أكد قدور بلخير العضو الناشط بالرابطة الوهرانية لذوي الإحتياجات الخاصة في هذا الحوار على أن الإنجازات المحققة في بطولة العالم المقامة مؤخرا بنيوزيلندا الجديدة لم تكن وليدة الصدفة وأنما جاءت بعد جهد جهيد، خاصة وأن تحضيرات النخبة الوطنية لهذه المنافسة كانت شاقة حيث كشف المكلف بالإعلام على مستوى رابطة النقابات عن المعاناة الكبيرة التي واجهها الرياضيون في تدريباتهم اليومية تحسبا لخوض ثمار المونديال والتي مرت في ظروف أقل ما يقال عنها أنها قاسية خاصة إذا علمنا أن عناصر الباهية حضرت في ملعب هدفي ميلود المتواجد في حالة كارثية إلى درجة أن الرياضين الذين حطموا أرقاما قياسية وتوجوا بالذهب إستعانوا بالحجارة والألواح الخشبية عوض القرص والجلة في مسابقات الرمي إستعدادا للمونديال. في البداية ما تعليقك على هذا الإنجاز الذي حققه نخبة ألعاب القوى في المونديال؟ - يصعب التعبير على مثل هذه الإنجازات التي لم تخطر على بال أي أحد حتى المدرب الوطني الذي وجد في أبطاله روحا لم يعهدها فيهم من قبل وبكل صراحة فإن الهدف من هذه الدورة الإحتكاك بالرياضيين العالميين وكسب الخبرة. ما سر تألق ممثلي الجزائر في موعد نيوزيلندا؟ - كنا متخوفين من عدم مضاهاة المستوى العام، أوعدم تمكن الرياضيين المشاركين من مجاراة الريتم العالمي للدورة علما أنها عرفت حضور أكبر الدول التي تتصدر الريادة عالميا والتي بسط رياضيوها هيمنتهم على المنافسة. إلى ماذا يعود الفضل في بروز المنخب الوطني في هذه التظاهرة؟ - النصر الكبير يعود بالدرجة الأولى إلى "محمد كراشي قادة" الذي قاد البعثة الجزائرية المشكلة من 27 رياضيا حيث استطاع شحن بطاريتهم بروح الإرادة والتحدي وهو ما مكنهم من الإستعداد الجدي لدخول معترك البطولة وتشريف الألوان الوطنية بإمتياز. ما هي العراقيل التي واجهت الرياضيين؟ - لا يخفى على أي مسؤول أن الإمكانيات التي من شأنها أن تساعد الرياضي على الإستعداد بشكل جيد محدودة جدا إن لم نقل منعدمة تماما، خاصة على مستوى ولاية وهران نظرا لنقص المرافق الرياضية إلى درجة أن الرياضيين أصبحوا يتدربون بالساحات العمومية وفي فضاءات لا تليق بممارسة هذه الرياضة خاصة ألعاب القوى الأمر الذي جعل القائمين على تسيير شؤون الرابطة الإستنجاد بملعب هدفي ميلود لتحضير الرياضيين وهو الملعب الذي إشتكى من الوضعية الكارثية للرياضيين الأسوياء فما بالكم الذين يعانون من الإعاقة. كيف السبيل للنهوض برياضة ذوي الإحتياجات؟ -عندما نجد رياضيا يتمكن من نيل ميداليتين ذهبيتين وتحطيم رقمين قياسين في إختصاص هما الأصعب من نوعهما المتمثلان في رمي القرص والصولجان في بطولة على أعلى مستوى بينما هو يتدرب بوسائل بدائية »كالحجارة والألواح الخشبية« ناهيك عن الظروف المعيشية جدا المزرية فيعد هذا إنجازا وتحديا كبير يفوق كل التكهنات فالكرة حاليا في مرمى المسوؤلين المطالبين بتسخير الإمكانيات حيث يتوجب توفير الظروف اللازمة لأبطال الجزائر لتمكينهم من حصد المزيد من الألقاب والتتويجات عوض تركهم يواجهون مصيرا مجهولا فهل يعقل أن تقوم بجمع مساعدات لبطل شرف العلم الوطني من أجل تحسين وضعيته الإجتماعية إذا ماهي الرسالة التي توجهها للمسؤولين ؟ من حق كل رياضي أن ينعم بظروف جيدة وهذا هو المطلولب من المسؤولين والقائمين على تسير شؤون القطاع خاصة إذا تعلق الأمر بذوي الإحتياجات الخاصة وليس أي رياضي آخر حيث يتطلب مناعدم تحسسه فأي نقص مهما كان نوعه سواء ماديا أو معنويا وذلك بتوفير المنشآت الرياضية الخاصة بهم وكذا تطوير بعض المرافق المتعلقة بالإختصاصات الرياضية ومساعدتهم في جانب التأطير وإدماجهم في الوسط الرياضي لتحقيق مسعى الوزارة المتمثل في رفع عدد الإجازات لمنخرطين في الإتحادية. في الأخير كيف تعلق على مستوى الرياضة عموما؟ - لا يسعني إلا أن أشكر هؤلاء الأبطال على الوجه المشرف الذي ظهروا به والذي رفع راية الجزائر في بلد آسيوي كما أغتنم الفرصة لأوجه نداء لكل المسؤولين والجمعيات للتكافل من أجل صقل هذه المواهب التي من الصعب أن تجد خليفتها مستقبلا.