أكد المحلل السياسي، سليمان أعراج، أن المقاربة الجزائرية الرافضة للتدخل الأجنبي العسكري في ليبيا والداعية لتغليب لغة الحوار بين الفرقاء الليبيين هي السبيل الوحيد لحل الأزمة السياسية في الجارة الشرقية، معتبرا الإنزال الدبلوماسي ولقاءات الحكومة التي انطلقت منذ الأمس أمر يكشف مدى أهمية الدور المحوري للجزائر على إيجاد حل للقضية. ويرى أعراج في تصريح صحفي له، أمس، أن “زيارة ممثل الشرعية رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، إلى الجزائر تدخل في إطار سلسلة التشاورات التي لم تنقطع منذ بداية الأزمة السياسية لبلاده فهوكثيرا ما كان يأتي لبحث تطورات القضية باعتبارها ذات أهمية مشتركة”. وتابع المتحدث: "البعض قد يتساءل عن توقيت الزيارة عشية حالة الاستقطاب الذي تعيشه القوى الإقليمية والتي أظهرت محاولة اصطفافها حول دعوى القتال العسكري، إن العودة للجزائر وأخذ رأيها خصوصا وأنها تزامنت كذلك مع زيارة وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، هوتأكيد على أهمية المقاربة التي تطرحها بعد الفشل الذريع لسياسة العمليات العسكرية”. وبخصوص دعوة الجزائرالأممالمتحدة لتحمل مسؤولياتها بمنع محاولة الدفع بالمنطقة لحالة الفوضى، والتشديد على المجتمع الدولي بعدم تزويد الأطراف المتقاتلة بالدعم العسكري والمادي، عقب لقاء رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع نظيره الليبي، شدد أستاذ العلوم السياسية بجامعن الجزائر أن "دور القوى الأجنبية بات أكثر انكشافا ووضوحا وما تدافع عنه الجزائر نابع عن معطيات من واقع الميدان وطبيعي أن يوجه النداء للأمم المتحدة للأمم المتحدة باعتبارها أحد أبرز الأقطاب القادرة على اتخاذ موقف حاسم بخصوص القضية”. وعن مدى قدرة الجزائر على فرض منطقها في مؤتمر برلين عقب دعوة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لرئيس الجمهورية من أجل المشاركة فيه، اعتبر محدثنا أنه فرصة لتوضيح الموقف وتفسير أن محاولة التدخل التركي في ليبيا هومحاولة لكسر العظام من طرف بعض القوى الدولية التي تحاول فرض التدخل العسكري بالقوة منذ سنة 2015 وهوالأسلوب الذي لم يثبت نجاعته طوال الفترة السابقة”. وأضاف أعراج: "منذ بداية الأزمة الليبية سعت أطراف خارجية عديدة إلى محاولة تغييب الموقف الجزائري حتى لا تنجح في حلحلتها، كان لوزير الشؤون الخارجية آنذاك زيارة قادته إلى هناك حيث التقى عديدا من الأطراف الليبية المتنازعة، إن ما تمتلكه الجزائر اليوم هوتصورات تنطلق من حقائق واقعية تهدف للوحدة والسلام بين الليبيين وليست حلولا تنم عن مصالح خاصة". وفي حالة فشل الدبلوماسية الجزائرية بفرض منطقها، وعن السيناريوهات المحتملة بخصوص الأوضاع وما ستؤول إليه، يرى أعراج أن "محاولة قلب الميزان واستهداف منطقة الساحل الافريقي التي تسعى لها بعض الأطراف من أجل تحقيق مصالحها الضيقة أمر مرفوض لأنه يضر بنا والإضرار بدول المنطقة سيهدد أمن الدول الأوروبية لأن مخاطر الأزمة ستمس بمصالحه، الجزائر لديها مبادرة قوية وعلى المجتمع الدولي تبنيها وتحمل مسؤولياته بعدم السماح بخلق بؤرة حرب وتوتر جديدة تضر بالكل، وعلى الأممالمتحدة الاستجابة للموقف الجزائري”.