أنهى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أول الثلاثاء زيارة عمل وتفقد لتمنراست (اقصى جنوب الوطن) دامت يوما واحدا أشرف خلالها على تدشين مشاريع تنموية ذات طابع اجتماعي و اقتصادي عززت مرتبتها كعاصمة للأهقار وطموحها في ان تكون مفترق طرق جهوي. وفي مقدمة المشاريع التي أشرف رئيس الدولة على تدشينها بعد ان انتظرها سكان الولاية و ضواحيها بشغف مشروع القرن الخاص بتحويل الماء الشروب من عين صالح على مسافة 750 كم. و يأتي هذا المشروع الضخم الذي يعبر المضيقات الجبلية اراك و الجبال الصخرية اينكر ليروي عطش قرابة 100 الف نسمة في تمنراست وآلاف المواطنين الذين يقطنون المناطق المجاورة بتكلفة اجمالية تقدر ب 197 مليار دينار أي 3 ملايير دولار. وتفقد رئيس الجمهورية في إطار تدشين هذا المشروع - الذي وضع حجره الاساس بنفسه يوم 7 جانفي 2008 مجموعة من التجهيزات منها مركز المراقبة عن بعد الذي يقع بجوار خزان المياه الرئيسي الذي يجمع المياه المحولة انطلاقا من عين صالح عن طريق القنوات. و يسمح هذا المركز بمراقبة مستمرة لكافة تجهيزات المشروع حسب العرض المفصل الذي تم تقديمه علما ان المشروع يوفر الماء الشروب ل 340 الف ساكن اي بمعدل 265 لتر في اليوم للشخص الواحد. وبهذه المناسبة دشن الرئيس بوتفليقة نصبا تذكاريا سمي إيلمان (يوجد الماء باللغة التارقية) بوسط المدينة. كما أشرف رئيس الدولة خلال هذه الزيارة على تدشين جزء من الطريق العابر للصحراء يربط بين تمنراست و عين قزام على مسافة 420 كلم. وسيسمح هذا الطريق بفك العزلة على المنطقة الحدودية و يرتقي بعاصمة الأهقار الى مرتبة العاصمة الجهوية بعد استكمال الجزء الواقع بالنيجر. و تم الشروع في هذا الجزء سنة 1999 حيث انجز على ثلاث مراحل بتكلفة اجمالية تقدر ب 22،7 مليار دج. كما حظي قطاع السكن بعناية و اهتمام الرئيس بوتفليقة الذي اشرف ايضا خلال زيارته للولاية على تدشين القطب الحضري لأدريان الذي يضم 1028 وحدة سكنية و تجهيزات مرافقة. للاشارة فقد خص سكان عاصمة الاهقار رئيس الدولة باستقبال مميز ترحيبا به وشكرا له على اهتمامه بالولاية خاصة و ان زيارته هذه المرة تزامنت مع تدشينه لمشروع تحويل الماء من عين صالح الذي جاء ليعزز المكاسب التنموية التي حققتها الولاية في السنوات الاخيرة. وكان سكان تمنراست قد نظموا عشية زيارة رئيس الجمهورية إلى مدينتهم وعدة بوادي سرسوف ((وسط المدينة) احتفاء بزيارته الى هذه المنطقة و تعبيرا عن شكرهم و عرفانهم له بالوعد الذي قطعه على نفسه في ايصال الماء لتمنراست.