لا يزال حي سيدي الهواري العتيق يثير إهتمام المسؤولين المحليين والمتخصصين في مجال الترميم وإعادة تأهيل المناطق التاريخية والأثرية، بحيث تحول مؤخرا إلى ورشة مدرسة في هذا المجال مفتوحة على كل الإقتراحات والأفكار والدراسات حتى النماذج الناجحة التي يمكنها أن تفيد في إعادة الإعتبار لهذا الحي العريق وتحيي فيه كنوزا تاريخية متمثلة في المعالم والآثار والمباني والساحات وغير ذلك من مخلفات التاريخ. ونظرا للأهمية التاريخية والثقافية والإقتصادية وحتى الإجتماعية لهذا المشروع، فسيحظى الحي بالتجربة الفريدة التي قادتها سلطات ولاية قسنطينة بالحي العريق هناك وبالضبط شارع ملاح سليمان، وهي تعتبر هامة جدا لأن أسلوب الترميم المعتمد فيها كان علميا مبنيا على تقنيات دقيقة ورائدة في مجال الترميم وهي تجربة فريدة لم تطبق في أي منطقة أخرى بالجزائر حسبما صرح به والي وهران الذي كان من أهم المساهمين في نقل التجربة من قسنطينة إلى وهران. وإنطلقت هذه التجربة فعلا بحي سيدي الهواري وبالضبط بمسجد الإمام سيدي الهواري فبعد حادث الإنهيار الأخير الناجم عن سوء أشغاال الترميم السابقة ، أعيد فتح ورشة المسجد من جديد بأسلوب عمل متقن ووسائل علمية. ومن أجل وضع المجتمع المدني لولاية وهران في الصورة وإطلاع الجهات المعنية من جمعيات ومنتخبين وتقنيين وغيرهم على تجربة الترميم شارع ملاح سليمان بولاية قسنطينة تم عرضها مساء أمس بقاعة المحاضرات لمقر الولاية ، والتطرق إلى نقاط الضعف والقوة لهذا المشروع رغم أنه لم ينته بعد لأسباب مختلفة . وبحي سيدي الهواري صرح الوالي أمس بأن عدة مشاريع هامة ستتجسد عن طريق إحياء عدة ورشات أهمها ورشات ترميم قصر الباي ومستشفى بودانس بالإضافة إلى ترميم حصن سونتاكروز بجبل مرجاجو ، وترميم أيضاً حلبة الثيران بحي محي الدين (أكميل سابقا) . وتجدر الإشارة إلى أن ولاية وخاصة وسط المدينة يحظى بثورة عمرانية ومعالم أثرية كبيرة وعريقة عراقة الحضارات التي توالت هناك ، لكن الإهمال وغياب الصيانة ومشاريع الترميم وغيرها أدى إلى ضياع الكثير من هذه المعالم التي هدمت لأنها تصدعت وتشققت . الترميم لن يشمل المعالم الأثرية فحسب بل سيمس المباني أيضاً فمنها ما سيعاد بناؤه وتأهيله ومنها ما سيهدم إن تبين بأنه غير صالح للإستغلال ، علما أن الوالي قد قرر هدم كل منطقة سكاليرا .