- هواري شقيق المرحوم الشاب حسني :«لن أنسى إشاعة وفاة أخي والآلاف توافدوا على مسكننا بقمبيطا للتأكد من الخبر» - الفنان محمد عجايمي :«هذه الظاهرة غير أخلاقية وتعرضت في مسيرتي الفنية للعديد من هذه السلوكات غير المسؤولة»
إشاعات تطارد الفنانين... أخبار كاذبة ومعلومات خاطئة... من وراءها ولماذا يا ترى؟ الأكيد أن الغرض منها تشويه الحقائق ونشر الفتنة، وربما حتى إيذاء المبدعين وعائلاتهم... الجميع يذكر كيف انتشرت إشاعة وفاة الشاب حسني بوهران، كسرعة البرق ما تسببت في حالة حزن وأسى لدى الكثير من الجزائريين، الذين رأوا في وفاته خسارة كبيرة للفن في بلادنا، خصوصا وأنه كان من بين المغنيين المشهورين عندنا وفي خارج الوطن، الأمر الذي دفع بالمرحوم حسني، إلى إصدار أغنية بعنوان «يادرا بصح قالوا حسني مات ... شعال غاشي وشعال شيرات»، وهو ما أدى ولو نسبيا في إخماد نار الفتنة وإعادة الروح والطمأنينة للملايين من عشاقه، الذين انخدعوا بهذه الإشاعة المغرضة، التي انتشرت كالنار في الهشيم، بل وخلّفت حالات إغماء للكثير من الفتيان والفتيات المعجبين بأمير الأغنية العاطفية... حزيم مات وحيا... ! هذا الأمر يبرز فعلا الآثار السلبية لمثل هذه الأخبار غير الدقيقة، التي أصابت في مقتل حتى الفنان والكوميدي حزيم، الذي تعرض منذ حوالي سنتين إلى وعكة صحية أدخلته المستشفى الجامعي لوهران، إذ ودون سابق إنذار قام «فايسبكيون» مغرضون بنشر معلومة مفبركة عن وفاته، الأمر الذي دفع بالعديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تدوين منشورات وتعليقات تنعى «الفقيد المزعوم» وتعزي عائلة حزيم بل وتذكر كل من لا يعرفه بمساره ومسيرته الفنية الكبيرة، ما دفع بعائلة هذا الممثل المعروف، إلى تفنيد ذلك عبر الجرائد والفضائيات، والسماح لبعض الإعلاميين بإجراء حوارات مقتضبة معه بالرغم من حالته الصحية الحرجة، حتى يظهر للعلن وينفي جملة وتفصيلا الإشاعة المغرضة... والغريب في الأمر أن العديد من المغردين على «فايسبوك» و«تويتر» لم يصدقوا ذلك وقالوا إن الحوار قديم وأن الهدف منه فقط تخفيف الصدمة التي أصابت العديد من عشاقه... ! وحتى نبرز مخاطر مثل هذه المعلومات المحرفة، وعدم اقتصارها على فنانين بعينهم، نعود بذاكرة الجميع إلى الوراء لنتحدث كذلك عن الفنان والمطرب الوهراني الشهير هواري عوينات، الذي أحدث خبر وفاته هو الآخر، بلبلة وحزنا عميقا للآلاف من محبيه، إذ وبعد أن نشر مجهولون إشاعة وفاته منذ قرابة العام، على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» قام العديد من عشاقه بتعزية عائلته والدعاء له بالمغفرة والرحمة، مع العلم أن الذي توفي لم يكن عوينات بل شقيقه، ما أثار امتعاض وانزعاج أسرته التي تأسفت كثيرا على هذه المعلومة المزيفة، داعية إلى عدم تصديق مثل هذه الأخبار التي تقتل وتحيي الناس في رمشة عين، وتتسبب في مشاكل وانعكاسات سلبية على الفنان وعائلته... «فايسبوك» و«تويتر» مستنقع المغرضين والمثير في مثل هذه السلوكات غير الأخلاقية، هو انتشارها السريع بين أوساط المواطنين، حيث ودون أن يتأكد المتلقي من صحة الخبر، تجده ينقل الخبر لصديقه وهذا الصديق ينقله لأسرته والأسرة تنقله للحي والحي ينقله للمجمع السكاني، حتى يتحول إلى خبر حقيقي، قد تتداوله عن علم أو غير علم قنوات إذاعية ومحطات فضائية كبيرة، ومن بين الفنانين الذين وقعوا في فخ هذه الإشاعات القاتلة المطرب الجزائري الكبير محمد العماري الذي راح هو الآخر ضحية لهذه المصيدة، ما دفع بفناننا إلى التحرك على جناح السرعة لنفي هذه المعلومات وطمأنة محبيه على أنه بخير وفي صحة جيدة وأن لديه الكثير من المشاريع الفنية التي ينوي القيام بها في المستقبل القريب. وما ينبغي ذكره في هذا المقام أن هذه الظاهرة غير الصحية التي باتت منتشرة بكثرة في السنوات الأخيرة، لم تسثني أحدا حيث أصابت العديد من المبدعين العرب والأجانب، على غرار أيمن زيدان ،عادل إمام، صباح فخري، فيروز، سمير غانم، مايكل جاكسون، مادونا، بوب مارلي، إلتون جون...