يبدو أن لمفهوم الاحتراف معنى اخر لدى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي وبالرغم من أنها لم تقر بفشل هذا المشروع الذي سيدرك موسمه السابع ، إلا ان الفوضى التي تعم تسيير بعض الفرق وعجزها على ادراك الاحتراف تزيد من تأكيد على أن الفاف لم تدرس العواقب عندما دخلت هذا المجال ب 32 ناديًا أفلسوا قبل مباشرة الاحتراف ، بعدما عجزوا عن تطبيق أدنى مادة في دفتر الشروط والمتعلقة بفتح رأسمال الشركة الرياضية على المساهمين . فالاحتراف أدرك موسمه السادس ولا تزال غالبية الفرق تمشي أمورها بإعانات التي تضخها الخزينة العمومية في أرصدة هذه الشركات الرياضة ، ليبقى الإشكال مطروحًا كم فريق في قسم النخبة يملك أدنى شروط مشروع هيئة روراوة ؟ والإجابة هي أن الفرق المحترفة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة إن لم يكن أقل إذا أستثني شباب قسنطينة ، أتلتيكو بارادو ، وفاق سطيف ، إتحاد العاصمة و مولودية العاصمة ، وبدرجة أقل شبيبة الساورة ، اما باقي الفرق الرابطة الاولى المحترفة فإنها لا تزال قيد الكر والجر لإيجاد مسلك يقودها نحو عالم الاحتراف ، وما على متتبعي شؤون الكرة سوى التوجه للجنة النزاعات لدى هيئة قرباج ، أين تتواجد العشرات من شكاوي اللاعبين الذين اشتكوا انديتهم لدى الرابطة الوطنية بسبب عدم تلقيهم لأجورهم الشهرية ، وعلى رأسهم فريق أمل الأربعاء هذا الأخير حرم لاعبيه من 9 رواتب نتيجة مشاكله الإدارية جعلت الرئيس عماني يرفع الراية البيضاء ويقر علنيًا بأنه غير قادر على مواكبة الاحتراف ، حدث هذا امام صمت هيئة روراوة التي لم تحرك ساكنًا لاستدعاء هذا الرئيس الذي لا يملك حتى مقرًا تجتمع فيه إدارته ، لتظل الأمور في دار لقمان على حالها لغاية انتهاء الموسم الذي أفضى بسقوط الفريق إلى القسم الثاني المحترف. ثمانية فرق في القسم الثاني عاجزة عن تطبيق دفتر الشروط فريقًا آخر ، واجه نفس المشكل ، ويتعلق الأمر بأولمبي أرزيو الذي لم يعمر كثيرًا في القسم الثاني المحترف ، بعد صعوده من الثاني هواة بتسيير هاوي ودون أن يؤسس شركة رياضية ، فقد شارك طيلة الموسم في الرابطة الثانية المحترفة بصيغة النادي الهاوي وهو ما يتنافى و القوانين المعمول بها لدى الاتحادية الدولية لكرة القدم بما أنها تصنف الرابطة الثانية ضمن البطولات المحترفة ، ليكون صرف النظر من طرف هيئة روراوة ، فأصبح هذا القسم لا يملك من صيغة الاحتراف سوى الاسم . و الحقيقة ان هناك أكثر من ثمانية فرق بهذا القسم لا تتوفر على أدنى شروط الاحتراف المفروض على أندية لم تتمكن حتى من تحصيل الاكتفاء الذاتي ، مثلما هو الأمر بالنسبة لأمل مروانة ، إتحاد الشاوية جمعة الخروب ، شباب عين الفكرون ، إتحاد الحجوط ، وشبيبة سكيكدة رغم أنها تمثل ولاية كبيرة وتتوفر على منشآت ومرافق رياضية ضخمة، إلا أنها لا تزال تسيير بنمط النادي الهاوي لا المحترف. الاتحادية تقرّ بفشل مشروع الاحتراف تأكيد روراوة في الاجتماع الأخير الذي عقده مع اندية الغرب بفندق "فور بوانت" بوهران والذي قرّر على هامشه منح مهلة لأندية الرابطة الثانية تنتهي في نوفمبر المقبل ، قبل اتخاذ قرار تحويل المنافسة من محترفة إلى هاوية ، لتأكيد ضمني و اعتراف غير معلن من صاحب القرار على فشل مشروعه في تطبيق الاحتراف ب 32 فريقًا ، بعدما لمس بأن أندية الرابطة الثانية بعيدة عن مقاييس الاحتراف، فجل رؤساء النوادي بهذا القسم وحتى في الرابطة الأولى المحترفة ينتظرون ما تضخه الخزينة العمومية بأرصدتهم ، ويعتبر بلحاج أحمد رئيس مولودية وهران رفقة حداد رئيس إتحاد العاصمة الوحيدين من صرفا أكثر من 20 مليار من أموالهم الخاصة ، وهذا بتأكيد رئيس الاتحادية الذي أقرّ بأن هيئته ستعيد النظر شهر أكتوبر في قضية إبقاء الرابطة الثانية تحت مظلة الاحتراف من عدمه ، رغم أن كل المؤشرات توحي بان القسم الثاني المحترف سيكون الموسم المقبل مجرد من كلمة المحترف، في ظل الفوضى الكبيرة في طريقة تسيير وعجز جل هذه الفرق في مواكبة مسار الاحتراف المفروض من طرف هيئة روراوة قبل 6 قبل ست سنوات من الآن .