أعلن التلفزيون الحكومي التونسي إن السلطات اعتقلت مدير الأمن الرئاسي السابق، علي السرياطي وعددا من مساعديه. وأضاف أن السرياطي متهم بالتحريض على العنف وتهديد الأمن القومي. وتابع أن مدير الأمن الرئاسي السابق سيمثل أمام المحكمة بسبب بثه الفرقة بين الناس وتهديده الأمن القومي وتحريضه على العنف المسلح بين التونسيين. وفي أول تاكيد رسمي لوجود مليشيات تخريب منظمة يقودها السرياطي الذي كان من ابرز معاوني الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، اكد المصدر ان شوارع العاصمة وضواحيها قد عرفت خلال الفترة الاخيرة تحركات مشبوهة لمليشيات عملت على اثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي لغاية التآمر على امن الدولة الداخلي. وكان السرياطي مديرا للأمن الرئاسي في عهد الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، الذي اضطر إلى ترك منصبه يوم الجمعة الماضي إثر احتجاجات شعبية. وجاء الإعلان عن اعتقال السرياطي متزامنا مع تخفيض الحكومة ساعات حظر التجول بأربع ساعات. ويقول المراسلون في تونس إن تخفيض عدد ساعات حظر التجول يُنظر إليه على أنه إشارة على أن الوضع الأمني أخذ يتحسن. وأخذت بعض المحلات التجارية والمقاهي تفتح أبوابها أمام الزبائن. ولا يزال الجيش التونسي يسير دوريات في شوارع المدن الرئيسية بهدف منع اندلاع مزيد من أعمال العنف. ويقول المراسلون في العاصمة تونس إنه رغم سماع أصوات إطلاق النار من حين لآخر خلال الليل، فإن الأزمة المباشرة (الانفلات الأمني وأعمال النهب والسلب) تبدو قد انتهت. وتضيف نفس المصادر أن مروحيات عسكرية تحلق على علو منخفض في سماء العاصمة كما تواصل اللجان الشعبية المشكلة لحفظ الأمن عملها بهدف حراسة الممتلكات. ولا تزال حالة الطوارئ سارية المفعول إذ أن النشاط الاقتصادي لا يزال محدودا جدا كما أغلقت المدارس والإدارات الحكومية ومعظم المحلات التجارية أبوابها. وفي سياق التطورات التي تشهدها تونس، تواصلت اعمال العنف في الوقت الذي تسارعت فيه جهود السياسيين لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الاطاحة ببن علي. وأطلقت قوات الجيش التي تحرس مقر وزارة الداخلية شخصين اقتربا من المكان. وأفادت أنباء أن بعض أنصار الرئيس السابق حاولوا زعزعة الاستقرار الهش في البلد. ويقول الملاحظون، إن الأحداث الأخيرة دفعت بالبلد إلى براثن الفوضى على نحو غير مسبوق. وأضاف قائلا إن أعمال النهب والسرقة متواصلة في كل مكان....ومستقبل البلد في يد العسكر لأن الشرطة غائبة بشكل لافت. ورغم حالة الطوارئ المعلنة يوم الجمعة الماضي فإن جموعا قامت بإفراغ بعض المحلات من السلع ولجأت إلى تدمير بعض الممتلكات الخاصة. وتعرضت بعض الأعمال التجارية والبنايات المرتبطة بعائلة بن علي وعائلته لأعمال العنف. وقتل اكثر من اربعين شخصا في أعمال شغب وحريق التهم سجن مدينة المنستير وقال شاهد عيان ان الحريق أتى على السجن بأكمله وإن عشرات السجناء فروا. وفي مدينة مهدية في الجنوب قتل خمسة أشخاص على الأقل بعد أن أطلق جنود النيران على سجناء في سجن المدينة حسب ما صرح مسؤول رفيع المستوى لوكالة أنباء أسوشييتد برس، وأضاف أن مدير السجن أطلق سراح مئات السجناء لتجنب وقوع أعمال عنف إضافية. ووردت تقارير عن وقوع أحداث عنف ومحاولات فرار للسجناء من سجون أخرى. وفي العاصمة تونس الحقت النيران اضرارا كبيرة بالمحطة الرئيسية للقطارات، كما احرق عدد كبير من البنايات. وانتشرت قوات الجيش مدعومة بالدبابات في شوارع المدينة لوقف اعمال النهب والتخريب. ولا تزال حالة الطوارئ وحظر التجول ليلا مفروضة في البلاد. وتبادلت قوات الشرطة والجيش إطلاق النار مع مسلحين خارج وزارة الداخلية، حسب تقارير إعلامية، وقالت وكالة أنباء أسوشييتد برس إن مراسلين شاهدوا جثتين ملقاتين على الطريق، ولم تعرف هويتهما. وتقوم دبابات وجنود مسلحون بحماية البنايات الحكومية، واستمرت أعمال النهب خلال الليل حتى صباح السبت في ضواحي العاصمة، وقد استهدفت محال تجارية، وتعرضت محطة القطار الرئيسية لاضرار كبيرة نتيجة النيران. في تلك الاثناء استأنف مطار قرطاج الدولي أعماله السبت بعد إغلاق قصير تسبب في عجز مئات الأجانب عن العودة إلى بلادهم.