احتفاءً باليوم العالمي للعيش معا بسلام، المصادف للسادس عشر ماي من كل سنة، والذي أقرّته الجمعية العامة لهيئة الأممالمتحدة بمبادرة جزائرية، يُنظم المجلس الأعلى للغة العربية ملتقى وطنيا حول (المُواطَنة اللُّغويَّة ودورها في تعزيز سُبُل التّعايش السّلميّ بين اللّغات الوطنيّة في الجزائر) منتصف شهر جوان الداخل بالمكتبة الوطنيّة الحامّة. يأتي هذا الملتقى ليسلط الضوء على مفهوم المواطنة اللغويّة لدى الفرد الجزائري، بغية ترسيخ مبادئها من اعتزاز باللغات الوطنية، ودفاع عنها، وعمل على ترقيتها بشتى السبل، باعتبار أن الدول الموسومة بالتعدّد والنامية منها خاصة، أكثرُ عرضة من غيرها للغزو اللغويّ للغات العولمة التي تجتاح معظم الدول الموسومة بالتعدد في كل من أفريقيا وأوروبا وآسيا، وتعمل بشتى السّبل على إيجاد منفذ لها في هذه المجتمعات؛ لبسط نفوذها على اللغات الوطنية، بما يجعلنا نعتبر المواطنة اللغوية في حد ذاتها أمنا لغويّا يمكن من خلاله التصدي لأي غزو لغوي للغات العولمة. كما يرمي هذا الملتقى، الذي يرأسه شرفيا رئيس المجلس الدكتور صالح بلعيد، إلى تحقيق جملة من الأهداف، أهمّها إبراز جهود الدولة الجزائرية في تعزيز ثقافة السلم والسلام والعيش المشترك وطنيا وعالميا لترسيخ مبادئ المواطنة اللغوية، والتنويه بدور المدرسة والمؤسسات اللغوية الجزائرية في ترسيخ مبادئ المُواطَنة اللغوية، ووضع مخطّط تربوي ولغوي محكم لترسيخ مبادئ المُواطَنة اللغوية في المجتمع الجزائري والتصدي لأي غزو لغوي للغات العولمة، والعمل على تثبيت دعائم الهوية الوطنية وهي العربيّة الأمازيغية والإسلام، وتوجيه طلبة التعليم الجامعي والباحثين المختصين على البحث في مسألة المواطنة اللغوية ودورها في تعزيز سُبُل التعايش السلمي بين اللغات الوطنية في الجزائر. حُدّد للملتقى مجموعة محاور، منها مبادئ المُواطَنة اللغوية: أي الاعتزاز باللغات الوطنية والدفاع عنها، والعمل على ترقيتها باعتبارها سبيلا للتعايش السلمي بين اللغات الوطنية في الجزائر. وكذا محور المُواطَنة اللغوية والأمن اللغوي، المجتمعات الدولية من المواطنة اللغوية إلى توطين المعرفة، مبادئ المُواطَنة اللغوية والفرد الجزائري، دور المدرسة والمؤسّسات اللغوية والإعلامية والاقتصادية في تعزيز مبادئ المُواطَنة اللغوية، الترجمة بين العربية والأمازيغية ودورها في تعزيز مبادئ المُواطَنة اللّغوية، المُواطَنة اللغويّة وتحدّيات الغزو اللغويّ للغات العولمة، وأخيرا المُواطَنة اللغويّة وثقافة الانفتاح على اللغات الأجنبية. يُعقد هذا الملتقى لفئات مختلفة من أفراد المجتمع المدني والسياسي، مثل الأساتذة الجامعيين والباحثين المختصين والطلبة، وخبراء التخطيط والسياسة اللغويّة، ومهندسي البرامج التربوية والكتب المدرسية، ورؤساء المؤسسات اللغويّة. كما يمكن للباحث المشارك تحرير نص مداخلته بالعربية، أو الأمازيغية، أو الفرنسيّة، أو الإنجليزية، على أن تُرْفَق بملخص بالعربية.