* اعتقال أكثر من 700 شخص في أنحاء البلاد * “السترات الصفراء” تجتاح أوروبا ارتفعت، السبت، حدة المصادمات بين قوات الشرطة الفرنسية و”السترات الصفراء”، في أسبوعها الرابع السبت، مما دفع السلطات إلى نشر مدرعات للمرة الأولى في العاصمة منذ سنوات، في وقت ارتفع عدد الجرحى والموقوفين من المتظاهرين الذين رفعوا سقف مطالبهم نحو إقالة الرئيس إيمانيول ماكرون. وشوهدت قوات الأمن وهي تنشر مدرعات في محيط قوس النصر في باريس، في محاولة لإبعاد المتظاهرين الذين يخرجون إلى الشوارع للأسبوع الرابع على التوالي. وذكرت سكاي نيوز بأن عدد المدرعات المنشورة بلغت 14 في باريس، تحسبا لمزيد من أعمال العنف. وأعلن نائب وزير الداخلية لوران نونيز أن السلطات اعتقلت أكثر من 700 شخص في كافة أنحاء البلاد، بينهم 481 شخصا في باريس. وبلغت أعداد المشاركين عند منتصف النهار نحو 31 ألف متظاهر في جميع أنحاء فرنسا. في إطار الأسبوع الرابع من مظاهرات “السترات الصفراء”، اعتقلت قوات الأمن الفرنسية أكثر من 700 شخص في كافة أنحاء البلاد، وفق ما أعلن نائب وزير الداخلية لوران نونيز السبت في مداخلة على قناة “فرانس 2”. وأضاف نونيز: “على الصعيد الوطني، ويشمل ذلك باريس، تم اعتقال أكثر من 700 شخص، بينما بلغ عدد المشاركين في التحرك 31 ألفا في أنحاء البلاد بينهم ثمانية آلاف في باريس”. وشهدت العاصمة باريس عند منتصف النهار صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين استخدمت خلالها الشرطة الغاز المسيل للدموع. وكان رئيس الوزراء قد أعلن في وقت سابق السبت، أنه تم اعتقال 481 شخصا في باريس وحدها، في وقت نفذت الشرطة عمليات تفتيش استهدفت من يصلون إلى محطات القطارات وفي المواقع التي تركزت فيها الاحتجاجات على غرار الشانزيليزيه ونصب الباستيل. وبين المعتقلين عشرات تم توقيفهم بعدما عثرت السلطات بحوزتهم على أقنعة ومطارق ومقاليع وحجارة يمكن استخدامها لمهاجمة الشرطة. وتم إغلاق متاجر ومتاحف وبرج إيفل إلى جانب العديد من محطات القطارات ومعظم المناطق الواقعة وسط المدينة بينما ألغيت مباريات كرة قدم وحفلات موسيقية. ورفع المتظاهرون في جادة الشانزيليزيه، وكل المناطق التي يتواجد فيها مرتدو “السترات الصفراء” في مجموع التراب الفرنسي، شعارات ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بينها “ماكرون استقالة” و”ماكرون يحتقر الناس البسطاء”. أقدم محتجون من حركة “السترات الصفراء” على اقتلاع بعض الأسوار حول الأشجار الموجودة في منطقة الشانزلزيه وسط باريس وقطعوا وأضرموا النيران في الأشجار. وأزالت الشرطة الفرنسية المقاعد من الشوارع لمنع استخدام القضبان المعدنية من قبل المحتجين وعززت وجودها في الشانزلزيه. ولا يقتصر التظاهر على العاصمة باريس، فكبريات المدن الفرنسية، مثل مارسيليا، شهدت تظاهرات، إضافة إلى استمرار عمليات محاصرة وشلّ نحو عشرين طريقا سيارة في فرنسا، بشكل كلي أو جزئي، وعمليات عرقلة السير في طرق سيارة أخرى، وأيضا محاصرة متاجر. وقد استطاع المتظاهرون القادمون في أغلبيتهم من محافَظات خارج العاصمة تحويل باريس إلى مدينة أشباح، حيث العصب التجاري والسياحي مغلق السبت، والذي يكون عادة فرضة للتبضع، فبرج إيفل مغلق أمام السياح، وكذلك متحف اللوفر، وكبريات المحال التجارية، كما أن الحكومة اضطرت لإغلاق نحو 40 محطة ميترو، وأغلقت بعض خطوط الباصات. وقد استطاع هذا الحراك الاجتماعي التأثير على بطولة كرة القدم الفرنسية، حيث تم تأجيل ست مباريات من بين عشر، أهمها مباراتي باريس سان جيرمان ومارسيليا. .. “السترات الصفراء” تجتاح أوروبا اجتاحت مظاهرات “السترات الصفراء” عواصم أوروبية، السبت، تزامنا مع تصاعد حدة الاشتباكات وأعمال العنف التي تشهدها العاصمة الفرنسية باريس، مع خروج موجة جديدة من المظاهرات التي بدأت في العاصمة الفرنسية باريس في 17 نوفمبر. عدوى الاحتجاجات التي انتقلت الأسبوع الماضي إلى بلجيكا وهولندا بعد أكثر من أسبوعين على بدء مظاهرات حركة “السترات الصفراء” في فرنسا، عادت السبت للانطلاق مجددا في العاصمة البلجيكية بروكسل، وكذلك العاصمة المجرية بودابست. ففي بروكسل دارت اشتباكات بين قوات الشرطة ومحتجين تظاهروا السبت في شوارع العاصمة بروكسل، كما أغلقوا الطريق السريع المؤدي إلى فرنسا. وأوقفت الشرطة البلجيكية نحو 50 شخصا قبيل انطلاق مظاهرات أصحاب “السترات الصفراء” في العاصمة بروكسل التي تحتضن مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو). أما في المجر فقد تظاهر محتجو “السترات الصفراء” وسط العاصمة بودابست، في مظاهرات ضد الحكومة، ترفع نفس المطالب التي يرفعها محتجو بروكسلوباريس، في محاولة لنيل بعض المكاسب من أجل تحسين مستوى المعيشة. ويعود سبب ارتداء المتظاهرين في فرنسا ودول أوروبا إلى قانون فرنسي صدر عام 2008، يلزم جميع قائدي السيارات بحمل “سترات صفراء” مميزة، وارتدائها عند خروج السيارة عن الطريق في حالة الطوارئ.