لم يختلف الإحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة 2011 عن سابقاتها من حيث الأجواء العامة التي ميزت مختلف الأحياء والشوارع الرئيسية والثانوية أيضا، وخاصة بوسط المدينة وبالطنف الغربي، فكانت وهران أول أمس قبلة للزوار من أغلب ولايات الوطن جاؤوا للإحتفال والسهر والسمر على إيقاع البذخ وتبذير الأموال. فقد إختلفت أساليب إحياء ليلة رأس السنة من منطقة إلى أخرى ومن عائلة إلى أخرى لكن إتفق السواد الأعظم من المواطنين على الإحتفال والتنزه والإستجمام حسب ما توفر من إمكانيات، المهم هو ألا تمر هذه المناسبة من دون شيء خاص يميزها وحتى إن كلف الأمر صرف أموال كبيرة على الحلويات والمشروبات والسهرات والليالي الراقصة . فالإنتقال من سنة إلى سنة كان في أجواء فرح وسعادة كبيرين، وكانت أحوال الطقس الجيدة في الموعد بحيث ضلت السماء صافية والشمس ساطعة ودرجة حرار الجو مناسبة للخروج خاصة بعد صلاة الجمعة، فوجهة أغلب العائلات هي حدائق التسلية من أجل قضاء أمسية مسلية جدا يسعد بها الأطفال كثيرا، أما وجهة الشباب فهي الملاهي والمقاهي والمطاعم. وللذهاب إلى أي مكان كان لزاما على المحتفلين إستعمال مركباتهم أو مختلف وسائل النقل الأخرى وهو ما خلق إكتظاظا وإزدحاما كبيرين جدا يوم الجمعة بإعتبار آخر يوم من سنة 2010، وقد زادت الأمور حدة بعد صلاة الجمعة مباشرة، فكل من إختار الطنف الغربي قضى ساعات طويلة للوصول إليه، ففي طريق الذهاب بدأت حركة المرور تشتد بداية من الساعة الثانية بعد الزوال وبقي الوضع على هذا الحال إلى غاية الساعة السادسة مساءا. وإبتداءا من الساعة السابعة ليلا إزدحم الإتجاهان معا بالسائقين والناقلين، لأن منطقة عين الترك كانت الوجهة المفضلة لعدد كبير من المواطنين لإستنشاق هواء البحر، والتجول أيضا بين شوارع عين الترك ومن بين المناطق التي إكتظت بالراجلين نهج "ميلينان" الذي يشهد نفس الوضع غالبا في فصل الصيف، كان مساء أول أمس يعج بالناس كبارا وصغارا رجالا ونساءا، وحتى محلات بيع المثلجات والمرطبات فتحت أبوابها لإستقبال زوار بلدية عين الترك وإتمام أجواء الإحتفال. هذا الإزدحام في حركة المرور بعين الترك دفع بالكثيرين إلى تغيير المسارات حتى ولو كان ذلك على حساب قوانين المرور، فكانت الوجهة الطريق السفلي المحاذي للشواطىء لأن الطريق السريع لم يكن هو الآخر حلا للهروب من الإزدحام. ولا يحلو الإحتفال من دون الحلويات التي تصنع خصيصا لهذه المناسبة وخاصة (لابيش) فقد عرضت بكميات كبيرة جدا بمعظم المخابز والمحلات ورغم كثرتها كانت أسعارها مرتفعة جدا ترواحت ما بين 800 إلى 1700 دج للقطعة الواحدة وقد إختلفت أذواقها وأنواعها وألوانها وأشكالها أيضا، وتفنن كل حرفي في صناعة هذه الحلوى التي زينت ببعض النباتات أيضا، أما حلوى "لابيش" فتأخذ شكل جدع الشجرة، وعرضت بمختلف الأحجام والأثمان بالواجهات أيضا . ومن المواطنين من فضل قضاء أمسية الجمعة الماضية بالغابات والمساحات الخضراء، فقد كانت منطقة الجوالق بالواجهة الشرقية والمساحات الخضراء المجاورة لفندق الشيراطون قبلة الكثيرين رغم أن حديقة التسلية لم تعد هناك وضلت الطبيعة والمناظر الخلابة التي تميز الواجهة الشرقية وحدها تستقطب العائلات.