الثورة الجزائرية مرجعيتنا في النضال التحريري احتضنت دار الإمام بالمحمدية الاحتفالات المخلدة للنكبة الفلسطينية في سنتها 68 بحضور السفير الفلسطينيبالجزائر لؤي عيسى، والجالية الفلسطينية وممثلي المجتمع المدني وأئمة وغاب عنها وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى لارتباطه بطارئ. جاء إحياء الذكرى 68 للنكبة بأبعادها العربية والإسلامية لقضية ظلت تبحث عن حلّ لها بعد تشريد شعبها المتمسك بحق العودة، رغم كل المؤامرات والمساومات والدسائس من الداخل والخارج وتحت رعاية دولية مهدت لوضع عربي وإسلامي مشتّت يتخبط في قضايا مستحدثة لصرف انتباهه وجهده عن القضية الأم وصمام الأمة العربية. هي حقيقة النكبة التي وقف عندها سفير فلسطينبالجزائر لؤي عيسى، ويحييها الفلسطينيون تحت شعار: “يوم استقلالهم... يوم نكبتنا” كبديل لكل شيء، وتأكيد على أن الصراع الفلسطيني العربي - الإسرائيلي هو معركة وجود وليست حدود، وهو ما قال عنها السفير إنها “نكبة للأمة العربية والإسلامية وللإنسانية على حد سواء، والتي ماتزال تفرّخ أزمات ونكبات مخطط لها، بالرغم من معرفة العدو ومن يسانده من قوى الشر”. وأكد لؤي تمسّك الشعب الفلسطيني بحق العودة الذي قال إنه حق مقدس لا يمكن لأحد أن يساوم أي فلسطيني عنه ولا إسقاطه بأي وسيلة أو مقايضة، بالرغم من كل المساومات ومحاولات عزلهم من مختلف عناصر القوة في ظل آخر ابتكارات الكيان الصهيوني التي تروج لكون الشعب الفلسطيني شعب زائل ويمكن مناقشة قضيته في أي مكان خارج حدود أرضه باعتباره عاجزا عن ذلك. وتأسف سفير فلسطينبالجزائر، للوضع الذي آلت إليه القضية، لكون أن أدوات تنفيذ مخططات إضعافها من الداخل وبأياد عربية، من خلال اختلاق مشاكل جانبية مذهبية طائفية وتكرر الوقوع في الخطإ نفسه من خلال العودة للاحتكام إلى صنّاع نكبات الأمة العربية، وهم أصحاب الفوضى الخلاقة أو ما روّج على أنه الربيع العربي وصراع حضارات وما شابه ذلك من أسماء. من جهة أخرى، ثمّن لؤي مواقف الجزائر التي لا تنسى المنبثقة من ثورة المليون ونصف المليون شهيد، والتي ترجمت على كل الأصعدة رئيسا، حكومة وشعبا، ونقلت ذلك إلى تلال القدس في فلسطين بلد المليون أسير، مذكرا بعديد الأقوال المأثورة عن الزعماء والقادة للبلدين، أهمها مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين “فلسطين هي إسمنت يوحّد الأمة العربية أو ديناميت يفجرها”. وعاد سفير فلسطين ليذكر بالهدف من إحياء هذا الحدث، إلى إعادة تجديد الأمل ومحاولة إصلاح الخلل وإحداث التوازنات المناسبة لضمان استمرار تواجد الشعب الفلسطيني على الخارطة الفلسطينية في مواجهة العنجهية الإسرائيلية التي تحاول، في كل مرة، إعطاء صبغة مخالفة للصراع، في حين أن المسألة هي حرب شاملة تدخل في الحجر والشجر والمقدسات والأرض والمقدرات ومن يعتقد غير ذلك فهو في المعادلة الخطأ. وحذر لؤي من مخططات الكيان الصهيوني الذي كان في السابق يكون الدولة الإسرائيلية من الفرات إلى النيل بالوسائل العسكرية، واليوم شعار دولته من المحيط إلى الخليج بالوسائل الاقتصادية بعدما تسطّحت الوسائل العربية وانبطاحها، وفي ظل الانقسام الفلسطيني والتعاطي معه من طرف الدول العربية على أنه انقسام حزبي أو إيديولوجي يزيد الأزمة انهيارا في ظل وضع عربي وإقليمي يتعامل مع الفلسطينيين كغنيمة، ودولي يزداد صراعا. وكانت المناسبة فرصة ل “د. صبحي عرب”، الذي ألقى محاضرة بعنوان: “نكبة فلسطين وما فعلته في الشعب الفلسطيني”، انطلاقا من المؤامرات التي حيكت لتهجير الشعب الفلسطيني، وما تلاه من ظلم وتشريد واستغلال على مستوى الإدارات العربية، لاسيما خلال 4 سنوات الموالية للنكبة وتخوين لكل فلسطيني آنذاك، ما جعله يتسلح بالعلم والمعرفة ليخدم قضيته. كما تم تقديم عروض فنية ومسرحية بعنوان “فلسطين الجريحة”، قدمتها فتيات جمعية “نسائم الجنة”، جسّدت الألم والظلم الذي يعيشه الفلسطينيون والصمود رغم الضيم والمؤامرات الدولية.