البحث في أرشيف كرة القدم الجزائرية يستوقفنا عند أهم مراحله التاريخية التي عرفت بروز نادي مولودية سعيدة في أواخر الأربعينيات وتحديدا بتاريخ ال 27 من الشهر جوان سنة 1947 حيث يعد هذا النادي من أعرق وخيرة ما أنجبت كرة القدم الجزائرية ويعود الفضل في تأسيس النادي المسلم لمدينة سعيدة إلى عدة أسماء وضعت الأسس الأولى لتكوين هذا النادي في فترة الإستعمار الفرنسي، على غرار بن عليوة عبد الكريم، المازوني، سوكامي الطيب، بالإضافة إلى أشخاص آخرين ساهموا في بعث » الأميساس« الذي يعد الممثل الأول لمدينة المياه المعدنية في المنافسات الرياضية ونسب إسمه إلى الولاية، التي تداولت عليها عدة تسميات عبر التاريخ إلى أن كان لها الشرف في اختيار مؤسس الدولة الجزئرية الأمير عبد القادر لمدينة سعيدة، وذلك على وقع الإنتصارات التي شهدتها المقاومة الجزائرية بالمنطقة. 21 سنة في سبات وكان أول ظهور لفريق مولودية سعيدة في المنافسات المحلية في موسم (1948-1947) إلى غاية سنوات الثمانينيات أين سجل النادي السعيدي الإنطلاقة الفعلية في بطولة الدوري الجزائري بدخول عهد جديد مع المنافسات النخبوية بعدما حقق أول صعود إلى حظيرة الكبار في موسم (1986 -1987) ولم يصمد الفريق طويلا لينزل مجددا إلى الأقسام السفلى حيث هر أبناء سيدي بوبكر بفترة فراغ رهيبة ألزمته البقاء لمدة 21 سنة كاملة ليجدد النادي عودته إلى القسم الأول في موسم (2008-2007) لثاني مرة في تاريخه الكروي وبعد تحقيقه لنتائج هزيلة عاود الرجوع إلى المستوى الثاني في موسم 2009 وذلك بسبب الضائقة المالية التي عصفت بمثل مدينة المياه المعدنية، وقضى النادي مرحلة حرجة لم تدم سوى موسما واحدا وبعدهاعادت الصادة في الموسم الماضي (2010-2009) إلى حظيرة الكبار ضمن أندية الرابطة الاحترافية الأولى في أول تجربة نموذجية لسياسة الإحتراف في الجزائر. سعيد عمارة إسم ارتبط بإنجازات النادي وللعودة إلى تاريخ هذا النادي العريق لا يحلو إلى بذكر الأسطورة السعيدية التي صنعت أمجاد النادي ومنتخب الأفلان إنه أحد أعمدة كرة القدم الجزائرية وأحد صانعي تاريخ منتخب الثوار والذي كان أول خريج للمولودية حيث تم إختياره كأحد كوادر فريق جبهة التحرير بعدما احترف بنادي بوردو وتميز سيد الميدان بقوته الذهنية وقذفاته العنقودية التي مزق بها شباك المنافس على بعد 20 م من المرمى وارتبط إسمه بإنجازات الفريق التي حققها في مسيرته لحد الآن حيث قدم الكثير للرياضة السعيدية عموما، انطلاقا من إهداءه الكأس الوحيدة لناديه وقيادته لتحقيق الصعود في موسم 1985 إلى القسم الأول عندما كان مشرفا على العارضة الفنية ومكونا بمدرسة »الصادة« ورغم تقدمه في السن إلا أن هذا الرجل لا يزال في خدمة كرة القدم الجزائرية بإعتباره رئيسا للرابطة الجهوية الغربيةلسعيدة وسبق له وأن ترأس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم في سنوات التسعينيات وما يزال الأسطورة الكروية التي ساهمت في صنع أمجاد منتخب الأفلان يحتفظ بالذاكرة القوية التي مكنته من شغل عدة مناصب هامة، تاركا فيها بصماته التي ستبقى من دون شك محفوظة في سجلات الرياضة الجزائرية بأحرف من ذهب وتظل ولاية سعيدة تفتخر بهذه الشخصية الفذة التي تستحق الثناء والتقدير. تتويج بكأس الجمهورية في 1965 الأكيد أن أهم انجاز حققته المولودية السعيدية في تاريخ مشاركاتها هو تتويجها باللقب الوحيد في رصيدها في منافسة الكأس سنة 1965 وحمل السعيدون القلة بعد فوزهم في المباراة النهائية على الجار ترجي مستغانم بملعب 20 أوت بالعاصمة وهي المقابلة التي عرفت حضور 18000 متفرج وهو الإنجاز التاريخي الذي تملكه خزانة النادي منذ تأسيسه كما يعد » الأمسياس« أول فريق من غرب البلاد نال كأس الجمهورية بعد الإستقلال وثالث فريق جزائري يتوج بهذه الكأس كما تقمص أول لاعب أجنبي ألوان النادي في نهاية السيتنيات ويتعلق الأمر بالحارس الفرنسي زيمار مان الذي لعب في صفوف المولودية في تلك