تميز حفل اختتام المهرجان الدولي للفيلم العربي، سهرة أمس الأول، بتتويج جزائري باهر من خلال فوز الفيلم الطويل الجزائريالتونسي ''النخيل الجريح'' ب''الأهفار الذهبي'' ومنح الجائزة نفسها للفيلم القصير ''فارافوز'' لعبد النور زحزاح مناصفة مع ''صابون نظيف'' للتونسي مالك عمارة. كما انتزع ممثلو الفيلم الجزائري ''الساحة'' لدحمان أوزيد جائزتي أحسن دور رجالي وأحسن دور نسائي. كان حفل الاختتام فرصة لمحافظة المهرجان لطي صفحة هفوات الافتتاح، بالحرص على ضبط كل صغيرة وكبيرة لإنجاح السهرة. وكان حضور وزيرة الثقافة خليدة تومي يدخل ضمن هذا السياق، حيث حاولت تبرير تخلفها عن الافتتاح بانشغالاتها بتحضير ''حدث تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' أو ''مهمتي ليست خطف الأضواء من الذين يستحقونها'' (في إشارة إلى الفنانين). على وقع موسيقى سوسبانس صعد رئيس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة المخرج التونسي ابراهيم لطايف وأعلن عن منح جائزة أحسن سيناريو لفيلم ''الروح المفقودة'' للمغربية جيهان البحار وافتكت تاج حيدر جائزة عن أدائها في ''المجهولة''. وذهبت جائزة أحسن إخراج لأمين شيهوب من تونس عن فيلم ''إلحاح''. أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فمُنحت لعهد كامل مخرجة ''الإسكافي'' من السعودية. وعمت فرحة عارمة في القاعة عند إعلان الفائز بالجائزة الكبرى للمهرجان ''الأهفار الذهبي'' في شخص المخرج الجزائري عبد النور زحزاح ''فارافوز'' مناصفة مع التونسي مالك عمارة ''صابون نظيف''. وفي كلمته القصيرة فاجأ زحزاح الحضور بقوله: ''سعادتي لا توصف لحصولي على جائزة في أول قاعة سينما شاهدت فيها أول فيلم في حياتي''. من جهة أخرى، وقبل الإعلان عن الفائزين بجوائز الأفلام الطويلة، دعت أسماء إيتيم الحضور لمتابعة فيلم حول آراء وزيارة ضيوف المهرجان للمعالم الأثرية لمدينة وهران. وكعادته اعتلى الأديب رشيد بوجدرة المنصة في زيه الاعتيادي دون ربطة عنق، ليشرع في الإعلان عن نتائج لجنة التحكيم وسط صمت جنائزي وأنفاس محبوسة. اهتزت القاعة عند سماع اسم الفائز بجائزة أحسن سيناريو لفيلم ''منسيو التاريخ'' للمخرج المغربي حسن بن جلون. وأثار الإعلان عن الفائزات بجائزة أحسن دور نسائي وهن ثلاث ممثلات شاركن في فيلم ''الساحة'' للمخرج دحمان أوزيد ومن إنتاج ''مشاهو فيلم'' للمنتج بلقاسم حجاج الذي كان جالسا قرب المخرج دحمان أوزيد فرحة الثنائي الذي كان في قمة السعادة بمنح جائزة أحسن دور رجالي أيضا لثلاثة ممثلين شباب لنفس الفيلم ''الساحة''، ومن شدة الفرحة لم يستطع هؤلاء التفوه بكلمة واكتفوا بتقبيل جبين الممثلة القديرة شافية بودراع التي سلمتهم الجائزة. وبعد الإعلان عن بقية الجوائز، جاءت اللحظة المنتظرة من طرف الجميع وهي الإعلان عن الفائز بالجائزة الكبرى ''الأهفار الذهبي'' التي كانت من نصيب ''النخيل الجريح''، فيلم مشترك تونسي جزائري للمخرج عبد اللطيف بن عمار الذي تخلف عن المهرجان بسبب المرض. صعدت المنتجة الجزائرية نادية شرابي التي ساهمت في تجسيد الفكرة التي وُلدت في وهران في السنة الماضية، إلى المنصة رفقة كل فريق الفيلم كالممثلة ليلى واز وناجح ناجي من تونس وحسان كشاش من الجزائر، وحامت للحظات روح الراحل العربي زكال في قاعة ''المغرب''. وأشارت شرابي في كلمتها إلى أهمية الأعمال المشتركة لتطوير السينما العربية. وبحركاته المسرحية المعهودة، ويداه في جيبه، صرح الممثل ناجح ناجي في كلمته: ''يبدو أنه آخر العشق مع وهران''. لينتهي الحفل بخطاب طويل وممّل لوزيرة الثقافة خليدة تومي كان بالإمكان تفاديه خاصة بحضور ضيوف المهرجان.