في اطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لهذه السنة اختارت وزارة الثقافة العديد من الأعمال الإبداعية الفكرية والفنية قصد انجازها وتقديمها لضيوف الجزائر على مدار مدة هذه التظاهرة الكبرى ومن بين تلك الأعمال المختارة والتي تم انجازها فيلم لالة مغنية الذي قام بإنجازه مجموعة من الشباب المتكون في الميدان السمعي البصري وبأجهزة حديثة وعن طريق صديقنا الوفي إلياس أرير المهندس في الإلكترونيات والمصمم للعديد من المواقع على النت تمكنا من زيارة مكتب مؤسسة vidéo gold بحي المنظر الجميل بالباهية لإنجاز وتصوير الأعمال الفنية وإلتقينا هناك بالمنتج السينيمائي المحترف الشاب شكيب تريقي وهو يقوم بآخر الروتوشات للإنتهاء عن تركيب فيلم أسطورة لالة مغنية فكانت لنا معه هذه الدردشة. مرحبا بكم ضيفنا المنتج شكيب تريقي على صفحات جريدة الجمهورية؟ - مرحبا بك أولا عندنا في مكتبنا ومرحبا بكل عمال وقراء جريدة الجمهورية العريقة إلى أين وصل انجاز فيلم لالة مغنية؟ - نحن في الروتوشات الأخيرة للتركيب ومزج الموسيقى التي لم نعتمد فيها على مقاطع مستعملة بل أحضرنا أركسترا خاصة ومبدعين في مجال اللحن والعزف للمتابعة وانجاز موسيقى تعبيرية تتماشى والمشاهد المقترحة هناك سنفونية كاملة ترافق المزج والتركيب وهو عمل احترافي مع ادماج صوت الأستاذ محمد عالم ويستحضر الثنائي البارع في التمثيل سمير بوعناني وبلقايد عبد القادر مناقب لالة مغنية هناك 19 مشهدا تم تصويره بتقنيات عالية (H.D) الفيلم سيكون جاهزا خلال هذا الأسبوع وسندعوكم للحضور إلى عرضه الأول. ومتى إنطلقتم فعليا في تصويره وما الصعوبات التي اعترضت عملكم الميداني؟ - مدة التصوير دامت شهرا تقريبا واعترضتنا مشاكل عديدة أهمها الصعوبة في ايجاد أماكن لتصوير بعض المشاهد خاصة في مدينة مغنية بسبب الوضعية الكارثية التي عليها بعض المناطق الأثرية وأغلبها هدّمت والقليلة منها تابعة لوزارة الدفاع الوطني هذه الأخيرة مشكورة عن مساعدتها لنا والسماح لفرقتنا بالتصوير في بعض الأماكن المرخص لنا فيها كذلك الإختلاف الكبير بين العديد من الروايات حول جزئيات في حياة لالة مغنية عند تجسيدنا للسيناريو المقترح وهناك حكايات متضاربة ما بين حتى أحفادها لذلك عملنا على أن يكون الفيلم عبارة عن قصة مفتوحة للنقاش والثراء عن حياتها وشخصيتها وعلاقاتها المختلفة. حقيقة أننا اعتمدنا على العمل الكبير الذي قام به الدكتور عمر ديب من خلال تقديمه لنا لسيناريو متميز لكن تركنا الباب مفتوحا لمن له رأي مختلف التناقضات موجودة مادام التأريخ للأحداث الوطنية والشخصيات الجزائرية عن معظمه شفاهي ولا توجد مصادر مكتوبة وموثقة ولذلك سجلنا مع عدة أساتذة وباحثين وشيوخ الزوايا حتى نقرب وجهات النظر ونعطي للمشاهد بعدا أكبر لهذه الشخصية التاريخية وأسمينا الفيلم بأسطورة لالة مغنية لما فيها من حكايات مختلفة وكان عملنا موضوعيا واحترمنا فيه الآراء العديدة. وماذا عن استغلال التقنيات الحديثة؟ - طبعا التصوير في الألفية الثالثة اختلف وتطور كثيرا كما كان عليه في العشرية الماضية كل الأجهزة التي تمتلكها مؤسستنا فيديو ڤولدvidéo gold حديثة وذات جودة عالية (H.D) وإستعنا بالخبير الفرنسي شمس المعروف بإختصاصه في المؤثرات الخاصة وكان معنا طوال فترة التصوير واستفدنا كثيرا من خبرته في 3D وقمنا بالتصوير في العديد من المناطق منها قصر الباي بوهران في سيدي الهواري، حمامات الأتراك في ندرومة ومغنية وفي تلمسان. ومتى سيكون جاهزا للعرض؟ - بعد أسبوع من الآن على الأكثر تقدير وسنعرض رجال الفن والسينما والأسرة الإعلامية عند أول عرض . كيف ترى القطاع السينمائي ببلادنا؟ - لقد كانت لنا حركية سينمائية كبيرة في أواخر القرن الماضي واشتهرت بلادنا بالأفلام الثورية والاجتماعية وقدمت هذه الأفلام صورا جميلة عن جزائر النضال والكفاح وجزائر ما بعد الإستقلال لكن في الألفية الحالية ومنذ مطلعها شهدنا تقهقرا رهيبا للقطاع السينمائي القاعات أغلقت وعشاق الفن السابع تبعثروا وإنتاج الأفلام قلّ وبالمقابل فرض على المشاهد الجزائري أفلام ومسلسلات مستوردة علينا القيام بإعادة الروح لهذا القطاع المهم ولا يتم ذلك إلا بتدخل فعلي وعملي من طرف السلطات العليا من أجل انتهاج سياسة سينمائية جديدة تعتمد على التنافس وفتح الأسواق للتجارة السينمائية رائدة عندنا الطاقات البشرية والإمكانيات والأجهزة الحديثة وكذلك القصص والروايات ويمكننا تجسيدها ولكن هناك العائق المالي ولا يجب أن نبقى دائما نستجدي المؤسسات الرسمية للحصو ل على إعانات بل كما ذكرت لك منذ حين فتح المجال للإستثمار في القطاع السينمائي بعد توفير كل شروطه وتقديم التسهيلات للمنتجين الشباب من أجل إعادة بعث السينما الجزائرية. كلمة أخيرة؟ - شكرا للجمهورية وتحية خاصة إلى كل أعضاء الفريق العامل في انتاج أسطورة لالة مغنية وخاصة إلى صديقي إلياس.