الفترة. نجوم دافعت على ألوان » الصادة« ومن أبرز النجوم التي دافعت على ألوان الفريق في السنوات الغابرة نجد إلى جانب الأسطورة الكروية سعيد عمارة كل من بلبحري، قبايلي، تومي، براحو، شيخ حميدي وغيرها من الأسماء التي عايشت الفترة الذهبية وذاقت حلاوة التتويج بسيدة الكأس قبل أن يدخل أبناء سيدي بوبكر في دوامة من الإخفاقات والتي لم تجعله يستقر في المستوى الأول، واتخذ من سياسة المصعد. السبيل الأنجع للحفاظ على البقاء في صراع دام سنوات بين النزول والصعود، حيث تعتبر فترة السبعينيات والثمانينات والتسعينيات الأصعب في مشوار النادي . حلاوة الصعود على حساب الجمعية ومع حلول سنوات الألفية جدد النادي عهده مع الإنجازات وتمكن من العودة إلى حظيرة النخبة في موسم (2010-2009)وإذ إفتك أبناء »الصادة« تأشيرة الصعود على حساب جمعية وهران في مباراة حاسمة اختطف فيها رفاق شرايطية مسجل هدف الفوز الصعود إلى بطولة الإحتراف وكان موسم (2007-2006) مميزا أيضا بالنسبة للكرة المستديرة السعيدة عقب تنشيط سعيدة لثاني مرة بطولة قسم الكبار وكان ذلك على حساب اتحاد بلعباس في مباراة انتهت لصالح السعيديين بواقع هدف لصفر وبرزت عدة نجوم في هذه الفترة قبل سقوطه إلى القسم الثاني في الموسم الموالي. وبحلول سنة 2010 التي سجلت العودة السريعة لأبناء مدينة المياه إلى حظيرة الكبار لقضائهم لموسم ناجح عرف تنافسا حادا بين الأندية المنتمية إلى المستوى الثاني، تألق أيضا أشبال الصادة واحتفلوا مع نظرائهم من أكابر الأمسياس بتتويج بكأس الجمهورية في نفس الموسم بالإضافة إلى تألق أصاغر النادي، وفوزهم باللقب. عودة قوية في الدوري الإحترافي مولودية سعيدة وبعودتها القوية في منافسة الرابطة الإحترافية هذا الموسم وتألقها أيضا في منافسة الكأس ببلوغها عتبه الدور الثمانية بعد اقصاءها في الدور الأخير للجار اتحاد بلعباس بنتيجة هدف دون رد وستواجه في قمة » سيدة الكأس« الجار أولمبي الشلف فتحت لها الشهية لبلوغ دور متقدم من عمر هذه المنافسة وقد يضيف أبناء المدرب روابح كأس ثانية في مشوار النادي من أجل تكرار سيناريو 1965 خاصة وأن الفريق أقصى فرق قوية في التصفيات على غرار ليزمو في الدور من حظوظ الصادة في كسب رهان الكأس هو استفادتهم من عامل الجمهور والملعب على اعتبار أن الفريق سيستقبل الشلفاوة على أرضية ميدان ملعب 13 فبراير 1958 والذي يتسع ل 35 ألف مقعد والأكيد أن أنصار الفريق لن يفوتوا الفرصة لمؤازرة المولودية ومساندتها لكسب تأشيرة ربع النهائي... وفي المقابل يلعب الفريق على جبهة البطولة وكسب تأشيرة قارية أو عربية خاصة وأن المولودية حققت نتائج باهرة في مباريات الدوري الإحترافي. منها فوزها على حساب شباب بلوزداد، أولمبي الشلف، اتحاد الحراش وأهلي البرج، ووداد تلمسان وكلها فرق لها باع طويل في المنافسة بإعتبارها فرق مرشحة للعب الأدوار الأولى هذا الموسم. مغامرة » السيّدة « وحلم التتويج المزدوج الغريب أن فريق مولودية سعيدة الممثل الوحيد للولاية في الرابطة الإحترافية لا يملك مصادر تمويلية منذ دخوله عالم الاحتراف إلى درجة غياب العلامات التجارية للمؤسسات الفاعلة لمدينة المياه المعدنية عن قمصان النادي التي لا تليق بمكانة الفريق والذي يسير بثبات في مغامرة الكأس ويتطلع إلى البحث عن انجاز مدوي في الرابطة للإحتراف وإن النادي دفع في موسم 2009 ضريبة الأزمة المالية فمن العار والعيب على أبناء المدينة التفريط في النادي وتركه يتخبط في أموره المالية، دون توفر مساهمين لإدارة الشركة الرياضية، والحفاظ على سمعة المولودية وعراقتها التي ستتكلل من دون شك في اضافة تترجح آخر في رصيد النادي المتواجد في أحسن أحواله رغم هاجس المال بإعتبارها من أفضل الفرق التي تنشط هذا الموسم في البطولة الإحترافية خصوصا وأن التعداد تدعم بلاعبين أبانوا على حسن صنيعهم في البطولة، بالإضافة إلى أبناء الصادة الذين ساهموا في تألق فريقهم في منافستي الكأس والبطولة لحد الآن.