كشفت المديرية الجهوية لإتصالات الجزائر على أن أكبر حصة من ميزانيتها تذهب في إعادة تهيئة الكوابل وعلى رأسها الهاتفية التي تتعرض يوميا إلى السرقة والتخريب مما ينجر عنه عزل العديد من الزبائن عن الإتصال وأيضا خدمة الأنترنات. وفي نفس السياق فقد أفادت الإحصائيات الأخيرة أنه خلال السنة الفارطة تم تسجيل عدة مناطق قد شهدت انعزالا تاما عن وسيلة الإتصال منها الهاتف والأنترنات وفي مقدمة هذه الأحياء النجمة (شطيبو سابقا) وحي الياسمين والكمين والسانية وكذا حي الصنوبر (بلونتار سابقا) والمنطقة الصناعية المتواجدة بالسانية وأرزيو ووسط المدينة والكرمة وكذا حي الضاية مؤكدة الإحصائيات المقدمة أن هذه المناطق تتعرض كل أسبوعين الى عمليات التخريب والسرقة للكوابل الهاتفية مما يؤدي الى عزل عدة مناطق عن الإتصال وأيضا يتم إعادة التهيئة بالملايير. الظاهرة قد عرفت انتشارا واضحا مما كبدت الأجهزة المعنية بعدة خسائر مادية كان بإمكانها إستثمارها في مشاريع هامة كفيلة بالنهوض بالإقتصاد الوطني. الإحصائيات المقدمة للسنة الفارطة تثبت على أن أعلى قيمة مالية التي تكبدت بها المصلحة المعنية في شهر سبتمبر أين وصل المبلغ حوالي 515 مليون د ج وأين إنعزل حوالي 4105 زبون عن الهاتف في حين بلغ كافة عمليات التخريب خلال شهر جوان حوالي 332 مليون د ج وما يعادل 4679 زبون انعزل عن وسيلة الإتصال في حين تم تسجيل 324 مليون د ج وعزل 515 زبون في شهر ماي وهذا جراء السرقات المتكررة في المناطق المذكورة آنفا. الأرقام تشير أيضا أن شهر جويلية وصل المبلغ الذي تكبدت به الأجهزة المعنية حوالي 206 مليون دج وعزل 2331 زبون وهكذا الأشهر المتبقية التي عرفت خسائر مالية كبيرة وعزل العديد من الزبائن عن وسيلة الإتصال وخدمة الأنترنات والملفت للإنتباه على أن هذه المناطق تشهد في كل حالات التخريب والسرقة إعادة مرة أخرى لعمليات التهيئة وتكلف الأجهزة مبالغ مالية طائلة كفيلة بإدخالها في مجال الإستثمار. لكن مع كل الأرقام المقدمة فإن المصالح الأمنية وعلى رأسها الدرك الوطني فقد كثفت هي الأخرى من دورياتها خصوصا في الفترة الليلية التي تكثر فيها عمليات السرقة مما أعطت نتائج جد إيجابية خاصة في التقليل من الظاهرة ولا سيما أن الإحصائيات المقدمة من قبل الأجهزة الأمنية أفادت على أن الظاهرة شهدت فعل انخفاضا محسوسا بفضل المراقبات الدورية والمستمرة لهذه المناطق التي تعرض إلى السرقة.