لم ينتظر سكان وهران وحتى القاطنين بالولايات المجاورة الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف حتى يحطو الرحال بالشواطىء طلبا للاستجمام والراحة والترفيه والترويج ايضا عن النفس بعد تعب سنة كاملة. وإلى غاية هذه الايام لايزال التلاميذ بمقاعد الدراسة ومنهم من ينتظر دوره لاجتياز امتحانات نهاية السنة كما لا يزال العمال أيضا بمناصبهم يترقبون العطلة السنوية ورغم ذلك لا يحرمون أنفسهم من متعة الاصطياف وفرصتهم الوحيدة هي عطلة نهاية الاسبوع فيستغلونها كاملة ولا يفوتون أي يوم جميل وحار للذهاب في نزهة إلى شاطىء البحر أو إلى الغابة بحثا عن هواء جميل ونسيم منعش يساعد على الاسترخاء والتمتع براحة الجسد والاعصاب. وخلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي وارتفاع درجة حرارة الطقس حدث نفس الشيء وتوجهت أعداد كبيرة من العائلات والشباب وخاصة المقبلين على الامتحانات صوب الطنف الغربي الذي يعتبر ملاذ أغلب المصطافين لجمال شواطئه وروعة مناظره وتوفر ظروف الاستقبال والخدمات وغيرها فامتلأت الشواطىء إذن عن آخرها وعجت شوارع بلدية عين الترك وبوسفر ايضا بالمواطنين الراجلين، وصعبت حركة سير المركبات كثيرا خاصة بطريق الطنف السفلي. نفس الوضع شهدته حركة السير بالطرقات المؤدية إلى مختلف الشواطىء مثل العين الصافية والاقامة الجميلة كما تميز شاطىء الفردوس هو الآخر خلال عطلة نهاية الاسبوع بكثرة المصطافين، فمن يراه ممتلئا بالشمسيات والكراسي والطاولات ومختلف أمتعة التصييف وكثرة عدد الاطفال والشباب والفتيات الذين يفضلون السباحة لساعات طويلة للاستمتاع ببرودة الماء حتى لا يشعروا بحرارة الشمس. وتحت الشمسيات تفضل الامهات الجلوس لمراقبة تحركات أطفالهن فيحرسنهن أثناء دخولهن إلى الماء وبعد خروجهن منه وتجولهن على الشاطىء، فتراقبن بحذر واهتمام اطفالهن فتحمي بعض الامهات أجساد أبناءهن وبناتهن باستعمال الكريمات التي تقي من أشعة الشمس مافوق البنفسجية التي تكون أكثر حدة عند البحر عندما يكون هادئا لأنه يعكس هذه الاشعة بشكل أفضل. لذلك يلاحظ انتعاش تجارة المنتوجات الواقية للاجسام من الشمس عبر محلات منتشرة بكثرة قرب الشواطىء، فهي تعرض أيضا مختلف التجهيزات والادوات والالعاب والثياب المستعملة خصيصا في البحر، وخلال فترات الاصطياف. ومن جهة أخرى ظهرت حظائر السيارات من جديد وبشكل عشوائي، فنمت كالفطريات في كل مكان قريب من الشواطىء، وخاصة بعين الترك في غياب الرقابة ودور الجماعات المحلية التي يرتكز دورها على تنظيم هذه الامور درءا لكل المشاكل وما يمكن حدوثه من تجاوزات وشجارات وسرقات أيضا. ومع اقتراب حلول موسم الاصطياف، والاقبال الكثيف للمصطافين على البحر تعود من جديد معاناة السائقين مع عودة الازدحام في حركة السير فتتشكل طوابير طويلة للسيارات والمركبات من مختلف الاحجام من طريف الميناء رلى غاية بلدية عين الترك، كما تزداد الامور صعوبة ببعض المناطق خاصة قرب ميناء وهران والمسمكة وعند منعرج (مونتا كريستو) وعند منعرج الميناء القديم لمرسى الكبير أيضا، كما يشتد الازدحام أيضا عند الصخرة العجوز، هذا بغض النظر عن طرقات مدينة عين الترك الداخلية، وهذه الاوضاع غالبا ما تتسبب في حوادث مرور متفاوتة الخطورة ولأسباب تافهة كعدم احترام الأولوية.