*غياب كبير لحبوب منع الحمل تعرفه معظم الصيدليات بوهران تسبب في حالة فزع وقلق كبيرة وسط النساء المعنيات غابت حبوب منع الحمل عن رفوف الصيدليات خلال الأيام الأخيرة، الأمر الذي خلق استياء وسط الأزواج الذين يتّبعون نظام تحديد النسل، إذ بات الحصول على هذه الحبوب يتم بواسطة المعارف أو وضع طلبات لدى الصيدليات التي ينبغي أن يكون المشتري منها زبونا دائما ، ومن جهتهم أفادوا الصيادلة الموزعين عبر تراب ولاية وهران أن انعدام حبوب منع الحمل بمحلاتهم أمر خارج عن نطاقهم، كونهم أضحوا يعملون المستحيل للحصول عليها بغية إرضاء زبائنهم الذين بات القلق يسيطر عليهم. ونفس الأمر يعيشه المموّلون الذين أفادوا بأن نشاطهم أصبح مرهونا بالمستوردين الذين بدورهم أصبحوا يستوردون نسبة 30 بالمائة فقط من الأدوية بما فيها حبوب منع الحمل وذلك بغية تشجيع الإنتاج المحلي، الذي فرضت عليه الدولة نسبة انتاج تقدر ب 70 بالمائة، إلا أن سوء التخطيط بات وراء ندرة حبوب منع الحمل في الأسواق على غرار مختلف أنواع الأودية الأخرى بما فيها تلك الخاصة بالأمراض المزمنة كداء السرطان، السكري، أمراض السيدا... إلى غير ذلك من الأمراض الأخرى التي يحتاج مستهلكيها إلى توفرها في سوق الأدوية. البحث متواصل ولدى قيامنا بجولة استطلاعية إلى بعض صيدليات الولاية، لاحظنا توافد عدد كبير من المواطنين على هذه المحلات بغرض البحث من أجل الحصول على أنواع مختلفة من حبوب منع الحمل بما فيها »ميكروجينون«، »أديبال«،»ديان 35«، »مرفلون« ، ناهيك عن »مرسيلون« و» ترينورديول« وكذا »ميليان« و»ليتنيل« علما أن هذه الأنواع تعتبر أكثر إستهلاكا من طرف النساء، وفي ذات الشأن أفادت إحدى المواطنات بأنها بحثت عن حبوب منع الحمل بمعظم الصيدليات المتواجدة بالولاية، لكن لا حياة لمن تنادي. ومن جهته صرّح أحد الصيادلة أنه وفي ظل غياب حبوب منع الحمل، بات الإقبال هذه الأيام كبيرا على موانع الحمل الأخرى بما فيها الواقي الذكرى. كما كانت لنا وقفة من خلال موضوعنا عن بعض العيادات المتعددة الخدمات التي كانت فيما مضى ملجأ للعديد من النسوة من أجل الحصول على حبوب منع الحمل، لكنها في الآونة الأخيرة باتت تتعطش هي الأخرى لهذه الأقراص، التي تعتبر ضرورية. هذا وقد أبرز أحد الناشطين في مجال بيع الأدوية بالجملة،أنه تحصل على 1000 علبة من طرف المموّل ، ليقوم بتوزيعها بسرعة خاطفة على 300 صيدلي، مبرزا أن هذه الكمية لا تلبي الغرض المطلوب، مضيفا بأن حبوب منع الحمل باتت متوفرة في الآونة الأخيرة لكن بنسب قليلة لا تلبي إحتياجات الولاية مؤكدا بأن الأنواع الجنيسة من حبوب منع الحمل غير متوفرة، لذا يتم الإعتماد على جلبها من الخارج فقط، ومع تخفيض نسبة استيراد الأدوية بات الحصول على هذه الأقراص نادرا. ومن بين الأسباب الأخرى المؤدية إلى ندرة هذه المواد هي منافسة الرجال النساء لتناول حبوب منع الحمل للحصول على أجسام قوية وضخمة زيادة على استهلاكها من طرف فتيات غير متزوجات لقيامهن بعلاقات جنسية غير شرعية. وفي ظل ندرة حبوب منع الحمل، أفادت إحدى المختصات في أمراض النساء والتوليد أن أفضل طريقة لتعويض غياب هذه الأقراص بالصيدليات يتمثل في اللّولب والذي يوجد على عدة أشكال ويصنع من مادة بلاستيكية، يضاف إلى بعضها سلك من النحاس ليزيد من فاعليتها ومن مزايا هذه الوسيلة عدم شعور الرجل أو المرأة بوجوده، فضلا عن أنه يمكث مدة طويلة تصل إلى سنتين أو ثلاث حتى أنه يمكن للمرأة أن تنساه إذا لم يحدث لها متاعب ومن عيوبه أنه يؤدي إلى آلام في الظهر في بعض الحالات، كما أنه قد