أكد الفقيه والمفتي اللبناني أحمد سعيد اللدن، أن التصوف هو عبارة عن عملية تصفية للنفس، من جميع السلوكات والعادات والأخلاق القبيحة، وأضاف الدكتور أحمد اللدن في الحوار الذي خص به سهرة أول أمس "الجمهورية" على هامش سلسلة الدروس المحمدية بالزاوية البلقايدية الهبرية بسيدي معروف وهران، أنه على الشباب المسلم تعلم التصوف الصحيح من شيوخ الزاوية والعلماء الأجلاء، لأنهم يملكون الطريقة والمنهج السليم والصالح، داعيا إلى الابتعاد وتجنب جميع المبتدعين الذين لا علاقة لهم بهذا التصوف النقي والطاهر، وأثنى المفتي اللبناني على الدور الكبير التي تلعبه الزوايا والروضات النبوية الشريفة في تطهير قلوب الناس، وتزكية الأفئدة وتزويد العقول بالعلم والمعرفة الدينية الإسلامية الوسطية، مشددا على ضرورة أن تكون الحكمة التي يتعلمها اتباع ومريدو الزوايا، سهلة، واضحة وفيها الكثير من الوعظ والإرشاد، موضحا أنه يجب تعلم كيف نتعامل مع الآخر بلين، هدوء وأدب، موضحا أن الكثير من النكسات التي نواجهها اليوم في عالمنا الإسلامي إنما هي من صنع بعضنا، بسبب عدم معرفتنا بشروط الدعوة الصحيحة، مشيرا إلى أن الحل يكمن في عملية تربوية دقيقة وشاقة ومتكاملة للدعاة من أجل النهوض بمستوى الدعوة، مؤكدا أن المشاكل التي وقعت في الكثير من بلاد المسلمين وقعت نتيجة هذه الأخطاء الفادحة. وفي هذا الصدد حرص الدكتور أحمد سعيد اللدن، على ضرورة إحياء التراث المحمدي الإنساني، في سلوكاتنا ومعاملاتنا فيما بيننا ومع غير المسلمين، حيث أوضح أن النبي عليه الصلاة والسلام قدم في زمانه وفي زمن الخلافة تقديما حضاريا مدنيا وأخلاقيا وأدبي داعيا الى الاستلهام من هذا التراث وجعله الوسيلة والمنهج بغية استعادة الأمة الإسلامية ريادتها ومكانتها الرفيعة ما بين الأمم. مشيرا إلى أن خطاب النبي الكريم خلال فتح مكة ومراعاته لشعور الآخرين من غير المسلمين ونصرته للدين الإسلامي من خلال أسلوبه الرباني السديد.