عرفت المشاركة الجزائرية في الالعاب الاولمبية بريو دي جانيرو التي جرت وقائعها من 5 الى 21 اوت الفارط اخفاقات لم تكن متوقعة من قبل غالبية ممثلينا في مختلف النشاطات الرايضية التي شاركت فيها الجزائر في هذه التظاهرة الكبرى ،حيث من ضمن 64 رياضيا مثلوا الالوان الوطنية في هذا المحفل لم يقف الا واحد منهم فوق المنصة ، و هو ما يؤكد ان المشاركة الجزائرية لم تكن في مستوى تطلعات الاتحاديات الرياضية قبل انطلاق المنافسة حيث احتلت الجزائر المركز ال 62 بفضل ميداليتين فضيتين كانتا من نصيب "المنقذ" توفيق مخلوفي. وهي التي كانت تسعى الى معادلة الرقم القياسي لألعاب سيدني بخمس ميداليات منها ذهبية واحدة حققتها العداءة نورية بنيدة مراح في سباق 1500 متر مما يعتبر تراجعا مقارنة باولمبياد لندن 2012 عندما أنهت الجزائر المنافسة في المرتبة ال50 بفضب ذهبية مخلوفي في 1500 متر. وشاركت الجزائر في العاب ريو بتعداد قوامه 64 رياضيا من بينهم 18 لاعبا يمثلون المنتخب الوطني الاولمبي لكرة القدم و 13 اختصاصا آخر حيث لم يتمكنوا من تحقيق الاهداف المرجوة بتسجيلهم لنتائج متوسطة لبعض الرياضيين و كارثية للبعض الآخر.
الجيدو و الملاكمة خيّبا الامال
عجز الملاكمون الثمانية المشاركين في ريو من التأهل الى المربع الاخير للمنافسة وهم الذين كانت تحذوهم الارادة لوضع حد ل 16 سنة من الغياب عن منصة التتويج لكن ذلك لم يتأت لرفقاء محمد فليسي صاحب الميدالية البرونزية في مونديال الدوحة 2015 الذي توقف مشواره في الدور ربع النهائي أمام ملاكم فنزويلي يبلغ من العمر 19 سنة وهو الحال بالنسبة لرضا بن بعزيز وعبد الحفيظ بن شبلة. اما في الجيدو ، فكانت حصيلة المشاركة الجزائرية بكل بساطة كارثية مؤكدة مرة أخرى تراجعها حتى على المستوى الافريقي حيث تأهل الياس بويعقوب والطيب محمد امين الى الدور الثاني بينما خرج كل من عبد الرحمن بن عمادي وهود زرداني وصونيا عسلة من الباب الضيق. وفي رياضة الدراجات انسحب يوسف رقيقي وعبد الرحمن منصوري من السباق كما كان الحال عليه بالنسبة لعز الدين لعقاب في اولمبياد لندن بينما خرج المبارزان فكتور حميد سنتاس وانيسة خلفاوي مبكرا من المنافسة وهو الأمر كذلك للسباح أسامة سحنون الذي لم يبلغ الدور نصف النهائي في اختصاص 50 متر سباحة حرة. وفي كرة القدم أقصي المنتخب الجزائري ابتداء من الدور الاول بعد انهزامه امام الهندوراس (3-2) والارجنتين (2-1) وتعادل امام البرتغال (1-1) حيث لم تبرهن العناصر الوطنية عن الامكانيات التي وفرت لها بعد غياب دام 36 سنة.
ولعل الرياضي الوحيد الذي أنقذ المشاركة الجزائرية هو العداء توفيق مخلوفي للمرة الثانية على التوالي بفضل الميداليتين الفضيتين في سباقي 800 و 1500 متر ليكون إبن سوق اهراس في الموعد رغم المشاكل التي واجهته أثناء التحضير. إلى جانب مخلوفي تمكن رياضيون آخرون على غرار العربي بورعدة صاحب المركز الخامس في اختصاص العشاري من ترك انطباع حسن بتحطيمه للرقم القياسي الافريقي رغم كل العراقيل التي واجهته والاصابة التي تعرض لها على مستوى الظهر. كما برهن كل من سيدعلي بودينة في التجذيف و وليد بيداني وزهرة حيرش في رياضة رفع الاثقال وكذلك طارق عزيز بن عيسى في المصارعة عن امكانيات كبيرة تبشر بالخير تحسبا لاولمبياد 2020 بطوكيو. لكن تتويج مخلوفي لا يمكنه بأي حال من الاحوال إخفاء المشاكل التي تتخبط فيها الرياضة الجزائرية منذ سنوات. تبادل للتهم بين المسئولين و الرياضيين خيبة الامل لدى الشعب الجزائري لم تتوقف عند هذا الحد ، بل تواصلت بعد عودة الوفد الجزائري الى ارض الوطن و هناك اطلق العنان لتبادل الاتهامات بين المسئولين و الرياضيين ، فمخلوفي فجر قنبلة بتوجيهه اصابع الاتهام الى بعض المسيرين منهم براهمية و بيراف و هذان الاخيران نفيا هذه الاتهامات و اكدا انهما راضيين عن حصيلة المشاركة الجزائرية و طالبا لمن اتهمهما بالتقصير ان يجلب الادلة مثلما تهجم بورعدة و مدربه ماهور باشا و الملاكمين على براهمية ، غير ان ما حزّ في نفوس الشعب الجزائري هو الصورة العفنة التي اصبحت عليها الرياضة الجزائرية التي تحولت الى حقل لتبادل التهم و السب في غياب الاخلاق و الروح الرياضية . فالرياضة الجزائرية ليست بحاجة اليوم الى مثل هذه الامور ، و انما لعادة اصلاح البيت بعد الكشف عن الداء و التفكير من الان في اولمبياد طوكيو 2020 التي تتطلب التحضير المكثف ان اردنا الوقوف فوق البوديوم و ليس التحضر لها في اللحظات الاخيرة او في الوقت بدل الضائع.