أكد الدكتور لؤي عيسى سفير دولة فلسطين في الجزائر، أمس أن القمة العربية التي انطلقت أشغالها أمس بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، تنعقد للأسف في ظروف صعبة وتحديات خطيرة، وأضاف السفير في ندوة "الجمهورية" بمقر الجريدة، أنه وأمام هذا الوضع المعقد الذي تعيشه الكثير من الدول العربية، "وجب على الجميع الوقوف بشكل مسؤول ولا ندفن رؤوسنا في الرمال، من أجل تشخيص الأخطار واتخاذ قرارات حقيقية وجدية، حفاظا على ما تبقى لنا من مسائل" وأضاف لؤي عيسى الذي نزل ضيفا على اليومية، أن القمة العربية وإن غاب عنها الكثير من الحكام العرب، إلا أنها يجب أن تكون فرصة لتخفيف آلام شعوبنا وقضايانا المطروحة، مضيفا أنه على المستوى الفلسطيني، لا تزال القيادة الفلسطينية، تؤكد أن دخولها المفاوضات مع العدو الإسرائيلي، مبني على أرضية نضالية باعتبارها شكلا من أشكال الصراع، وليست شكلا من اشكال الاستسلام، وأن تتم عملية مواجهة العدو ضمن ما يتاح من آليات المقاومة، من منطلق قاعدة "أنه إذا لم تستطع أن تنتصر فحاول أن تبقى على الطاولة"، مضيفا أن الصمود في مرحلة من المراحل هو بحد ذاته إنجاز، ودعا السفير الفلسطيني، القادة العرب إلى اتخاذ مجموعة من القضايا الجوهرية، منها أن يكون القرار فلسطينيا بحتا، وأن يتخذ في فلسطين وليس في مكان آخر، مجددا رفض بلاده المطلق لأي تعديل للمبادرة العربية، بالقول :"لن نقبل أن يكون هناك تطبيع عربي إسرائيلي قبل أن تتم تسوية القضية الفلسطينية"، مع الاستمرار في تبني المبادرة الفرنسية، التي صرح بأنها "هروب من الرباعية الدولية التي استمرت في رعاية المفاوضات بشكل غير عادل"، مجددا دعوته بأن تكون هذه القمم العربية، جزءا من الوحدة الوطنية الفلسطينية وليس تكريسا للأزمة الموجودة في الداخل، من خلال إيجاد حل للانقسام الفلسطيني الحالي، مذكرا بالوضع الحالي للقدس الذي يواجه خطر التهويد، وزيادة الاستيطان، القتل، العنف والاعدامات الوحشية، واعتبر المتحدث أن مجرد عقد القمة مسألة إيجابية، بالرغم من الوضع العربي الصعب وغياب بعض الرؤساء، مبرزا أن "التحديات الحالية أظهرت أن الكل اليوم صار رأسه مطلوب، لذلك فعلى المجتمعين إدراك حجم الأخطار الحقيقية، خصوصا وأن التقسيمات القديمة لم تعد صالحة، وفيه مخططات تفتيتية أخرى للبلدان العربية...، ليشير إلى أن وأمام هذه المخاطر المحدقة وجب التراجع إلى الخلف وتقديم بعض التنازلات، لأنه في الأخير لا أحد سينتصر على أحد، باعتبار أنها صراعات عبثية ومدمرة للجميع، ليبرز أن الشعب الفلسطيني فوق أرضه ولا يستطيع أي أحد انتزاعه منها، بالرغم من القوة العسكرية، المالية، التحالفية وحتى الاختراقية للحالة العربية من قبل الكيان الصهيوني، مؤكدا بصريح العبارة أن "إرادتنا لم تتزعزع وإيماننا في الصمود قوي، وأكثر من 50 بالمئة من سكان فلسطين التاريخية، متجذرون في أرضهم، ولن نسمح لأي أحد أن يصادر قرارنا المستقل.