ازداد بشكل لافت عدد المجانين والمعتوهين بشوارع مدينة ورقلة، فلا يكاد شارع من وسط المدينة وضواحيها يخلو منهم. وقد عرفت هذه الظاهرة تصاعدا لافتا خلال الأشهر القليلة الماضية وتزداد حدة يوما بعد يوم خاصة في ظل غياب أي تكفل بهم من الجهات المعنية وما زاد من خطورة الوضع الطابع العدواني للكثير من هؤلاء المجانين، حيث قام أحدهم منذ أيام بالاعتداء على امرأة مسنة مسببا لها بعض الجروح وقام بمطاردة النسوة والأطفال بالقرب من محطة النقل ثم راح ينزع ثيابه بالشارع والمشي عاريا أمام بوابة جامعة قاصدي مرباح منتهكا القيم الأخلاقية للمجتمع ومسببا حرجا كبيرا للمارة. ويبقى المجانين برأي العديد من المواطنين مصدر قلق أو "خطر متنقل" يجب تفاديهم والحذر منهم، ويجب على مصالح البلدية نقلهم إلى المصحات الخاصة. وفي هذا الصدد، أكد أحد المنتخبين ببلدية ورقلة ل"الجمهورية" على استفحال الظاهرة، مؤكدا أن التقصير لحد الساعة على مستوى أسر وعائلات هؤلاء المرضى، لأنها من المفترض أن تتواصل مع مصالح البلدية عبر تقديم ملف طبي كامل يحدد وضعية المريض من أجل التكفل به وأخذه إلى المؤسسة الاستشفائية للمجانين بواد العثمانية بولاية قسنطينة ، لأن أي تدخل للبلدية في ذلك دون الارتكاز على أي ملف قد يعرضها لمشاكل قانونية لا حصر لها مع عائلات المرضى في حال حدوث أي مكروه. لذا تطالب بعض عائلات هؤلاء المجانين بضرورة التنسيق مع البلدية ورؤساء الأحياء من أجل أولا حماية هؤلاء المرضى لأنهم قبل كل شيء أبناؤنا وإخواننا، ومن واجبنا تقديم الحماية والرعاية اللازمة لهم، ومن جانب آخر حماية المجتمع من التصرفات الطائشة التي تصدر عن بعضهم.، وحسب مصدر عليم فإن أغلبية هؤلاء المرضى هم من خارج الولاية بعدما يستقدمون من قبل ذويهم ويتخلصون منهم دون رحمة ، هذا بعد غلق مصحة سيدي عبد القادر بورقلة منذ أكثر من سنتين وانتظار بناء مستشفى الحدب الذي يبقى دائما حبرا على ورق وتستمر معاناة أهالي المرضى بتنقلهم كل أسبوعين الى مستشفى واد العثمانية بقسنطينة لزيارة مرضاهم، وهو ما كلفهم كثيرا ويبقى دوما أملهم الكبير في المسؤول الأول عن الولاية للتعجيل ببناء مستشفى الحدب.