تحتضن اليوم جامعة بلقايد بوهران، وفي إطار الإحتفالات بيوم العلم لقاء مع المخرج التلفزيوني محمد عياط الذي سيبث شريطة الوثائقي حول رائد الحركة العلمية في الجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس. والمخرج محمد عياط جاء بدعوة من مديرية الثقافة لوهران من مدينة سيرتا العريقة، فهو من الوجوه البارزة التي قدمت الكثير للثقافة العربية والإسلامية من خلال الأفلام الوثائقية التي رصدت مسار العلماء المسلمين الجزائريين وساهمت بشكل أو بآخر في التوعية الثقافية في هذا الوطن، فهو خرّيج المدرسة الجزائرية ومن مواليد مدينة قسنطينة وتربى في المدرسة الباديسية وحمل قيم العروبة والإسلام في قلبه. وعلى هامش تواجده بوهران في إطار إحتفالات يوم العلم كان لنا معه هذا اللقاء الشيق. كيف جاءت فكرة إنجاز فيلم وثائقي حول مسار الشيخ إبن باديس؟ أنجزت هذا الفيلم الوثائقي الذي مدته 52 دقيقة في سنة (1985 1986) عندما اطلعت على كتابات الشيخ ابن باديس ووقفت على جرأته الكبيرة في التصدي للإستعمار بفضل مقالاته وتساءلت كيف لم يتم توقيفه من قبل المحتل لذا قررت إنجاز هذا العمل آنذاك والشريط يرصد مسار الرجل من خلال إجراء حوارات مع تلاميذ الشيخ الذين أغلبهم انتقلوا إلى الرفيق الأعلى وحتى الذي قرأ التعليق المرحوم عبد الحكيم تعكوشت الذي اغتيل على يد الإرهاب والشريط سيعرض اليوم بجامعة بلقايد ولأول مرة بوهران. هل هناك أشرطة وثائقية أخرى حول شخصيات جزائرية؟ أجل هناك شريط وثائقي حول جمعية العلماء المسلمين وشريط حول الشيخ الإبراهيمي ومحمد آل خليفة وفي هذا الصدد أوجه نداء إلى المشرفين على تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية إن وافقوا على إمكانية مشاركتي بهذه الأعمال التي أنجزتها خلال الأعوام الماضية والخاصة بالتلفزيون الجزائري خاصة حول الشيخ الإبراهيمي الذي أرصد فيه مسار حياته وهذا بصوته الأصلي الذي تحصلت عليه من قبل إذاعة القاهرة في الخمسينات إلى جانب صور حيّة حول شخصه وأنا أريد أن أتطوع فقط من أجل المشاركة بهذه الأفلام الوثائقية التي ترصد مسار علمائنا الأجلاء الذين قدموا الكثير للقضية وللعروبة والإسلام. إلى جانب الأعمال التي أنجزتها حول علماء الجزائر ما هي الإنتاجات التي قدمتها في مسارك المهني؟ أنجزت العديد من الأعمال التلفزيونية والحصص الثقافية والعلمية والرياضية ومن بينها شعر الثورة مع عز الدين ميهوبي، الأجندة الثقافية، ألحان وشباب، حديقة الأطفال، مجلة المرأة، ما بين الشباب، بين الثانويات، صباحيات، مجلة الشرق، سكاتشات، مدائح دينية ، إلى جانب أفلام وثائقية حول عيسى الجرموني، بن بولعيد، بن طوبال ، وحوار مع صلاح أبو سيف وغيرها من المحطات التي وقفت عندها في مساري المهني كمخرج تلفزيوني. نجد أن بعض الحصص أو الأفلام الوثائقية تعكس التراث والأصالة الجزائرية فلما هذا الإختيار؟ بحكم أنني درست بمعهد إبن باديس في قسنطينة تشبعت بالعروبة والإسلام وأردت أن أنجز أعمالا تؤرخ لمسار هذه الأمة وأفتخر كثيرا ببعضها ومن بينها رواد الإصلاح وآثار وتاريخ وغيرها. هل هي زيارتك الأولى لمدينة وهران كمشارك في تظاهرة ثقافية؟ أشكر جزيل الشكر مديرية الثقافة لمدينة وهران التي وجت لي الدعوة من أجل بث الشريط الوثائقي مسار عبد الحميد بن باديس الذي أعتز به كثيرا وهذا في مناسبة عزيزة على قلوبنا ألا وهي يوم العلم وأتمنى أن يستمتع الحضور بالمعلومات التي جاءت فيه حول هذه العلامة رائد النهضة في الجزائر. هل هناك مشاريع جديدة في الأفق؟ أجل هناك حصص خاصة بالشباب من كل مناطق الجزائر بما فيهم وهران وربما ستمنحني زيارتي لوهران آفاقا وأفكارا جديدة لأعمال مستقبلية. ماذا تقول لنا عن مهنك الطويلة في الإخراج؟ مهنة جميلة ولكنها صعبة بحكم المشاكل التي نتلقاها في الميدان ، كما أن الإنتهازيين الذين دخلوا المهنة شوّهوا شرفها وجمالياتها لكن مع ذلك أعشقها وأتمنى أن أقدم فيها الأفضل. كلمة أخيرة؟ أتمنى أن أقدم الأعمال الخاصة بعلماء الجزائر ضمن برنامج تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية حتى يتمكن الكثير من التعرف على هذه الشخصيات العظيمة التي غذت هذا الوطن فكريا وحافظت على ركيزته العربية الإسلامية هذه الأمنية الغالية وشكرا.