلاة ولماذا يحملون عرائس فهي بمثابة شياطين خرساء؟ ويقرر الأب تركهم في مفترق الطرقات لكن بخسائر كبرى عندما يقدم هؤلاء على تمزيق أغلب العرائس ورغم صعوبة المهمة إلا أن الأب والإبن يتحدان الموقف ويصلان إلى المدرسة ويقدمان عرضا لعرائس يابانية بقصة جزائرية كلها أمل في مستقبل أفضل. وبالتالي كان فيلم »ڤراڤوز« ناجحا إلى أبعد الحدود برسالته التي عكست الأوضاع التي عاشتها البلاد خلال عشرية سوداء وبقي مشهد الأطفال رؤية لرسالة أمل لجيل الجزائر الذي يطمح لحياة أفضل. وعبد النور زحزاح من مواليد 1973 بالبليدة وبعد دراسات في السمعي البصري في جامعة الجزائر أخرج العديد من الأشرطة الوثائقية منها »ذاكرة منفى«، » تحت الشمس« وغيرهما. أما الفيلم التونسي للمخرج مليك عمارة » صابون نظيف« فهو الآخر عالج مشكلا اجتماعيا ولكن في قالب هزلي جميل فخلال 20 دقيقة ورفقة كل من جمال ساسي ووجيهة الجندوب دارت مشاهد القصة حول الزواج ومشاكله المتعددة فسي راضي يتزوج بإمرأة شرسة تعرضه لسوء المعاملة ويستسلم لسلطتها إلى غاية اليوم التي تسقط من الطابق الثاني للعمارة وتتعرض لحادث فيحاول سي راضي أن يعيش في حلم اليقظة الذي كثيرا ما رواد الكثير من الرجال في هذه الحياة وأجمل ما في الفيلم صابون نظيف أغنية الجنيريك التي ربما زادت في نقاط نجاحه. والمخرج مالك عمارة متخرج من مدرسة الفنون والسينما بتونس وأكمل دراسته بباريس وعمل لسنوات في السينما والتلفزيون وأخرج شريطين قصيرين في فرنسا عام 2008 كما تحصل على جائزة الجمهور على فيلمه هذا »صابون نظيف« في مهرجان رؤية من افريقيا في مدينة »أنجي«. الشيء الأكيد أن أغلب الأفلام القصيرة المعروضة خلال مهرجان الفيلم العربي عالجت قضايا الساعة وهذا هو الأجمل.