أحيت مجموعة من الفنانين ليلة أول أمس بقاعة الموقار بالجزائر العاصمة حفلا فنيا ساهرا قدمت خلاله باقة من الأغاني القبائلية تكريما لعملاقتي الطرب القبائلي الشيخة جيدة الصغيرة والشيخة حنيفة ، وكان هذا الحفل الذي نظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام في إطار سلسلة تكريمات رمضانية لأعمدة الموسيقى الجزائرية فرصة للجمهور لتذكر هاتين الفنانتين اللتان قدمتا الكثير للأغنية القبائلية وأيضا لاكتشاف وإعادة اكتشاف أصوات جميلة في هذا الفن. وتألقت المغنية تينهنان خلال السهرة بتقديمها للعديد من الأعمال التي عرفت بها الفنانتان وغيرها على غرار "أوين عزيزن" (يا اللي عزيز عليا) للشيخة جيدة ، و"أشلها" (توحشت) للفنان سفيان التي تحكي عن لوعة الحنين وألم الغربة. كما استمتع الجمهور في الجزء الثاني من الحفل بأداء الفنانة نادية بارود التي أمتعت بأدائها وصوتها الرخيم الجمهور الحاضر بأغاني مستقاة من ريبرتوار الفنانتين وأخرى من أعمالها الجديدة والقديمة. "ثاخاتمت" (الخاتم) التي تحكي عن المرأة والمكتوب والمأخوذة من سجل الفنانة جيدة و"ذ الراييو" (الراي) التي تتحدث عن البخت والسعد والمستقاة من رصيد حنيفة هي من الأغاني التي قدمتها نادية بارود بالإضافة لباقة من أعمالها الشخصية ك"أيا رغاز" (يا الراجل) و"أورار" (العرس). وكان ختام السهرة مع الفنان ماسي الذي أدى إحدى أغاني حنيفة وعدد من أعماله على غرار "أيما عزيزن أمروح" التي كرم من خلالها المرأة الجزائرية. وتعتبر الشيخة حنيفة (1924- 1981) من الأسماء الرائدة في الفن القبائلي حيث تركت سجلا غنائيا من حوالي 200 أغنية ، حيث بدأت الراحلة حياتها الفنية في 1952 بمدينة الجزائر حيث أدت العديد من الأغاني الإذاعية قبل أن تغادر لفرنسا أين كانت تنظم الحفلات للمهاجرين لتعود بعدها للجزائر في 1962 أين واصلت فنها غير أن الظروف دفعت بها للمغادرة ثانية نحو فرنسا في 1975 أين واصلت الغناء لغاية آخر حفل لها في 1978، ووضعت من جهتها الفنانة جيدة "تامشطوحت" (الصغيرة) أولى خطواتها في الغناء والمسرح الإذاعي والرقص في 1951 حيث كانت ضمن كورال "ثارباعت الخالات" (جمعية النساء) الذي ضمن أيضا أصوات قبائلية معروفة على غرار نوارة وشريفة وقد خلفت على مر مسيرتها الفنية أكثر من 132 أغنية.