أكد ناصر بن شيحة الحارس الدولي السابق أنه من الصعوبة التكهّن بنتيجة لقاء الجزائر المغرب الذي يعد حسبه، قمة مغاربية أخوية تجمع مدرستين عريقتين لا تقبل القسمة على إثنين. وأضاف المدرب الحالي لنادي بطيوة بأن الفوز أكثر من ضروري بالنسبة لأشبال المدرب بن شيخة الذي تنتظرهم مواجهة التأكيد على أنهم فريق »مونديالي« قادر على مواصلة المشوار والتأهل عن جدارة واستحقاق إلى إقصائيات كأس أمم إفريقيا سنة 2012 بغينيا الإستوائية والغابون بن شيحة الذي لم يكن متفائل بقدر كبير لاعتبارات عديدة منها عدم جاهزية المنتخب الذي لم يحضر جيّدا لمباراة الحسم بملعب عنابة الذي وصفه محدثنا بالتحفة أكد في هذا الحوار على أن الداربي المغاربي تعود فيه الكلمة للفريق الأكثر فعالية من الجانب التكتيكي والمعنوي. وال 90 دقيقة هي التي ستحسم في مصير كلا المنتخبين إذا ما سلمنا بتواضع مستوى بقية منتخبات المجموعة ويعني بهما تانزانيا وإفريقيا الوسطى. ويرى ناصر بن شيحة أن الفريق الجزائري بحاجة إلى نضج تكتيكي وتحضير نفسي وبدني لتفادي الوقوع في فخ الغرور والثقة المفرطة التي قد تضيع فرصة البقاء في السباق، وطالب الجمهور الجزائري بمساندة »الخضر« بما يلعبه من دور فعال ومهم في كسب الرهان أمام المغاربة. لا حديث في الوسط الرياضي سوى عن اللقاء المصيري للمنتخب الوطني أمام نظيره المغربي الذي يعد حاسما بالنسبة لفريقنا في تصفيات كأس 2012، ما هي قراءتك الأولية لهذه المباراة؟ - من الصعب التكهن بما ستؤول إليه نتيجة اللقاء لأن الكفتين متوازنتين بالرغم من استفادة الخضر من عاملي الملعب والجمهور وأفتح قوسين هنا لأقول أن ملعب عنابة يعد تحفة ولا مجال للتحجّج بسوء الأرضية التي تخدم الفريقين ويجب التفكير في الفوز والإستثمار في حرارة الجماهير التي ستساند »الخضر« وستلهب من دون شك مدرجات ملعب 19 ماي. مقارنة باختيارات »بن شيخة« و»غيرتس« ماهي التشكيلة الأوفر حظا لإفتكاك نقاط الفوز؟ - مهما كانت القائمة التي تم اختيارها من الجانبين فإن ما يحز في نفسي وأقولها بكل صراحة هو نقص التحضير لهذه المباراة من جانب المنتخب الجزائري، فلا يعقل أن لا تبرمج تربصات إعدادية في فترة قاربت الأربعة أشهر أي من آخر تجمع للاعبين في مباراة لوكسمبورغ الودية، وهو ما لا يسمح بالتركيز وتحقيق الإنسجام وفرض اللعب الجماعي بين عناصر التشكيلة مما يطرح علامة إستفهام حول جاهزية منتخبنا لهذا اللقاء المصيري. نفهم من كلامك أن حظوظ »الخضر« جد ضئيلة ولست راضيا على أسلوب الناخب الوطني، ولا اختياراته؟ - أعتقد أن بن شيخة لم يوحد الصفوف ولم يضبط الأمور بالشكل المطلوب أو بالطريقة الإحترافية رغم أنني أحترم اختياراته، لكن انشغل بمهام عديدة ولا يمكن أن يوفق في جميع مهامه، في آن واحد، وكان يجب عليه أن يتفرغ لقيادة المنتخب الأول الذي تنتظره استحقاقات هامة، وفي مقدمتها التصفيات القارية. لكن لو تحدثنا فقط عن نقص التحضير فإن »المغاربة« اكتفوا فقط بإجراء مباراة ودية ضد النيجر ولا تعد مقياسا حقيقيا على جاهزية الأسود، أليس كذلك؟ - هذا صحيح لكن يجب التنويه إلى شيء مهم وهو أن التشكيلة المغربية متجانسة وعادت من بعيد إلى الواجهة رغم غيابها عن المواعيد السابقة، وأضيف لأقول بأن مساعد المدرب المغربي كيبرلي هو من حضر الفريق وغيرتس وجد التشكيلة جاهزة وأعتقد أن المغاربة يملكون فرديات ممتازة على غرار كارسيلا وبوصوفة، والشماخ الذي ينشط في فريق أرسنال الذي يلعب على مستوى عال. الأكيد أن لقاءات الجزائر - المغرب تكتسي طابعا أخويا ألا تخشى من إمكانية تكرار سيناريو القاهرةبعنابة، نظرا لحساسية اللقاء وأهمية نقاطه؟ - من المستبعد جدا أن يتكرر سيناريو »القاهرة« مع أشقاءنا المغاربة الذين يكنون لنا كل الإحترام وعلاقة الشعبين القريبين جغرافيا، وتاريخيا أكبر بكثير من مباراة في كرة القدم، كما أن أنصار المنتخب المغربي ساندوا الجزائر واحتفلوا وخرجوا بالآلاف عشية تأهل »الخضر« إلى المونديال، ومهما آلت نتيجة اللقاء فإن ما هو معروف على الداربي المغاربي بين الجزائر والمغرب هو الأحسن من جانب الروح الرياضية العالية. زيادة على أن مواجهات الفريقين، دائما تتسم بالإثارة والحماس وأتذكر جيّدا موقعة الدارالبيضاء أين إنهزم أسود الأطلس بخماسية ورغم ذلك قام الجمهور المغربي بلقطة رياضية وأخوية عندما صفق »للخضر« وكانت لحظات جدّ مؤثرة وأعتقد أن العلاقة تبقى متينة رغم الخلافات السياسية التي يجب أن تترك جانبا ولا علاقة للرياضة بأمور السياسة. ولا ينكر جاحد بأن المنتخب المغربي كان يملك فرديات رسمت تاريخ الأسود أمثال فاراس الذي كان أحسن لاعب في شمال القارة السمراء آنذاك. في رأيك ما هي الحلول التي سيوظفها الناخب الوطني لكسب رهان الداربي قبل لقاء العودة بالمملكة المغربية؟ - أولا لا بديل لنا عن الفوز، في لقاء الذهاب خصوصا وأن الضغط سيكون مفروض على ممثلينا، وأعتقد أن الجمهور الجزائري سيكون طرفا مهما لإحداث الفارق رغم نقص في بعض المناصب، ويجب الإعتماد على قوة الدفاع وخط الوسط. وكان يجب وضع مخطط، عمل مضبوط قبل موعد اللقاء لأن التحضير لمثل هذه المباريات لا يكون في ظرف أسبوع، خاصة والمغاربة استفادوا من 3 تربصات ومن الناحية النفسية يتواجدون في أحسن رواق. وعلى العكس بالنسبة للفريق الوطني الذي لم يتوحد شمله منذ آخر لقاء ودي، غاب عنه بعض المحترفين بداعي الإصابة، ولا يقاس استعداد اللاعب بتألقه مع ناديه، وإنما بانسجامه مع اللعب الجم اعي في المنتخب وأقولها بصراحتي المعهودة، لا يمكن مسك العصا من الوسط لازم الجدية في العمل وكفانا من »البريكولاج« والإنشغال في المسائل الهامشية البعيدة عن كرة القدم. فاللقب الذي لا ينبض عضلة فاسدة يجب إستئصالها، وللأسف أصبح المنتخب الوطني منحصرا بين سندان المحترفين ومطرقة اللاعب المحلي. فيما بقيت النزاعات قائمة بين الفيدرالية ومسؤولي الأندية والتي للأسف تتجدد مسرحيتها في ديكور جديد مع كل موسم.