فرح الليل عميقا وهو يرى السحب الكثيفة تغزو سماء المدينة قال: - سأنام الليلة على وقع زخات الأمطار وأصوات الرعد..سأنام سعيدا ، تمدد على الأسطح المنزلية والمؤسسات ..على الشوارع الطويلة الفسيحة والأزقة الضيقة..وأغمض عينيه الحالمتين.. كانت الابتسامة تعلو شفتيه..وكان السكون البهي يعانق الروح فيه.. كرر: - سأنام الليل هانئا، حالما، سعيدا..سأحضن ليلتي وأنام..لكن الأضواء اللعينة اشتعلت شمسا أخرى تأتي من كل الجهات..في المنازل أضاءت..في الشوارع..فيالحدائق..في..في..و.. فر النوم من عيون الليل الكثيرة.. صار الليل ساهرا حزينا.. مرت الريح ، فاجأها حزنه الشديد.. لماذا كل هذا الحزن أيها الليل الرفيق؟..سألته حائرة.. مر الرعد وٍرأى حالة الحزن التي كان عليها..ما هذا الحزن يا ليلنا؟ سأله أيضا.. سحابات كانت تعبر السماء وجدران كانت هائمة سألته: ما بك ايها الليل الطيب؟ هي الأضواء كما ترون يا أصدقائي..إنها من يحرمني النوم..أجاب تائها.. قالت الغيوم الكثيفة للبرد : اشتد أيها البرد..اشتد أيها الصديق الوفي..واشتد البرد.. قالت الريح للغيوم: أيتها الحبيبة انهمري ثلوجا غزيرة..وانهمرت الثلوج، وتراكمت كما لم تتراكم من قبل أبدا أبدا.. ورأت الرياح والغيوم والثلوج والرعد والليل الأضواء وهي تنطفئ تباعا.. شكرا لكم أصدقائي الحقيقيين، شكرا لكم ..حيَّ الليل الجميع..ونام سعيدا سعيدا.. نام الناس والحراس.. وأيضا نامت المآذن والأجراس..