يقع قصر السلطان الموحّدي أو كما يسميه سكان مدينة ندرومة سيدي سلطان أو القصبة في الجهة الجنوبية من المدينة، بني في عهد الدولة الموحدية حوالي عام 555 هجرية الموافق ل 1160 ميلادية بأمر أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي الكومي، وقد تعبد بهذا القصر في عهد الدولة الزيانية السلطان أو يعقوب يوسف الزياني لمدة تزيد عن الأربع سنوات، بحيث كان همّه الوحيد في هذه الفترة الزهد في الدنيا والتصوف حين تفرغ فيها للعبادة وأبو يعقوب يوسف الزياني هو أب أبي حمّو موسى الثاني الأمير الزياني الذي تزوج بمدينة ندرومة من امرأة ندرومية أنجبت له بنفس البلدة- إبن تاشفين الذي تقلد ملك الدولة الزيانية بعد أبيه، وقد شيّد قصر السلطان ليكون مركزا للعمليات وتسيير إدارة دواوين المملكة الموحدية وذلك بعد المؤامرة التي حيكت ضد أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي الكومي بمنطقة عين الكبيرة التي تبعد عن مدينة ندرومة ب 10 كلم، وتم ذلك من طرف بعض أفراد عساكره وكان الهدف هو اغتيال أميرهم الذي قام بعد هذه المحاولة ببناء سجن بقصرالسلطان لم يبق منه إلا جدران خاشعة تخفي أسرارا ثمينة، هي تعرف حاليا بالقصبة كما جدد أسوار مدينة ندرومة وأحاطها بالأبراج وشيّد مسجدا مازال يعرف لحد الآن بسيدي أحمد البجايي والمتواجدة آثاره حاليا بمقبرة البلدة يبلغ محيط قصر السلطان تقريبا 1058 متر لم يبق من آثاره الإجداره الشرقي الذي يبلغ امتداده الظاهر ما يقارب ال 20 مترا ثم يخفي ليظهر على بعد 40 مترا ليمتد ب 05 أمتار أخرى ثم ينكسر نحو المغرب ب 06 أمتار ويعود بالإنكسار مرة أخرى إلى الجنوب الغربي بحوالي 10 أمتار، ثم يمتد غربا بطول يبلغ 42 مترا ليشكل برجا بارزا لم يبق منه إلا القاعدة المنهارة بسبب العوامل المناخية ليختفي السبور نهائيا ويوجد بداخل هذا القصر بناية ضخمة لم يبق منها إلا الأطلال يفترض أنها بناية شبه مربعة تبلغ مساحتها تقريبا 23 متر مربع وللقصر مدخلان، الأول من الجهة الشمالية ضخم يبلغ 06 أمتار عرضا و4.5 متر طولا، بابه بارزا ب 50 سم يعلوه عقد نصف دائري بالأجر الأحمر الوردي والمدخل الثاني يقع في الجهة الجنوبية الغربية للقصر بابه صغير عرضه 1.20متر ويعلوه عقد نصف دائري أيضا، وبقصر السلطان سرداب أو ممر سرّي يوصل بالحمام البالي المتواجد بحي التربيعة بالقرب من المسجد الكبير المرابطي. كما يوجد باب سري يتوسط الجدار الجنوبي للقصر، هي الآن ممر لقنوات المياه تربط القصر بحي سيدي عبد الرحمان، كما يوجد من الجهة الشرقية مسجد صغير يدعى سدي سلطان، به عدة أضرحة ولا يزال محرابه قائما لحد اليوم كان السلطان يؤدي فيه الصلوات اليومية رفقة حاشيته من سكان القصر.