فيلم وثائقي حول حياة "الحاجة لالة مغنية" انتهت شركة " غولدن غلوب" للسمعي البصري من تصوير الفيلم الوثائقي الخيالي عن حياة " الحاجة لالة مغنية " ابنة مدينة مغنية التي خلدت منطقتها بأعمالها الخيرة و كفاحها المستميت دفاعا عنها و أعطتها اسمها الذي تعرف به إلى الآن ، حسب ما قاله لنا السيد الياس آريي المكلف بالإعلام في شركة الإنتاج الوهرانية "غولدن غلوب"، التي تعمل بالشراكة مع شركة الإنتاج " بيلا فرود " من العاصمة، لإنجاز الوثائقي الخيالي الذي سيعرض خلال تظاهرة " تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" . و أكد السيد رفيق بريكسي المسير العام للإنتاج أنه تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده الأسبوع الماضي و أنه سيسلم قريبا لوزارة الثقافة التي تدعم المشروع في نهاية شهر جانفي بعد الانتهاء من مرحلة المونتاج و التركيب. هذا الفيلم الوثائقي التاريخي سيعرض لأول مرة ضمن فعاليات تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 "، إلى جانب ما يقارب 15 فيلما وثائقيا اختيرت من بين 80 مشروعا تم اقتراحها لهذه المناسبة على وزارة الثقافة ، التي تتكفل بالإنتاج و الدعم المالي لها. و سيقدم هذا الإنتاج بمزيج بين العمل الوثائقي و السينمائي، حياة الحاجة " لالة مغنية " السيدة الفاضلة و المتدينة التي تشتهر بها منطقة مغنية و ذلك استنادا لتاريخ حياتها الفعلي كما دونه المؤرخ عمر ديب مؤلف نص و سيناريو العمل. بالإضافة إلى شهادات أهالي المنطقة و خاصة أحفادها و المنحدرين من سلالتها التي سيتضمنها العمل في شكل حوارات سريعة، كما أخبرنا المكلف بالإعلام. عاشت " لالة مغنية " في حوالي سنة 1756 و كانت تعرف بأنها سيدة فاضلة و متدينة، نشأت في كنف والدها المتصوف و من أكبر رواد الزوايا المحافظين ، و اشتهرت بكرمها الكبير مع الناس جميعا ، كما يصور الفيلم بعض التفاصيل المهمة عن حياتها كالحرب التي خاضتها للدفاع عن أراضيها و "مملكة وهران " ضد ملك فاس الذي سمع عن جمالها و خصالها و طلبها للزواج ، و لكنها رفضته خوفا من أن تؤول أراضي والدها و مملكتها لفاس و ملكها. فأعلن هذا الأخير الحرب عليها و أرسل لها غزاة أحرقوا أراضيها و دمروا كل شيء فيها. وأعادت هي فيما بعد بناء مملكتها بمساعدة السكان الأوفياء الذين التفوا حولها، لتسمتر فيما بعد في تدريس العلم الذي أورثه لها والدها قبل أن تذهب للحج و تتزوج بابن عمها، و من بين الأساطير التي تروى حول موتها هو أنها كانت معجبة بغناء أحد الرعاة لديها ، و الذي تأمر بدفنه في نفس المكان الذي مات فيه في أحد أراضيها ، لتنبت فيما بعد نخلة فوق قبره. ويذكر أنها أوصت بناتها قبل موتها بدفنها إلى جانب تلك النخلة التي مازالت موجودة إلى الآن في مغنية بجانب ضريحها الفخم. و مازالت العائلات و خاصة النساء في منطقة مغنية و ضواحيها يتبركن بها و بضريحها، كلما واجهتهن صعوبات في الحياة كما أكد لنا السيد الياس الذي قال أنه خلال التصوير في المكان صادفوا الكثير من النساء اللاتي كنّ يأتين لطلب بركاتها معتبرين أنها "ولية صالحة"، و أضاف مهندس صوت الوثائقي أن مشاهد الفيلم صور جزء كبير منها في وهران في قصر الباي و تلمسان للمشاهد الخيالة الخارجية و مشاهد الحرب ، و ذلك " لأن سكان مدينة مغنية لم يبقوا على معالم المنطقة الأثرية إذ هدموها تقريبا كلها و استبدلوها بسكنات جديدة" ، مشيرا أن التصوير أمام صور القلعة الرومانية المتواجد حاليا داخل ثكنة عسكرية تتطلب منهم جهدا كبيرا . و تنتقل أحداث هذا الفيلم الوثائقي للمخرج التلفزيوني مصطفى حسني، من الحاضر إلى الماضي من خلال شخصية الباحث التي يجسدها الممثل سمير بوعناني ، الوحيد الذي يملك تجربة تمثيل سابقة من بين طاقم العمل، و الذي من خلال رحلة بحثه حول حياة " لالة مغنية" يعود بالمتفرج إلى الماضي ليروي حياتها ، كما ستبرز المشاهد التمثيلية للعمل مجموعة من الممثلين الشباب الذين يظهرون لأول مرة على الساحة ، كالممثلة ناهد محتاري التي تجسد شخصية" لالة مغنية".