لا يختلف إثنان في أن المدارس الكروية تؤدي دورا فعالا في إكتشاف وصقل المواهب الشابة، وبالرغم من أهمية إنشاء فروع الأصناف الدنيا بالنوادي الرياضية بتموين الفرق النخبوية إلاّ أن الإهتمام بالتكوين القاعدي على المستوى المحلي وتحديدا بالناحية الغربية. يكاد يكون منعدما وهو ما يفسره وضع الكرة المستديرة بغرب البلاد الذي لايزال يراوح مكانه ولم يعد هناك من يخلف الأسماء البارزة التي صنعت جيل السبعينيات والثمانينيات والحديث عن المدارس الكروية بوهران خصوصا يستوقفنا عند أعرق مدرسة كروية أنجبت خيرة اللاعبين ونعني بها جمعية وهران التي تخرج من رحمها لاعبون يحفظون في ذاكرة كل من أحب »لازمو« فمن ماروك مرورا ببلخطوات وقمري رضوان وإلى غاية جيل الظاهرة الكروية تاسفاوت. ولا ننسى المولودية الوهرانية التي انجبت جيلا من اللاعبين المتميزين يتقدمهم المرحوم هدفي ميلود وغيرها من الأسماء التي تدرجت عبر أصنافها، وحتى على الصعيد الوطني تألقت مدارس كروية اختفت في الألفية الثالثة. ونذكر من بينها ملاحة حسين داي الفريق الأصلي لنجم الكرة الجزائرية السابق رابح ماجر، وأنجبت مرزقان وڤندوز وبلحوسين، وفريق رائد القبة الذي تخرج من مدرستها العريقة. كل من عصاد، قاسي سعيد.. والعديد من اللاعبين الذين قدموا الكثير لكرة القدم الجزائرية، وحتى الفرق التي تسير في طريق مسدود ولن تستحق المكانة التي تلعب فيها حاليا. كان لها الدور الكبير في إعداد جيل صنع تاريخ الكرة على غرار فريق غالي معسكر الذي انجب الأسطورة الكروية لخضر بلومي.. و.. لايسع المقام لذكر الأسماء كلها لأن القائمة طويلة. وتاريخ الساحرة المستديرة يعج بالنجوم التي كونتها المدارس العريقة. وبالتخلي عن سياسة التكوين القاعدي لم يحمل الخلف لواء المجد اللهم إلا الأسماء التي ترعرعت في المدارس الأوروبية المحترفة. وهو ما يفسر إعتماد النخبة الوطنية الجزائرية على جيل من اللاعبين المحترفين الجاهزين للدفاع عن الألوان الوطنية بالرغم من توفر الكفاءات الجزائرية في مجال التدريب والتأطير والحقيقة التي لايجب إخفاؤها رغم عودة »المنتخب« إلى الساحة الدولية بمشاركة »الخضر« في المونديال بعد مضي ربع قرن من الزمن هي الدفاع عن الألوان الوطنية بلمسة أوروبية وليست محلية ولعل ما تحاول بعض المدارس الكروية في الألفية الثالثة من العودة إلى التكوين والتأطير خاصة وأن الكرة الجزائرية دخلت عالم الإحتراف يستحق أن يمنح لها و»سام الشرف« مثلما هو الشأن لأكاديمية وهران لكرة القدم التي يسعى القائمون على تسييرها إعادة بعث المدارس الكروية بالغرب الجزائري خاصة وأنها اعتمدت على منهجية إحترافية في التكوين من خلال انتقاء اللاعبين من مختلف الفرق المنتمية بالجهة الغربية وتعد هذه الأكاديمية الفنية التي حطت قواعدها بمدرسة العميد »ليزمو« مكسبا هاما ومشروعا نموذجيا لمسايرة الإحتراف باعتبارها المدرسة الأولى على المستوى الجهة الغربية والثانية على المستوى الوطني وراء أكاديمية أتليتيك بارادو وفي ظرف وجيز تمكنت أكاديمية »أسافا« من تموين الفريق الوطني للأشبال بأربعة لاعبين سيشاركون في دورة مونبولي الدولية شهر أفريل المقبل.