مازال النقص المسجل في النقل المدرسي بولاية الأغواط يصنع معاناة المئات من التلاميذ القاطنين بالبلديات والمناطق النائية أغلبهم بالجهة الشمالية لولاية الأغواط ، حيث يضطر بعضهم لقطع عدة كيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى مقاعد الدراسة، فيما يتنقل البعض الآخر في زحمة الاكتظاظ بسبب نقص المركبات التي لا يزاد عددها إجمالا بالولاية عن 57 حافلة قيد الاستغلال من أصل 105 حافلة التي تم اقتناؤها منذ عام 2001 . يعيش هذه الوضعية أطفال مناطق كل من تقيست ، كسلان ومنطقة رأس العين ببلدية الحاج المشري، و غيرها عبر العديد من بلديات الولاية الذين يقطعون مسافات طويلة وسط الظلام الدامس والبرد القارص للالتحاق بمقاعد الدراسة بمقر البلدية التي تقدر احتياجاتها بأكثر من عدد المركبات المعطلة و التي يرجع تقرير الإدارة أسباب تعطلها للإستعمال المفرط في غير وجهتها إضافة إلى غياب الصيانة و عجز البلديات عن إصلاحها و مراقبة خط استعمالها . نفس المعاناة يتكبدها حوالي 50 طفلا بمنطقة الصفصاف الذين يقطعون مسافة 10 كلم يوميا مشيا على الأقدام للالتحاق بمقاعد الدراسة بتجمع عين الروينة ببلدية سيدي بوزيد التي تتوفر حاليا على 05 مركبات اثنان منها معطلة منذ سنوات ، لنقل 340 متمدرس من تجمعات الشكالة ،السخونة والعبادلية في ظروف أقل ما يقال أنها قاسية . ومن تجمع ترقلل يتم نقل 140 تلميذ في ثلاث مركبات تختنق بهم إلى درجة أنهم لا يجدون مكانا لوضع أرجلهم على مسافة تزيد عن 20 كلم. ونفس الوضعية يعيشها تلاميذ الأطوار الأخرى ببلدية البيضاء الذين يتمدرسون بثانوية قلتة سيدي سعد، حيث يقطعون يوميا مسافة 80 كلم في ظروف غير لائقة ومتعبة ، الحال ذاتها يعاني منها تلاميذ التجمعات السكانية ببلدية سيدي مخلوف على مسافات متفاوتة .و ببلدية أفلو يتم إحصاء حوالي 200 متمدرس عبر المناطق والتجمعات الريفية يتنقلون يوميا للدراسة لمسافات طويلة، وقد تم تسخير ثلاث حافلات للتكفل بهم، لكنها تبقى غير كافية ، حيث يضطر الكثير منهم للمشي على الأقدام ، و لم تسلم عاصمة الولاية من هذه الظاهرة المستشرية حيث تجد عشرات التلاميذ يتجهون نحو مدارس حي الوئام و الصادقية باختلاف أعمارهم و جنسهم مشيا على الأقدام أو يقفون على قارعة الطريق يترقبون مرور قوافل السيارات و الشاحنات المتجهة إلى وسط المدينة ، هذه المعاناة التي يعيشها بعض تلاميذ الولاية يرجعها تقرير الولاية إلى غياب الصيانة و عجز البلديات عن التكفل بتصليح ال 48 حافلة التي تظل معطلة من أصل 105 حافلة التي تحوزها بلديات ولاية الأغواط بسبب الاستعمال المفرط لها في غير وجهتها و غياب مراقبة خط سيرها و استغلالها .