يبدو أن »الجري« وراء الدواء في زمننا هذا أضحى أمرا عاديا لدى الأسر الجزائرية وكأن ذلك لا يختلف عن »الجري« وراء الشاحنات المصهرجة للتزود بالماء الشروب لا سيما بوهران التي تعرف بعض أحيائها أزمة ماء خانقة . وأمام الندرة الحادة للدواء بالسوق المحلية فإن البحث عن المنتوج الصيدلاني لم يعد بالحالة الشاذة في مجتمعنا لا سيما إذا علمنا أن الأمر يهدف بالدرجة الأولى إلى إنقاذ حياة مريض يوجد في حالة صحية خطيرة تلزمه بتناول الدواء »المفقود« بإنتظام وبصفة مستمرة لتجنب أي مضاعفات أو تعقيدات صحية توصله إلى المستشفى في أحسن حال. وحتى وإن تعددت أسباب أزمة الدواء... إن كانت مفتعلة أم لا فإنها قد تهضم لأن الأمر لا يعدو أن يكون تجاريا محضا لكن ما لا يتصوره العقل هو أن يزاحم »الدواجن« و»الرياضيون« أو أشباه هؤلاء النساء في بعض الأدوية المنتجة لهن ونخص بالذكر حبوب منع الحمل. ما وقفنا عليه في تحقيقنا عن غياب الأدوية من الصيدليات جعلنا مبهورين لذلك حيث أثار لنا أغلب الصيادلة أن حبوب منع الحمل ك »أديبال« وغيرها لا أثر لها في السوق منذ أشهر رغم أن الطلب كبير ومتزايد عليها. في أول وهلة وجدنا الأمر عاديا لا سيما وأن قائمة الدواء المفقود متنوعة خاصة وأن بعضها يمس المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري والحساسية وضغط الدم وغيرها من الأمراض الخطيرة والتي تستدعي تناول أصحابها للدواء بإنتظام لكن عندما تعرف عن أسباب ندرة هذا النوع من المنتوج الصيدلاني الخاص بتنظيم النسل وقفنا مكتوفي الأيدي ... تصوروا أهم سبب للغياب الكلي لحبوب منع الحمل هو تكالب مربي الدواجن على سحبه من السوق وإدراجه ضمن الأغدية التي يمنحونها لدجاجهم لأن مفعول الدواء سريع جدا ويجعل وزن الدجاجة الواحدة يتضاعف أكثر من4 مرات في فترة جد قصيرة وبالتالي يتم عرضها في سوق اللحوم البيضاء ويتجنب من خلالها المربي تكاليف الغذاء الباهضة التي تتطلبها فترة تربية الدواجن فيكون بذلك ضرب عصفورين بدواء »أديبال« فربح الوقت والوزن فكان بذلك ربحا سريعا على حساب الصحة العمومية. هذه الأخبار حتى وإن نفتها بعض المصادر إلا أن البياطرة أكدوا افتراضية ذلك نظرا لمفعول حبوب منع الحمل في زيادة وزن الدجاج. كما ذهبت بعض الأوساط العلمية إلى تسريب خبر تناول أشباه الرياضيين لهذا النوع من الأدوية لا سيما لدى أولئك ضعيفي البنية ممن يمارسون رياضة كمال الأجسام ويبحثون على ربح الوقت للحصول على جسم ممتلئ لكن بعض الصيادلة لم يهضموا هذا الخبر جيدا وحجتهم في ذلك كون حبوب منع الحمل إذا ما تناولها الشاب »الذكر« فإنها تغير من بنيته المورفولوجية إلى درجة الزيادة في حجم الحوض والثدي مما يجعله أشبه بالجنس اللطيف وتناولها من قبل الذكور حتى وإن مارسوا الرياضة أمر قد يكون مستبعدا حسبهم.