تشهد العديد من مكاتب بريد ولاية بومرداس في المدة الأخيرة أزمة سيولة حادة نتيجة النقص الفادح في الأموال،و هو الأمر الذي أثار استنكار الكثير من الزبائن الذين لم يتمكنوا من سحب رواتبهم الشهرية مما يجبرهم التنقل الى مكاتب بريد البلديات المجاورة قصد قضاء حاجياتهم. وقد أرجعت مصادر رسمية بالمديرية ذلك الى تراجع في نسب الأموال التي يزودها بها البنك الوطني الجزائري، والتي لم تتعد أحيانا نسبة 15 بالمائة من المبلغ المطلوب ،لم يتمكن المواطنون المتوافدون على مكاتب البريد بولاية بومرداس من سحب أموالهم نتيجة غياب السيولة المالية ،مما أثار حالة من القلق لدى زبائن شبابيك الدفع التي وجدت نفسها عاجزة عن إجراء عمليات التخليص للصكوك المودعة على مستواها في أجواء يميزها الضغط والاكتظاظ الذي ترسمه طوابير المواطنون الراغبين في سحب رواتبهم الشهرية،و في ذات الشأن أكد البعض منهم ترددهم المستمر على مكاتب البريد و لفترة قد تفوق 10 أيام دون جدوى و يذكر أن هذه الحالة لم تستثن مكتب البريد الرئيسي بمدينة بومرداس بل حتى مركز بني عمران و قورصو هذه الأخيرة التي وجد فيه المكتب المتواجد بالحي الجديد نفسه عاجزا في تلبية طلبات زبائنه منذ مدة فاقت 5 أيام بسبب غياب السيولة المالية ،و يذكر أن فترة المناسبات هي التي تعرف استفحال هذه الظاهرة أين يقبل المواطنين،بأعداد كبيرة على سحب الأموال من مختلف مكاتب البريد المنتشرة عبر الولاية ،مما يتسبب في حدوث ندرة في السيولة خصوصا في الفترة المسائية ،الى جانب هذا فان الأوراق النقدية المسلمة أثناء عملية التخليص تقتصر على فئة 200 دج و هي أوراق نقدية في حالة متقدمة من القدم لكون المبالغ التي تمول بها المكاتب من البنك نفذت ولم يبقى منها سوى تلك القديمة بسبب كثرة عمليات السحب، و في سياق متصل أوضحت نفس المصادر تخوفها من أن تمتد الأزمة الى هيئات مالية أخرى نتيجة تقلص حجم الأموال المودعة لدى البنوك بسبب تراجع إيداع المواطنين و خاصة المستثمرين و التجار أموالهم في حسابات التوفير نتيجة لتراجع الثقة لديهم في الهيئات المالية ،و هو ما يفسر حسبها الندرة الحادة في السيولة المالية و تراجع البنك الوطني الجزائري في توفير كل الأموال المطلوبة لمكاتب البريد ،و تجر الإشارة ،أن بعض الوكالات البنكية بالولاية قد شهدت مشكل الاكتظاظ نتيجة نقص السيولة المالية غير أنها لم تكن بنفس الحدة التي تعرفها مكاتب البريد ،مما يرشح حدوث أزمة حقيقية لمؤسسة البريد التي تبقى مطالبة بتوفير السيولة المالية اللازمة لزبائنها و إضافة الى هذا المشكل ،فان البعض من المكاتب البريدية تعرف تدني الخدمات بفعل التعطل المستمر للأجهزة الالكترونية ،و هو الأمر الذي أدى الى استياء العديد من الزبائن ،اذ وجدوا أنفسهم مجبرين الى التنقل من بلدية لأخرى قصد تلبية طلباتهم مثلما هو الشأن بمركز البريد الكائن وسط المدينة و الذي يشهد تعطل الجهاز منذ 3 أيام ،و في سياق متصل ،أكد مدير البريد و المواصلات لولاية بومرداس " لصوت الأحرار " أن هذه المشكلة خصيصا ستعرف طريقها الى الحل بحيث تم برنجة مؤخرا انجاز شبكة اتصال عن بعد في كل من منطقة بودواو و كذا ببني عمران إضافة الى شبكة أخرى بيسر و ذلك لتمكين الزبائن من تلبية طلباتهم سواء في سحب رواتبهم الشهرية أو دفع أموالهم بعد أن تعذر عليهم ذلك خلال السنوات الأخيرة خصوصا في فترة المناسبات.