نظمت أمس دار الثقافة لولاية وهران بالتنسيق مع جمعية المقاومين و ذوي الحقوق وبمساهمة الجمعية الوطنية للترقية و الإدماج الاجتماعي مكتب وهران احتفالية خاصة بذكرى 11 ديسمبر 1960 ، حيث تم تكريم كل من سومر عبد القادر ، شباط العيد ،مؤدن بن عومر في حين قدمت منشطة الندوة فايزة حدادي الأسرة الثورية و تحدثت عن تضحيات شهداء وهران الذين تزينت بصورهم قاعة جمعية المقاومين و ذوي الحقوق الذي احتضنت الحدث جد مؤثرة ، فذكرى مظاهرات 11 ديسمبر شكلت منعرجا حاسما في مسار الثورة التحريرية، وكسرت شوكة الاستعمار. وفيما شكلت هذه المظاهرات مفخرة لصناع الاستقلال، ولا تزال تمثل رمزا من رموز بطولة الشعب الجزائري واستماتته في الدفاع عن أرضه الطاهرة، فقد قدمت عدة وجوه من الأسرة الثورية شهادات عن الحدث منهم المجاهد " قدور الناير " من منظمة المجاهدين بوهران الذي قدم شهادة عن الساعات الأخيرة قبل تنفيذ حكم الإعدام في شهيد المقصلة "شريط علي الشريف" الذي واجه الموت بروح قوية و عزيمة مؤكدا لجلاده يوم 21 أوت 1955 أن الثورة مستمرة لغاية نيل الاستقلال . كما أكد في سياق آخر المجاهد "محمد بن عبورة " في شهادته حول مظاهرات 11 ديسمبر، أنه في ذلك اليوم خرج سكان وهران إلى الشارع للتعبير بقوة عن رفضهم للاستعمار وعن تمسكهم بالاستقلال والحرية، حيث عبرت تلك المظاهرات الجماهيرية التي انطلقت من عدة أحياء منها الحمري ، مديوني ، سدي الهواري ، قمبيطا ، المدينة الجديدة ماعدا الأحياء الأوروبية، عن التحام كافة شرائح الشعب الجزائري التي أكدت صدق رسالتها، وأحقية المطلب الشعبي في افتكاك الحرية، لتظهر مجددا الأساليب القمعية والوحشية التي كان ينتهجها المستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري وخلال هذه المظاهرات أعلن الجزائريون عن رفضهم لسياسة ديغول الجديدة التي كانت تهدف إلى الإبقاء على الجزائر كجزء من فرنسا ،و أكد بن عبورة أن وهران وحدها أهدت الجزائر 1500 شهيد. محافظ الشرطة السيد رحماني عبد الرحمان، رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة للأمن أكد هو الأخر في تدخله القصير على أن تضحيات شهداء الجزائر لن تذهب سدى مادام هناك جيل الاستقلال الذي سيفدي الوطن بدمه و جهده في حماية أسواره من أي اعتداء يمكن أن يقع متعهدا بإكمال مسيرة الآباء . ومن جهة أخرى تحدثت ممثلة دار الثقافة و رئيسة مصلحة النشاط الثقافي خنساء جلطي أن مظاهرات 11 ديسمبر سجلت في تاريخ الجزائر و كذلك على الصعيد الدولي كان لها الفضل في إسماع صوت الجزائر للمنظمات الدولية، بعد أن شكلت منعرجا حاسما في المسار الدبلوماسي والسياسي لها، حيث تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أيام قليلة بعد هذه الأحداث لائحة تعترف بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير والحرية، كما كان من نتائج هذه المظاهرات توسيع دائرة دعم القضية الجزائرية وكفاح الشعب الجزائري ا من أجل حريته واستقلاله عبر العالم، وازداد مناصرو القضية الجزائرية في العالم، بعد أن تجلت الصورة الحقيقية التي ظلت تغيبها فرنسا الاستعمارية عن تلاحم الشعب الجزائري لنصرة قضيته التي رسمها بيان أول نوفمبر. قراءات شعرية لكل من عبد القادر حقي ، محمد أندلوسي ، موساوي الطيب ، و عارون احمد بسام حول بطولات مجاهدي و شهداء الجزائر .