ظهر الأسبوع الثقافي الدولي للمملكة العربية السعودية في صورة مميزة جامعة للحرمين الشريفين والذي كانت لها دلالات إسلامية عظيمة تمعن فيها المواطن التلمساني عشية أول أمس بقصر الثقافة بإمامة خاصة وأن معهد خادم الشرفين لأبحاث للحج ووزارة الثقافة السعودية للإعلام والعلاقات الدولية نقلت النظرة العامة لعادات وتقاليد وفنون وثقافة هذا البلد المبارك الطيب الذي كان مقطن الأنبياء والرسل وجلّه القرآن الكريم بعدة سور من الذكر العزيز الحكيم التي تحمل مآثر أم القرى. إن الأسبوع السعودي الذي فتح حقيبته بعاصمة الزيانيين في اطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011 عرف إقبالا منقطع النظير من طرف العائلات التلمسانية التي غصت بها الساحة أو بالأحرى الفضاء الرواقي للقصر مباشرة بعد الإفتتاح الرسمي لأجنحة المعارض الذي نظمها معهد الحرمين والقطاع الثقافي والتي أشرف على انطلاقها الدكتور سامي بن عبد الله للصالح سفير خادم الحرمين والوفد المرافق الذي نزل بثلاثية الحضارات عاصمة المغرب الأوسط وعاصمة الزيانيين والثقافة الإسلامية تلمسان جوهرة المغرب العربي وبهذه المناسبة الدولية التي تحتضنها الولاية أشار الدكتور صالح المغيليت وكيل وزارة الثقافة والإعلام والعلاقات الدولية على هامش البدء في اليوم الأول من الأسبوع الذي سيكون حافلا بالنشاطات الثرية المتنوعة بتنوع الدخل الثقافي قائلا أن مشاركتهم في ذات التظاهرة العالمية التي تحمل تلمسان سمتها ناجمة عن العلاقة التي تربط الجزائر بالمملكة السعودية منذ بداية التاريخ وهم فخورين بالبعد الثقافي المتواصل ببلد الثوار وقد اعتزوا بما تم انجازه أمام الإختيار الهادف الذي أختيرت من أجله تلمسان حضارة الفن والتاريخ المتجدر والتي ستقبع على المزيد من التطورات وأضاف نفس الوكيل للوزارة الوصية أنهم جاؤوا لإظهار الثقافة القوية لمملكاتهم والتعريف بعطاءاتها والكشف عن المكنونات الفنية لشعب الجزائر عموما وأهالي مدينة تلمسان خاصة بحق الأخوة في الدين والعروبة والمشاركات الثنائية التي ستستمر بالعلاقات الجامعة بين البلدين وجاءت المملكة ضيفة تلمسان بالشعائر الدينية والسنة الأكيدة وقداسة المواقع التي لها الإمتداد الطويل بجغرافية البلدة وتاريخها المجيد، بحيث حملت طيب السوائل » ماء زمزم« الذي سقي منه الزائر بجرعة هنيئة قدمت كهدية له من خلال العشرات من الترات التي وضعت بالرواق وإرتوى منها الجمع الغفير من المواطنين. وقد صرح الدكتور عثمان بكر قزاز المشرف الرئيسي على معرض الحرمين لمكتب جريدة الجمهورية في سياق سؤالنا الخاص بقضية تلوت ماء زمزم الذي أثارته جهات اعلامية أجنبية رد في جواد مقتضي أن المعهد المتخصص في الدراسات والأبحاث الذي يخدم تطوير المقدسات التي يلجأ إليها ضيوف الرحمان بمكة المكرمة والمدنية بمشاعرها المقدسة مؤكدا أن زمزم مبارك ونقي ولا مفر من حقيقته في أنه مادة حيوية لها صدى في فاعليتها وعلى الرأي العام العالمي العربي أن يعي الإهتمام التي توليه الحكومة السعودية في رد الإعتبار لهذا الماء من خلال اشراف قسم الدراسات البيئية والصحية على أخذ عينة من عبوات زمزم وإجراء تحاليل مست جزئيات مواده التي تم إثبات فيها صحية ذات المشروب الغير منضوب والذي لا يحتوي إطلاقا على أية شائبة أو مكروب بدليل إجراءات تحليلية مخبرية قامت بها دراسات خارج المملكة مثلما هو الشأن لعلماء عالميين من اليابان وأوروبا مستشهدين وبالإجماع على أن ماء زمزم مزود بقوة وطاقة خارقة كون » الكرستلات« الخاصة بالماء قدرتها تتعدى المجال في حالة ما تم خلطها بالماء العادي وواصل قائلا أن رواج التلوث يبقى فقط إشاعات قتلتها التحاليل الإيجابية وتكملة لإنطلاق الأيام الشفافية فقد طاف الحاضرون بمعرض اللباس التقليدي الذي تختلف تطريزاته وخصوصية مناطقه كفساتن بنت البوادي ووردة العشاق وبنت الجنوب المرصع بالقطع النقدية الريال ولباس السعودي والطرف والشمال وضحى وكذا شانيل عرضوا رسومات لها الكثير من المعاني الإبداعية في شتى الميادين التي ترجمت عن طريق فن الرسم إلى جانبهم 20 فنانا في التصوير الفتوغرافي علما أن الخط العربي أخذ حصة الأسد في العرض ب 120 عامل فني ومشاركة 4 فنانين في رسوم الأطفال والكريكاتور الذي كان لها الشق الهام في التعريف بأنامل هذه الشريحة الإجتماعية بالمملكة السعودية. وبإعتبار قاعة للمعارض كانت زحمة فقد احتوت كذلك على صور لصناع وحرفيين موزعين بمناطق المملكة كالفخارين والمختصين في المجال وغيرعم. واحتوى المعرض على المواقع الحساسة في نطاق الحج والعمرة والزيارات التي تعقبها كالمساجد بما فيها المكنى على إسم بلال والقبلتين وقباء والكعبة الشريفة ومسجد البيعة وجبل الرحمة وساحة معركة أحد والقبة الخضراء وناحية قبر الرسول (ص) ومقام إبراهيم عليه السلام والمطاف الذي يقع به بئر ماء زمزم ومجسمات جميلة أخرى تمكن من منطلقها المواطن الزائر الدخول إلى الحرمين الشريفين في سفرية مختصرة بالمعارض الهامة التي وضعتها الحكومة السعودية في متناول التظاهرة الثقافية بتلمسان مهد الدويلات المتعاقبة بالموحدين بندرومة والزيانيين ببني سنوس وتلمسانالمدينة والمرابطين والمرنيين الذين تركوا بصمات خالدة له بآثار منصورة والمساجد العتيقة التي بنيت في عهدهم والمتفرقة بربوع الولاية والتي تمثل 75 بالمائة من المعالم الإسلامية.