إلخ، وما ساعد في انتشار هذه الإشاعات مواقع التواصل الاجتماعي، التي يتابعها الملايين من المدونين، الذين عادة ما يقعون ضحايا لهؤلاء الأشخاص المجهولين، المعتادين على الاصطياد في المياه العكرة، ومخادعة الناس وربما حتى تشويه وتلطيخ صورة الفنانين، من خلال قدحهم بمعلومات وفضائح مفبركة للتأثير عليهم وعلى نجوميتهم اللامعة، والعمل على توجيه الرأي العام الداخلي وتحريف بوصلته لمتابعة فنانين آخرين صاعدين أو حتى أولئك الذين فقدوا مؤقتا شهرتهم بسبب تركيز الإعلام أضوائه على نخبة من المبدعين البارزين دون سواهم. وهذه النقطة تدفعنا للقول إن هذه الإشاعات قد لا تكون كما يعتقد البعض أفعالا معزولة، بل قد يكون وراءها مراكز دراسات ومخابر وحتى من المحيط العائلي للفنان، إذ قد تهدف مثل هذه المعلومات المزيفة والمفبركة، إلى إعادة النجومية المفقودة للعديد من المبدعين ما يجعلهم يعودون بين عشية وضحاها إلى صدارة اهتمامات الإعلام، الذي تجده يتحدث عنهم ويفتح لهم نوافذ ومنابر تجعلهم يلتقون مع جمهورهم وبالتالي يبرزون من جديد كنجوم متألقة في المشهد الثقافي بعدما كانت نسيا منسيا. التحلي بالمسؤولية لتجنب الفتن وبالمناسبة فقد أجرينا صبيحة أمس حوارا مقتضبا مع هواري شقرون شقيق المرحوم الشاب حسني، حول الآثار والتداعيات السلبية التي خلّفتها إشاعة وفاته المغرضة منذ سنوات، واصفا لنا في اتصال هاتفي صباح أمس ذلك اليوم الذي انتشرت فيه هذه المعلومة الكاذبة بالغريب والعجيب، مضيفا أنه لا يزال يتذكر جيدا كيف توافد المئات من المواطنين من مختلف أحياء ولاية وهران، على مسكن الشاب حسني في قمبيطة، حيث كان شقيقه وقتذاك نائما ولا يعلم ما طبخ له من إشاعة مغرضة، ليخرج عليهم مطمئنا إيّاهم أنه في صحة جيدة وقال لهم بصريح العبارة :«مي نتجي الموت تجي خطرة واحدة»، وأوضح محدثنا أن هذه المعلومة المزيفة أثرت كثيرا على شقيقه وأسرته، ما جعل المرحوم يؤدي أغنيته الشهيرة «يادرا قالوا بصح حسني مات»، التي ألفها محمد نونة ولحنها الفقيد شخصيا، إذ لقيت الأغنية نجاحا كبيرا في أوساط عشاقه وقضت نهائيا على الفتنة التي سببتها الإشاعة الحاقدة. وفي نفس المضمار، عبر الفنان والممثل الجزائري الكبير محمد عجايمي، عن أسفه الشديد لهذه الظاهرة السلبية، حيث أكد لنا أمس في مكالمة هاتفية من الجزائر العاصمة، أن أعرافنا وتقاليدنا لا تسمح لنا بمثل هذه الأمور، واصفا إياها بالفعل غير الأخلاقي الذي لا يرضاه ديننا الحنيف، مضيفا أنه تعرض هو الآخر في العديد من المرات لمثل هذه الأفعال السافرة، مذكرا في سياق حديثه إلينا بحادثة جرت له في أحد شوارع العاصمة، حيث وبعدما نشر مجهولون إشاعة مرضه، قامت إحدى المواطنات التي شاهدته يمشي بمفرده بقطع طريق سيار يعج بالمركبات لتحتضنه وتقبله غير مصدقة بأنه في صحة جيدة ومعافى لتظهر هنا تداعيات مثل هذه الأمور السلبية التي تؤثر على الفنان، محيطه وحتى عشاقه لذلك يجب علينا التحلي بالمسؤولية وتجنب إيقاظ مثل هذه الفتن حتى لا نتسبب في إيذاء الناس والتأثير على حياتهم الشخصية والمهنية.