يحدث إلتهابات في الجهاز التناسلي، وفي هذه الحالة يجب إزالته فورا ومن سلبياته كذلك أنه قد يساعد على حدوث حمل خارج الرحم، ولا يوجد أي أضرار على الجنين من وجود الّلولب ومن جراء عدم معالجة الإلتهابات فور حدوثها قد يتم تسجيل عقم. اللّولب البديل الأحسن ومن أهم الإرشادات التي يتم تقديمها من قبل أهل الإختصاص لمستعملي اللّولب أنه يجب عدم تركيب اللولب إذا كان هناك إشتباه في وجود حمل، فضلا عن تفادي تركيبه إذا كانت المرأة تعاني من إلتهابات بالجهاز التناسلي كما ينبغي عدم وضعه من طرف النساء اللواتي لم تنجبن من قبل، كما يرفض تركيب اللّولب بعد عملية قيصرية حديثة. ويعتبر الواقي الذكري هو الآخر من الوسائل الممتازة في منع الحمل والتي تكاد أن تكون بدون أضرار جانبية تذكر ، وذلك إذا تم استخدامه بالشروط المناسبة، لكن ما تجدر الإشارة إليه أن إتباع هذه الوسيلة يعرف نقصا كبيرا في مجتمعنا وهذا لغياب ثقافة استعماله، إذ يتجنب البعض إستخدامه لأنه يؤثر أحيانا على الإستمتاع الكامل أثناء اللقاء الزوجي، إضافة إلى إحداث إلتهابات جلدية للرجل أو المرأة نتيجة الحساسية للمواد الكيمياوية المستخدمة في معالجة الواقي لقتل الحيوانات المنوية. وفي ذات الشأن كذلك تلجأ بعض النسوة إلى اقتناء اللقاح المضاد للحمل، هذا الأخير الذي بات منعدما هو الاخر بالصيدليات. وعلى غرار هذه الوسائل الملموسة والميكانيكية ، هنالك طرقا طبيعية لا تستعمل فيها أي عقاقير أو أجهزة والمتمثلة في الرضاعة الطبيعية وهي أقدم الطرق وأكثرها استخداما في العالم سواء بقصد أو بدون قصد، ومن مزايا هذه الطريقة الطبيعية أنها لا تتعارض مع الدين الإسلامي، ومن عيوبها أنها غير مضمونة، ف40٪ من السيدات يحدث لديهن تبويض وبذلك يمكن أن تحمل السيدة أثناء الرضاعة. طرق طبيعية أما الطريقة الطبيعية الثانية فتتمثل في القذف الخارجي وهو عبارة عن قذف المني خارجا، بحيث لاتتعارض هذه الطريقة كسابقتها مع الدين الإسلامي، ومن مساوئها أنها غير مضمونة لأنه يمكن أن يحدث القذف في الداخل بسبب عدم الإشباع الجنسي، هذا ناهيك عن اتباع طريقة فترة الأمان، وهي تعتمد على الافتراض، بحيث أن البويضة لايمكن تلقيحها بعد مرور 36 ساعة على خروجها من المبيض، وذلك لأن الحيوان المنوي لا يعيش في الجهاز التناسلي للأنثى أكثر من 4 أيام على أكثر تقدير، كما أن التبويض يحدث قبل نزول الحيض ب14 يوما، وعلما أن هذه الطريقة تحتاج إلى مستوى عال من الثقافة والإصرار. لتبقى أقراص منع الحمل من أكثر وسائل منع الحمل شيوعا وقد بدأ استخدامها خلال الستينيات، وهناك عدة أنواع لحبوب منع الحمل متوفرة في الصيدليات وبشكل عام، بحيث يتم تسويق هذه المنتجات تحت شكلين أساسيين وهما وجود علبة تحتوي على 28 قرص مؤلف من الحبوب مفروزة بلونين، فضلا عن علبة تحتوي على 21 حبة بشكل ولون واحد، علما أن أخذ الحبوب يتم بعد اليوم الخامس للدورة الشهرية عند المرأة، وتستمر المرأة بأخذ هذه الحبوب لمدة 21 يوما، يعقبها أسبوع حر بدون حبوب، وخلال هذه الفترة لا يحدث حمل بالرغم من عدم استخدام الحبوب. وبالتالي فالظاهرة التي يسجل قلقا كبيرا خوفا من استفحالها في ظل غياب حبوب منع الحمل تتمثل في الأطفال غير الشرعيين، هذه الظاهرة التي قد تشكل خطرا وينجر عنها آفات اجتماعية أخرى تفتك بالمجتمع، لذا على وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن تتدخل لإيجاد حل لهذه المعضلة التي باتت حديث العام والخاص، وعلى المختصين أن يقوموا بعمليات تحسيسية بغية استعمال موانع الحمل الأخرى لغياب أقراص منع الحمل.