تعرف نسبة السرقات مؤخراً على مستوى حافلات خط (B) إرتفاعاً كبيراً أثار إستياء وغضب المواطنين المضطرين إلى إستعمال الخط المذكور للوصول إلى الأماكن المحددّة لقضاء حاجياتهم يومياً . حيث أنّ هذه الإعتداءات تشتد خلال العطلة الأسبوعية كون الخط يعمل على طول الطريق إنطلاقاً من الصديقية إلى حي اللّوز مروراً "بجنة الأحلام" التي تشهد خلال نهاية الأسبوع كثرة في عدد الزوّار الطامحين في التنزه والترفيه عن النفس والتي يقع الكثير منهم ضحية لإعتداءات يتم من خلالها نهبهم وأكثر الحاجيات المسروقة تعتبر عبارة عن هواتف نقالة أو مبالغ مالية حيث يغتنم السارق فرصة إكتظاظ الركاب والتزاحم الحاصل بالحافلة لإدخال يده بجيب الضحية أو محفظته . وفي حوار لنا مع بعض المتعرضين للسرقة بالخط المذكور أفادوا أنهّم لم ينتبهوا أثناء تعرضهم للنهب إلاّ بعد فوات الأوان وأن أغلبيتهم يعكفون عن تقديم شكاوي وبلاغات في أقسام الشرطة لأنهم سيدخلون في قضية ضد مجهول فالأمر على حسبهم سيكون بمثالة مضيعة للوقت ، وقد أفاد بعض الركاب المترددين على الخط المذكور أنّ المتفطّن منهم أضحى يفرق بين اللّصوص من بين الركاب العاديين حتى أنهم صاروا يتفوافدون بكثرة ويعملون في إطار جماعي مابين 3 إلى 5 أشخاص يركبون الحافلة يحيطون بالضحية والتي غالباً ما يحددونها بالإشارة المتعارف عليها بينهم بالمحطات والمواقف وداخل الحافلة يحيطون بالفريسة فإذا تمت السرقة بنجاح ينزلون بالموقف الموالي وإمّا يتابعون الطريق إلى حين إصطياد فريسة أخرى أما في حالة ماإذا كشف أمر المبادر بالسرقة فإن البقية يتدخلون لفك الشجار الذي يدخل فيه السارق بعد ضبطه متلبساً وداخل الإزدحام يفتحون له طريقاً ليتسلل هارباً فيما يتظاهر الآخرون على أنهم مجرد أشخاص حاولوا فك النزاع وكأن أحدهم لا يعرف الآخر ليلتقوا بعد ذلك في مكان بعيد لإقتسام ما نهبوه من مواطنين بسطاء يضطرون إلى مكابدة عناء وسائل النقل للوصول إلى أماكن عملهم أو منازلهم أو للترفيه عن عائلاتهم ، للإشارة يجدر ذكر حادثة وقعت بأحد الحافلات على مستوى الخط المذكور حيث قام أحد السائقين بركن حافلته وأمر شابين بالنزول قبل أن يضطر إلى إستعمال القوة ولم يفهم الركاب الداعي الذي دفع به إلى إنزالهما إلاّ بعد أن صرخ السائق قائلاً » إنزلا فأنا لا أسمح بغض النظر عن أفعال أمثالكم « مشيراً عبر كلامه عن أعمال اللّصوص التي أضرت بدرجة أولى بالمواطن البسيط هذا وقد نزلا الشابين بكل هدوء وقد طبعت وجهيهما إبتسامات وكأنما الأمر يدعو إلى ذلك . وتروي موظفة بمؤسسة (ب.أ) أنها ركبت الحافلة خط (B) الأسبوع الماضي متوجهة إلى جنة الأحلام وحيث كانت واقفة بالقرب من مقعد السائق ضبطت شاب يحاول سرقة هاتفها النقّال وإنتزعته مخاطبة إياه بنبرة غاضبة »ألاً تستح« فأجابها بكل وقاحة »لا« وحتى لا تدخل معه في جدال مطوّل ربّما يتدخل فيه باقي الركاب فقد نزل بالموقف الموالي ونزل معه شبان وبدى عليهم معرفة بعضهم البعض على عكس ماكانوا عليه داخل الحافلة . من جهتهم عبّر بعض السائقين عن وجهة نظرهم بخصوص هذه الظاهرة على أنّها لا ترضى أحد ولكن أحياناً يضطرون إلى غض النظر إجتناباً للدخول في مشاكل هم في غنى عنها فهم مجرد عمال ينتظرون بفارغ الصبر إنتهاء ساعات عملهم ليتقاضوا أجرهم اليومي وعلى كل راكب أن يتفطن وينتبه لأغراضه الشخصية أثناء ركوبه فظاهرة السرقة بالحافلة ليس بأمر جديد على المواطنين ومعروفة منذ زمن بينما قال البعض الآخر أنهم لم يشهدوا أي سرقة على مستوى حافلاتهم خلال فترة عملهم ورغم تشدد السلطات القضائية بتسليط أقصى العقوبات على السارقين وناهبي ممتلكات الغير إلاّ أنّ الظاهرة لا تعرف حدّ لتتوقف عنده وهي في إستمرار متواصل ومالم تأخذ الحيطة والحذر من طرف المواطنين وتآزرهم مع السلطات الأمنية للقبض على اللّصوص وتقديمهم للسلطات القضائية التي تعمل جاهدة على تسليط أقصى العقوبات فإنّ الوضعغ سيبقى على حاله والقائمة ستظل مفتوحة لتدوين أسامي ضحايا جدد وأسامي لصوص يستمرون في نهب المواطنين مالم يجعلوهم عبرة للصغير والكبير .