أجمع المشاركون في فعاليات الأسبوع الوطني للمسرح "حولية علولة" بوهران على أن عبد القادر علولة قاموس فني مفتوح للجيل المسرحي الباحث. و يرى الفنان المسرحي "محمد ميهوبي" أن الأعمال المسرحية التي تركها الراحل علولة شكلت رصيدا ثقافيا و تراثا مسرحيا يجد فيه الموهوبون و المولعون بالفن الرابع مدارس مفتوحة للاحتراف في هذا الفن، و أضاف المتحدث أن عبد القادر علولة نوع من المسرحيين النادرين الذين حققوا الصحوة المسرحية المواكبة للتحولات الثقافية و الاجتماعية لأوطانهم و المسايرة لتجددها الفكري مبينا أن اجتهاده المسرحي كان بالفعل "نضالا ثقافيا" تلزمه المزيد من القراءات العلمية الدقيقة و التحليلات التي تظل قادرة على منح الدفعة المرجوة للمسرح الجزائري، و أشار ميهوبي الى الصدى الكبير الذي أثاره النقاش و الدراسة التي شارك فيها مؤلفون و مسرحيون و مخرجون في المجال خلال انطلاق عرض الأشرطة الوثائقية حول أعمال علولة في اطار تظاهرة حولية الفنان التي انطلقت الأحد المنصرم حيث لتدوم أسبوعا كاملا. و ذكر في نفس الصدد أن مسرحية "حمق سليم" التي أخرجها الفنان علولة و ألف موضوعها و التي تناولها الشريط الوثائقي الأول المبرمج في اطار هذه التظاهرة مكنت المختصين من الخروج بالعديد من الأفكار و الرسائل الفنية المسرحية و كذا الاجتماعية الهادفة مما دفع هؤلاء الى الاجماع على امكانية استخلاص الكثير من الأفكار و الرسائل حال توسيع دائرة النقاش و تحليل المضمون المسرحي و المحتوى الدرامي "لروائع علولة" مثل "الأجواد" و "أرلوكان" و غيرها من المسرحيات التي نالت شهرة دولية و متابعة واسعة طيلة سنوات يضيف المتحدث. و يرى المسرحي الطيب رمضان أن الفقيد علولة أنتج ذوقا دراميا ما تزال العديد من شرائح المسرحيين المعاصرين يسيرون على دربه مضيفا أن علولة فنان مسرحي متكامل سخر قواه للتركيز على المسرح كمؤسسة اجتماعية ذات أهمية بدليل أن "الفنان الراحل وفق بين التمثيل على الخشبة و التأليف و الاخراج المسرحي دون أن ينقص ابداعه في المجال الأول من الثاني أو الثالث". و أبرز رمضان أهمية تنظيم مثل هذه التظاهرات في ربط الجيل المسرحي الجديد بموروث علولة المسرحي و اتاحة لهم الفرصة للفهم الواسع و العميق لابداعه في هذا الميدان من خلال اشراكهم في النقاش خاصة على ضوء المحاضرتين المبرمجتين ضمن هذا الاطار و هما "علولة دراماتورج لكل الأزمنة" من تنشيط زلال عبد الكريم و "علولة و الحلقة" لمنصوري لخضر. و أما الاعلامي المختص في مجال الفن الرابع السيد محمد بن زيان فقد أشار الى الاهتمام الملحوظ للمسرحيين الهواة للنص المسرحي للفقيد علولة الذي يحمل المسرح الجهوي لوهران اسمه مما جعل النقاش الدائر حول هذا المعلم الثقافي يرفع الدعوة الى ثتمين تراث علولة المسرحي من خلال توسيع البحث و الكتابة عنه. و ذكر بن زيان أن تظاهرة الأسبوع الوطني للمسرح لحولية عبد القادر علولة ساهمت الى حد بعيد في التركيز على واقع الجسور الرابطة بين جيل مسرح علولة و الجيل الجديد. و تشهد هذه التظاهرة الثقافية التي يحتضنها المسرح الجهوي لوهران من خلال عرض أخر انتاج مسرحي لهذه الهيئة حيث يتعلق بمسرحية "الصدمة" المقتبسة من رواية الاغتيال لياسمينة خضرة مشاركة سبع فرق مسرحية محترفة من مختلف أنحاء الوطن بالاضافة الى مختصين و كتاب و نقاد و مخرجين مسرحيين الى جانب ممثلين و اعلاميين. كما ستشهد حولية علولة عرض أشرطة مسرحية لروائع الفقيد مثل "الأجواد" و "أرلوكان" و تقديم عروض مسرحية للفرق المشاركة القادمة من مختلف ولايات الوطن، و يعد علولة من أبرز الأعلام الثقافية لوهران و الناحية الغربية للوطن حيث ولد بمدينة الغزوات في 08 جويلية 1939 و زاول دراسته الابتدائية و الثانوية ما بين مدينتي عين البرد (سيدي بلعباس) و وهران. و قد كانت بداية ميوله و اهتمامه بالمسرح سنة 1956 عندما التحق بفرقة الشباب أين شارك في العديد من التربصات التكوينية في الفن الدرامي الى غاية سنة 1960 حين أخرج مسرحية الأسرى ضمن فرقة المجموعة المسرحية الوهرانية للمؤلف الروماني "بلوت". قام الراحل عبد القادر علولة بالتمثيل في 7 مسرحيات من انتاج المسرح الوطني الجزائري مثل "حسان طيرو" و "أولاد القصبة" و "الحياة حلم" و "دون جوان" و "الكلاب" فيما أخرج 6 مسرحيات "الغولة" "و السلطان الحائر" "نقود من ذهب" و غيرها. كما ألف و أخرج للمسرح الجهوي بوهران عشرة مسرحيات مثل "العلق" و "الخبزة" و الأجواد" و "حمق سليم" و "أرلوكان خادم السيدين" و "حمام ربي" بالاضافة الى "اللثام" و "الأقوال" و "التفاح" الى غاية رحيله سنة 1994. و قد كتب الفقيد السيناريو لمسرحيات "قورين" و "جلطي" لمحمد افتسان و 5 مسرحيات اقتباسا من قصص للكاتب التركي عزيز نسين و هي المسرحيات التي تم اخراجها للتلفزيون من قبل بشير بريشي، و فيما مثل علولة في أفلام "الكلاب" و "الطارفة" و "تلمسان" و "حسان نية" و "جنان بورزق" شارك كذلك في صياغة و قراءة تعاليق أفلام "بوزيان القلعي" و "كم أحبكم" زيادة على تأسيسه لتعاونية مسرحية "أول ماي".