تشهد خشبة المسارح الوطنية بمختلف أنحاء الوطن حركية غير عادية، تتجسد يوما بعد يوم من أجل إنعاش المشهد الثقافي وإنتشال أبي الفنون من الركود والرتابة، ويتجلى ذلك بوضوح من خلال جملة من المشاريع والإنتاجات الجديدة التي تعكف كل مؤسسة على تحضيرها من أجل تقديمها في أحلى صورة للجمهور التواق للفن السابع، خلال السنة الجارية وأغلبها يندرج في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية التي ستحتضنها عاصمة الزيانيين على مدار 2011، حيث ستكون قبلة للموروث الثقافي والحضاري ومحجا للمثقفين والفنانين وأهل العلم والفكر، ممن سيشاركون ويساهمون في إثراء فعاليات هذه التظاهرة المتميزة التي ستحتضن العرض العام لكل الأعمال المسرحية الجاري تحضيرها. وفي هذا السياق يعكف المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران على تحضير عرض جديد يحمل عنوان " الكرسي والحاكم" الذي سيقدم أمام الجمهور في مارس المقبل، أما المسرح الجهوي بسيدي بلعباس فهو بصدد وضع اللمسات الأخيرة الخاصة بمسرحية " مغامرات الماكر" من تأليف الكاتب أحمد خيال الموجهة للجمهور الصغير، في حين سيتجدد الموعد مع الكبار من خلال عرض جديد يحمل عنوان "ليالي الموت" الذي كتب نصه الروائي والصحفي أحميدة العياشي، أما مسرح معسكر فيعمل على تحضير مسرحية " ألف تحية لعرفية" التي إقتبس نصها مديرالمسرح الوطني أمحمد بن ڤطاف عن نص للأديب الراحل محمد ديب، وهو عمل يرتكز على توظيف التاريخ لرسم الواقع المعاش. من جهة أخرى سيتكلل العمل المشترك المبرم لأول مرة بين المسرح الوطني محي الدين بشطارزي ومسرح سكيكدة بإنتاج جديد يحمل عنوان" إمرأة من ورق" وهي مسرحية إقتبسها مراد سنوسي عن نص " أنثى السراب" للروائي واسيني لعرج، فكل هذه الأعمال ستدعم لا محال رصيد المسرح الوطني بغض النظر عن محتواها ومستواها في إنتظار آراء وتقييمات النقاد للأعمال التي ستقدم مستقبلا على الخشبة، وذلك نابع من مهامهم التي لا يزالون مقصرين فيها...