دخل ألبوم »حريّة« للمغنية الجزائرية العالمية سعاد ماسي ضمن ترشيحات موسيقى العالم لسنة 2011 وذلك إلى جانب أهم الألبومات الأمريكية والأوروبية على غرار ألبوم »وان« للمغني العالمي »باتريس« لتدخل سعاد ماسي دائرة المنافسة أمام أقوى الأصوات لأول مرة في تاريخها وتاريخ الموسيقى الجزائرية ليكون هذا الترشيح بمثابة المفاجأة الكبرى للمتتبعين والمهتمين بهذا النوع من المسابقات بعد أن تعوّدوا على رؤية نجوم الراي وهم يدخلون هذه المنافسات لكن الصوت الجميل والمؤثر وكذا الإحساس المعبّر لسعاد ماسي دفع بالمنظمين لإختيارها ضمن المسابقة لتمثيل الموسيقى الجزائرية. وللإشارة فإن ألبوم »حرية« قد صدر حديثا بالسوق العالمية وهو يضم 12 أغنية بالعربية والفرنسية والإنجليزية تتناول في مجملها موضوع العنصرية حيث أبرزت هذه الفنانة الشابة رفضها التام لهذا المفهوم مؤكدة في أكثر من لقاء أنها تتأثر كثيرا بالقضايا المثارة في العالم لا سيما ظاهرة العنصرية في فرنسا لأنها تعرضت لها عندما قدمت إلى هذا البلد وهي في بداية مشوارها الفني لدرجة أنها لم تستطع حتى الحصول على منزل تقطن فيه بسبب أصولها العربية، الأمر الذي دفعها إلى إصدار هذا الألبوم الذي سجلته في أحد الأستوديوهات الخاصة بالموسيقي الفرنسي »فرانسيس كابريل« الكائن مقره بمزرعة نائية عن العاصمة الفرنسية وهذا الجو الطبيعي قد ساعد سعاد ماسي على التسجيل في ظروف مريحة ومشجعة كما أثر في روحها المعنوية بشكل كبير وألهمها العديد من الأفكار. ولم تغني سعاد ماسي عن العنصرية فقط في هذا الألبوم بل غنّت أيضا عن المرأة المضطهدة والمطلّقة التي تتعرض للعنف والمعاملة السيئة من طرف المجتمع الذي تعيش فيه إضافة إلى تقديمها لأغنيات أخرى تتناول فيها فكرة البعد عن الأحباب والإغتراب لظروف معينة كالبحث عن العمل ومحاولة إيجاد حياة أفضل وأحسن. وعليه فإن ألبوم »حرية« لسعاد ماسي المتعدد اللغات إحدى الطرق والسبل التي تفتح المجال أمام هذه الفنانة الشابة لفرض نفسها أكثر في الساحة الفنية العالمية من خلال مخاطبة مختلف شرائح المجتمعات العربية والأوروبية. وفي هذا الصدد فقد صرحت سعاد ماسي لصحيفة »نوفاليست« السويسرية أنها اعتمدت في هذا الألبوم على الموسيقى الشعبية ورغم عمق المواضيع التي قدمتها في مجمل أغانيها إلا أنها لم تتجاهل طابع البساطة والعفوية التي طالما اتسمت بهما هذه الفنانة الجزائرية التي حاولت من خلال ألبوم »حرية« أن تمرّر بعض الرسائل السياسية خصوصا تلك المتعلقة بالعنصرية في فرنسا. وللتذكير فإن سعاد ماسي من مواليد 1972 وقد بدأت مسيرتها الفنية بتنقلها عبر مسارح الجزائر الوطنية حاملة في يدها آلة الڤيثارة الخاصة بها وهي في سن 17 سنة من عمرها لتستطيع هذه الملحّنة صاحبة الصوت الهادىء والآداء الحرّ فرض فنها الموسيقي في ظرف سنوات مما جعلها تصنّف كواحدة من أهم نجمات الموسيقى العالمية بالساحة الفرنسية خصوصا أنها عرفت بمزيجها بين الموسيقى الشعبية الجزائرية و»الفولك روك« الأمريكي وكذا الموسيقى العربية الأندلسية كما أنها غالبا ما تتناول في أغانيها مواضيع إجتماعية وإنسانية مؤثرة مثل ألم الغربة والحنين إلى الجزائر وكذا طفولتها التي أمضتها في تعلّم الموسيقى العربية الأندلسية والكلاسيكية، وأثناء دراستها للهندسة إنضمت إلى فرقة لموسيقى الفلامينكو الإسبانية في أولى تجاربها على المسرح فكانت إحدى مؤسسي فرقة موسيقى »الروك« وفي سنة 1999 دعيت إلى باريس من طرف مسرح فرنسي كان ينظم يوما للمرأة الجزائرية فحقّقت نجاحا باهرا بالمهرجان مما دفع إحدى شركات الإنتاج للتعاقد معها بعد 3 أيام فقط لتصدرسنة 2001 أول ألبوم بها بعنوان »راوي« الذي قدمت من خلاله لونا جديدا خاصا بالموسيقى الجزائرية الذي يختلف كثيرا عن طابع الراي وسنة 2003 أصدرت ألبومها الثاني »ديب« ثم يليه ألبوم »مسك الليل« الذي أصدرته سنة 2005. وهكذا فإن الفنانة الجزائرية »سعاد ماسي« قد لمست سماء العالمية لموسيقاها المنفردة وطابعها المتميز الذي أعطى لونا آخر للموسيقى الجزائرية، فأحيت العديد من الحفلات في باريس ولندن وروما و80 مدينة مختلفة عبر العالم وتكلل نجاحها بالحصول على جائزة أفضل مغنية لسنة 2006 المسلّمة من طرف راديو هيئة الإذاعة البريطانية، كما حصلت أيضا على جائزة »إنتصارات« الفرنسية وغيرها من الجوائز التي وضعت كلها في رصيد الموسيقى الجزائرية التي تألقت بفنانيها على ركح أشهر المسارح العالمية.