احتضن عشية أول أمس فضاء مسرح علولة بوهران عرض »قلعة نور« للمخرج ميسوم مجهري والمؤلف عبد القادر بلكروي والذي استمتع بها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و16 سنة بالأحداث المشوقة لهذه القصة التي تتبلور فكرتها أساسا حول ظاهرة التلوث وتأثيرها على المحيط البيئي والإجتماعي حيث استخدم المؤلف وكاتب النص المسرحي عبد القادر بلكروي شخصيات بسيطة ومحبية لدى الأطفال مثل العصفور والغول وغيرهما من الحيوانات الأليفة والمتوحشة التي بإمكانها أن توصل هذه الرسالة الانسانية لعقول الأطفال المتعلقة بظاهرة التلوث وكيفية المحافظة على البيئة من خلال مغامرة ترفيهية بطلها العصفور وصديقته »سليمة« التي لا تستطيع المشي بسبب إعاقتها، فيعيش هؤلاء في سلام وأمان بقلعة نور المليئة بالأحلام والألوان لكن سرعان ما يقوم الغول بزيارة هذا المكان ومحاولة قتل العصفور الذي يهرب بعيدا ويترك الأصدقاء، فيغتنم الغول الفرصة ويحوّل قلعة نور الى مزبلة مظلمة وموحشة. ولاعطاء المسرحية بعد مؤثّرا قام المخرج ميسوم مجهري بالاعتماد على الفرجة والرقص والألوان مع بعض الأغاني الممتعة حول الصداقة، محاولا بذلك الخروج عن الروتين والحركات البهلوانية العادية، فتعامل مع مصممة الرقص السيدة جاهد سعاد التي تكفلت بتدريب الممثلين على بعض الخطوات الراقصة والبسيطة أما عن السينوغرافيا فقد أوكلت لحليك رحموني والموسيقى لزيان عبد الرحيم ناهيك عن وجود كم معتبر من الأكسيسوارات التي أضافت رونقا على الديكور بهدف تسهيل عملية الاتصال مع الاطفال ونجاح العرض حسب المؤلف عبد القادر بلكروي الذي قال بأنهس يكمن إقناع المتلقي من الجمهور الصغير بأهداف المسرحية التي تدخل في اطار الأعمال التربوية ومنذ إنتاجها والجمهور لم ينقص من خلال العروض المتواصلة لمدة سنتين على خشبة علولة أو في مسارح آخرى، كما أكد نفس المتحدث على هامش لقاءنا به بمسرح علولة بأنه يهتم كثيرا بمسرح الطفل منذ بداية تأليفه سنة 1979 حيث كتب العديد من النصوص الموجهة لهذه الفئة مثل »النحلة« و»كنزلويزة« الى جانب مسرحية »علال وعثمان« و»قلعة نور« حيث ابتعد عن الأسلوب النثري الادبي واعتمد على القصة المشوقة التي تقدم أفكارا تربوية تربي النشء مما جعله يقدم »قلعة نور« في شكل جديد بعد أن قام بقراءات درامية في التربية وعلم النفس الجديد. الشيء الأكيد أن الاطفال في كل مرة تعرض فيها »قلعة نور« على خشبة علولة يستمتعون بها لأنها ذات طابع ترفيهي وتربوي. من جهة آخرى أكد لنا مدير المسرح الجهوي عبد القادر علولة عزري غوتي أن المؤسسة بطلب ملح من الاطفال قدمت خلال العطلة الشتوية عرفين في اليوم وهذا لم يسبق ان وقع من قبل او حتى الجمهور الصغير حضر بقوة وهذا ينطبق مع جميع العروض التي تقدم بالنسبة لهذه الشريحة وعاد برنامج المسرح الى سابق عهده ببرمجة عرض في كل يوم سواء أكان للصغار أم للكبار وأكد بأن »قلعة نور« منذ أن أنتجها المسرح خلال عام 2008 وعرضها فيما بعد ولازال الاقبال عليها متواصلا بقوة من قبل الجمهور الصغير.