ركز الأطباء والجراحون أمس خلال المؤتمر التاسع عشر (19) للجراحة المنظم بالمؤسسة الإستشفائية أول نوفمبر إهتمامهم على أحدث التقنيات المستعملة في علاج الكثير من الأمراض الخطيرة عن طريق الجراحة، بحيث وصلت هذه التقنيات إلى بلادنا بفضل إهتمام أهل الإختصاص براحة المريض بتقليص حجم الأضرار والآثار التي قد تخلفها الجراحة التقليدية على الجسد والتخفيف من حدّة الألم ومضاعفة نسب نجاح العمليات. وبما أن المريض هو الشغل الشاغل للأطباء فكان الغاية التي دفعتهم إلى إدخال التقنيات الجديدة في الجراحة إلى بلادنا، وأهمّها تقنية الجراحة بواسطة المنظار والتي يطلق عليها إسم la chirurgie mini- invasive أي بمعنى أن الفتحة التي من خلالها يتم إدخال أجهزة الجراحة تكون صغيرة جدا، وهذه الأجهزة تحتوي على منظار يمكن الطبيب الجراح من إكتشاف جسم الإنسان من الداخل أو أي عضو مريض يريد علاجه أو إستئصاله وبعد إنتهاء العملية يخرج المريض من قاعة الجراحة بآثار فتحة صغيرة جدّا فلا يتشوّه جسمه مثلما يحدث باستعمال التقنيات القديمة. تقنية الجراحة بالمنظار أصبحت معتمدة بكثرة وفي مختلف العمليات الجراحية بمستشفى أول نوفمبر، وحتى المستشفيات الأخرى بالولاية، و هناك بعض أنواع الجراحة لا تتطلب فتح الجسم بل يتم إدخال المنظار عبر مداخل ومخارج الجسم الطبيعية مثل فتحة الشرج في حالات علاج سرطان القولون أو علاج سرطان الرحم. أما زراعة الأعضاء فكانت المحور الثاني الذي وجه إليه أنظار المختصين الجزائريين المشاركين في هذا المؤتمر وخاصة أطباء المغرب، فهناك تقتصر هذه العمليات على زراعة الكلى فقط، وهي عملية جراحية حديثة عندهم وأجرى عدد محدود منها، وفي نفس الوقت لم يتعرّفوا بعد على تقنيات زرع أعضاء أخرى مثل الكبد، وهو التحدي الذي يرفعه الأطباء المختصون بولاية وهران. فحسب تصريحات مدير المؤسسة الإستشفائية أول نوفمبر، فإن جراحة الكبد أصبحت عملية وشيكة والطاقم الطبي المختص يعمل على تجسيدها بعد توفر البلاطو التقني والظروف الملائمة لذلك. ورغم وصول عدة تقنيات حديثة لزرع الأعضاء إلى بلادنا إلى أن المشكل الذي يبقى مطروحا عند الأطباء والمرضى هو إيجاد المتبرعين، لذلك ينتظر الجميع صدور القوانين التي تسمح بأخذ الأعضاء من الموتى وزرعها في جسم الأحياء، وهذا يتم بالمغرب لكن بالجزائر لا يزال التشريع لا يسمح بذلك، ومن تم نشأت بهذا المؤتمر فكرة إنشاء مؤتمر بلا حدود وخاصة بين دول المغرب العربي حتى يتسنى للمختصين تبادل الخبرات والتقنيات. وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر 19 للجراحة قد تميز بحضور النخبة من أهل الإختصاص كممثلي الجمعية الوطنية للجراحة وكذا مدراء المؤسسات الإستشفائية كمدير المستشفى العسكري وعميد كلية الطب وأعضاء من الأكاديمية الفرنسية ومختصين في الجراحة من فرنسا وألمانيا وسويسرا والمغرب.