في جو تعبق فيه رائحة الحرمين الشريفين وعلى إيقاعات الدفوف وحركات الفرق الشعبية الفلكلورية بألوانها الزاهية وبأسيافها التي تلمع بالتاريخ والأمجاد، احتضن بهو قصر الثقافة بداية العرس السعودي في عاصمة الثقافة العربية الجزائر بمعرض الحرمين الشريفين والنخلة والصور الفوتوغرافية والفنون التشكيلية والكتاب وكان العرس وكان المطر وكان الدفء العربي وهو يضم بين أقواس صحن قصر الثقافة وزراء الثقافة العرب الذين جاءوا لمبايعة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" والسعودية لأنها تجمع بكل خيوطها الحضارية ومساحتنا الإنسانية التي تنطلق من مكة وتعود اليها· أشرفت أول أمس السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة العربية بمعية وزير الثقافة السعودي السيد إياد بن أمين مدني ووزراء الثقافة العرب الذين حضروا الإجتماع الاستثنائي على افتتاح الأسبوع الثقافي السعودي في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية وقد استهلت السيدة الوزيرة مراسيم الافتتاح بكلمة استعرضت من خلالها مكانة المملكة العربية السعودية في العالم العربي والإسلامي باعتبارها مهبط الوحي ومنبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنبع الثقافة العربية الإسلامية من أول شاعر جاهلي إلى آخر سعودي يترنم بالشعر، ولم تنس وزيرة الثقافة ذكر المواقف الكبيرة التي وقفتها المملكة إبان الثورة مع الشعب الجزائري، ثم العلاقة المتينة التي تربط بين البلدين ثقافيا وتاريخيا· أما وزير الثقافة السعودي إياد بن أمين مدني فقد أشاد بالصداقة التي تربط بين الشعبين الشقيقين وذكر بالتلاقح الثقافي خصوصا في منطقة الحجاز حيث تلاقحت الثقافة السعودية بالجزائرية على فطاحل العلماء أمثال محمد البشير الإبراهيمي والشيخ بن باديس وشيوخ جمعية العلماء الذين علموا وتعلموا والأديب الجزائري السعودي الشهيد أحمد رضا حوحو صاحب أول انجاز "غادة أم القرى" وتكلم الوزير مليا عن الثورة الجزائرية وعن جيله الذي كان على مقاعد الدراسة، حيث كانوا يرددون الصرخة الباديسية، "شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب"· حفل الافتتاح الذي سبقه التجوال في أروقة قصر الثقافة من قبل وزراء الثقافة العرب الذين وقفوا على معرض الحرمين الشريفين المكي والمدني وعملية التوسيع التي مستها والوقوف على مجسمين للحرمين وكذا معرض النخلة التي تتميز بها المملكة وأنواع التمور والزراعة والنمو الفلاحي الذي تعرفه المملكة بالإضافة الى القهوة العربية الأصيلة وماء زمزم، أما الرواق الثاني من الناحية الغربية لقصر الثقافة فقد ضم ثلاثة معارض، معرض للكتاب ومعرض للصور الفوتوغرافية وآخر للفنون التشكيلية حيث تميز بلوحات رامزة معبرة لها مدلولاتها وقراءاتها الفنية، كما تمتع الجمهور الذي حضر افتتاح الأسبوع الثقافي السعودي بعروض فنية جميلة من قبل الفرقة الشعبية من خلال تقديم موروث الرقص والعادات والتقاليد باللباس التقليدي السعودي وكانت البداية مع النشيد النبوي الرسمي "طلع البدر علينا" بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم الاستمتاع برقصات شعبية في ليلة زفاف تمت في لوحات تعبيرية راقصة بحركات ذات نسق جميل يعلوها البخور ثم لتنسحب من المنصة بعد العرض الممتع وتحضر أنغام سعودية جميلة مختارة من أغاني الفنان الكبير محمد عبده أحد المدارس الغنائية بالمملكة بعد طلال مداح وطارق عبد الحكيم وعبد اللّه محمد والرعيل الأول الذي ترك بصماته واضحة في النغمة والكلمة العربية الأصيلة· يتواصل الحفل السعودي المكثف في كل من مدن الجزائر العاصمة، وهران ومدينة عنابة·