يقع الحمام البالي في الناحية الجنوبية الشرقية وراء المسجد الكبير بالساحة المعروفة بالتربيعة بمدينة ندرومة بتلمسان، وقد بني هذا الأخير بتقنية اعتمادا على فكرة أن الحمام يعتبر ملحقا من ملاحق المجد بحيث شيّد في عهد الدولة المرابطية بعد بناء المسجد الكبير دون تحديد السنة لإنعدام أي كتابة تخلد ذكرى بنائه، ومن بين دلائل ذلك تيجان أعمدته وهندسته المعمارية علما أن الفترة المرجحة تتراوح بين 1095 و1147 ميلادية وهو حمام بسيط لكن شهرته فاقت كل التوقعات وهو لازال يعتمد على الحطب في تسخين الماء، وهو يأخذ الشكل المربّع وينقسم عموما إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي الصحن الرئيسي أي قاعة الإستقبال والصحن الإضافي وقاعة أو بيت الإستحمام، ونلج المدخل الرئيسي لندخل مباشرة للصحن الإضافي الذي يعتبر القاعة الأولى وهي بدورها تنقسم إلى قسمين، الأول هو صحن صغير والثاني غرفة يصعد لها بسلم ارتفاعه على أرضية الصحن الصغير 1.60 متر يفصل بينهما سلسلة من الأعمدة تقوم عليها أقواس حد ودية تشكل رواقا فاصلا، وفي الناحية الجنوبية الشرقية لهذه القاعة نجد بابا يؤدي إلى القاعة الرئيسية أو قاعة الإستقبال تتشكل من صحن آخر يحيط به من الناحية الجنوبية الغربية صفين من الأعمدة تحمل أ قواسا حدودية لتشكل بهذا رواقين، واحد جنوبي وآخر غربي للإستراحة، وعلى الجدار الجنوبي الشرقي ومقابل الرواق الغربي نجد بابا يؤدي إلى قاعة للإستحمام وهي قاعة مستطيلة الشكل مقسومة عرضا بجدار يشكل بهذا قسمين يتصلان بفراغات على الجوانب تشكل شبه مدخل، وهناك قاعة إضافية من الناحية الجنوبية الشرقية مفتوحة على الصحن، هذه الأخيرة لها دور بمنطقة ندرومة بحيث تعتبر مكانا خاصا بإستحمام العروس تعرف ببيت العروس تقابل الرواق الجنوبي، ومن بين ماهو متداول بين الأواسط الشعبية الندرومية لاسيما الشيوخ هو وجود ممرّ سرّي - سرداب - يوصل الحمام البالي بقصر السلطان، وللعلم فإن الحمام يعرف توافدا واسعا وكبيرا من مختلف المناطق والولايات لعراقته وخصوصياته، وحتى كبار المسؤولين لا يتوانون في الإستحمام فيه عند زيارتهم لندرومة.