أصبحت ظاهرة الاستغلال السلبي للدين منتشرة بشكل خطير في مجتمعنا من خلال ظهور العديد من الدجالين و الرقاة المزيفين وغير الشرعيين من الذين لا همَّ لهم سوى الكسب السريع أو تحقيق مصالحهم ورغباتهم الشخصية ولو على حساب الآخرين وتحت مسمى الدين ،غير أنهم في الحقيقة يسيؤون للإسلام الذي يدعو إلى الخير والمبادئ الراقية،والإحسان بين أفراد المجتمع . و قد أفادت مصادر من محكمة وهران أنه في السنوات الأخيرة انفجرت بشكل كبير القضايا المتعلقة بالرقاة المزيفين و المخادعين حيث عرضت على أروقة المحاكم لتكشف خيوط جرائم بشعة نتيجة الاستهزاء بالدين لتحقيق مصالح شخصية و ركض الناس وراء المعالجة دون دراية حيث تمت معالجة قضايا مماثلة في العديد من المرات ومحاكمة هؤلاء المجرمين الذين يستعملون الدين لأغراض دنيئة، كالنصب والتحايل على الضحايا والمرضى ونهبهم أموالهم وممتلكاتهم بعد تنويمهم وإيهامهم بأسلوبهم المخادع ثم يستغلون الوضع ويسرقون كل ما تيسر لهم،إلى جانب قضايا التحرش الجنسي و الاغتصاب والفعل المخل بالحياء حيث يستغل هؤلاء الجناة الوضعية العقلية والنفسية الحرجة للضحايا و يرغمونهن على تناول مشروبات منومة و مخدرات . كما اتضح لنا من خلال حضورنا للعديد من جلسات المحاكمة بخصوص هؤلاء المحتالين على أنهم لا يفقهون من الدين شيئا بعكس ما يدعون و أنهم يمارسون الرقية دون مراعاة ضوابطها الشرعية باستعمالهم العنف أحيانا لدرجة تورطهم في جرائم الضرب العمدي المؤدي إلى إصابات بليغة يعاقب عليها القانون وهذا نتيجة عدم فهمهم لحقيقة ما يعاني منه المريض و معظمهم من ذوي المستويات العلمية المحدودة وقد عملوا في مجالات كثيرة فشلوا فيها ولم يجدوا حلا سوى الرقية التي أصبحت مهنة مربحة للكثير من الأشخاص،فكل من هب ودب يرقي،بغرض كسب أموال طائلة بطريقة سهلة وسريعة أو لإشباع شهواتهم . و تضيف ذات المصادر أنه تم الفصل في العديد من هذه الجرائم التي تزايدت في الفترة الأخيرة تحت اسم الرقية الشرعية التي دخل مجالها اليوم كل من هب ودب كما ذكرنا، فهم رقاة غير أكفاء،وهذا حسب رأي المختصين في الدين،حيث لا يعرفون أصولها همهم الوحيد هو جمع الأموال على حساب الناس الذين يئسوا من الشفاء فتوجهوا إليهم ليتفاجأوا بتصرفات شاذة كالضرب المبرح والعنيف للمريض نفسيا أو عقليا،وكذا الاعتداء جنسيا على الضحية إلى جانب النصب و الاحتيال لسرقة الأموال والمصوغات الثمينة .