عايش النجم الدولي الجزائري، العربي هلال سوداني، تتويج منتخب “محاربي الصحراء” بكأس أمم أفريقيا على الأعصاب، إذ أشاد بالدور الذي لعبه المدير الفني جمال بلماضي، وعاد بالحديث عن تجربته السابقة في الدوري الإنكليزي، والفترة الجميلة التي يعيشها مع أولمبياكوس اليوناني. – كيف عايشت أجواء مباريات المنتخب الجزائري بكأس أفريقيا، خاصة باقتراب زملائك نحو المباراة النهائية؟ * تابعت مباريات المنتخب بكل تأكيد، وكنت المناصر الأول لزملائي خلال مشوارهم بكأس أمم أفريقيا، وكان واضحاً من المباراة الأولى أن المجموعة ستحقق شيئاً ما، بفضل الجدية التي كانت تُميزها، وأعتقد أن مباراة ساحل العاج قد فتحت لنا الطريق نحو اللقب، باعتبار أننا أقصينا من المنافسة منتخباً صعب المراس، والحمد لله أننا وُفقنا بالتتويج، وأسعدنا الشعب الجزائري. أظن أنني أتحدث كأنني كنت معهم (يضحك)، وجاء التتويج في وقت عايش فيه الشعب ظروفاً صعبة، وهو ما جعله أكثر قيمة. – هل كنت تتواصل مع زملائك خلال كأس أفريقيا، وكيف كانت عودتك للمنتخب؟ * كنت في تواصل مع زملائي بطبيعة الحال، وعشت الأجواء مثل كل المناصرين بالكثير من الضغط، فهذا ما تعيشه عندما تكون بعيداً عن المجموعة، وكنت أدرك أن فرصتي كانت قائمة للعودة إلى صفوف المنتخب، وعملت كثيراً لتحقيق هذا الهدف، كذلك شعرت بسعادة كبيرة بعد تقمصي ألوان الفريق مجدداً، وأحسست بذات الأمر عندما تلقيت دعوة المدير العام السابق، حكيم مدان، لمأدبة عشاء سبقت السفر نحو مصر للمشاركة في “الكان”. – سجّلت في أول مباراة بعد عودتك إلى المنتخب، وتفاعلت الجماهير كثيراً معك، كيف عشت تلك اللحظات؟ * شعرت بفرح كبير عند عودتي، وأشكر المدرب بلماضي الذي وضع الثقة في شخصي، ولحسن الحظ أنني لم أخيب ظنه، وسجّلت هدفاً في المباراة الأولى، وكانت فرحتي كبيرة جداً لأنه جاء بعد غياب طويل، وأمام أنصارنا في ملعب مصطفى تشاكر. – تعاملت مع بلماضي الذي يقول عنه اللاعبون إنه شقيقهم الأكبر، لكنه صارم في العمل أيضاً، كيف وجدت شخصية جمال، وخاصة طريقة عمله؟ * جمال شقيقنا الأكبر بكل صراحة، وكل اللاعبين لا يشعرون بأنه غريب عنهم، لأنه يعرف جيداً عقلية اللاعب الجزائري، ودرس تصرفات كل لاعب على حدة، كما كانت لغة خطابه فاصلة لتحقيق التفاهم بينه وبين المجموعة، وأظن أن هذا العامل قد حقق الفارق على عكس المدربين الآخرين، وأتمنى له المزيد من التألق مستقبلاً. – أي تجربة تعتبرها الأفضل في مشوارك حتى الآن؟ ولماذا قررت ترك نوتنغهام فورست رغم أننا نعلم بأن حلمك كان دائماً اللعب في إنكلترا، مهد الكرة؟ * سأختار تجربتي مع نادي دينامو زغرب الكرواتي خلال 5 سنوات، لأن الفريق منحني الفرصة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا لأول مرة في مشواري، وأتمنى أن أحقق لقب الدوري اليوناني برفقة أولمبياكوس، لأن الفريق بحاجة للعودة بعد غياب لسنتين، ولا شك في أن اللقب سيكون تاريخياً. كنت أحلم باللعب في إنكلترا، ولقد نجحت في تحقيق ذلك خلال موسم واحد. صحيح أن الفترة كانت قصيرة، لكنها كانت مفيدة، إلا أن الإصابة كانت عائقاً لي للتألق، رغم بدايتي القوية مع نوتنغهام فوريست، واخترت أولمبياكوس ليكون بوابة لعودتي، ولكونه فريقاً كبيراً، وهو ما أعتبره خياراً موفقاً. – ما الحوافز التي دفعتك إلى اختيار الدوري اليوناني، بعد تجربة مميزة في البرتغال وكرواتيا ثم إنكلترا؟ * أعتقد أن الدوري اليوناني مميز بالمنافسة الكبيرة فيه. مواجهة الأندية لبعضها عبر عدّة “ديربيات” ما هو إلا دليل على ذلك، فنحن نواجه باناثينايكوس وباوك سالونيكا وأيك أثينا، وهي مباريات قوية والجماهير زادتها جمالاً. لا شكّ في أن الدوري الإنكليزي هو الأحسن في العالم، كذلك كنت سعيداً باللعب في البرتغال وكرواتيا أيضاً، فكل دوري له مميزاته وخصوصياته، وأنا سعيد اليوم بوجودي مع أولمبياكوس الذي فتح لي أبواب التألق مجدداً، حيث أشعر بالارتياح هنا. – قرر عدد من اللاعبين الجزائريين الاحتراف في قطر بعد كأس أمم أفريقيا، على غرار قديورة وبراهيمي وهني الذين يصنعون أفراح أنديتهم، هل تفكر في أن تتبع نهجهم يوماً ما؟ * أحترم قرارات اللاعبين الذين اختاروا قطر ليواصلوا مسيرتهم هناك، وأنا سعيد جداً لتألّقهم مع أنديتهم، وأشعر بالسعادة أكثر عندما أرى الجزائريين يحتلون صدارة ترتيب الهدافين هناك. – تحشد قطر كلّ جهودها لتنظيم كأس العالم 2022 في القمة. كيف ترى هذه التحضيرات، وهل ترى أن قطر قادرة على دخول التاريخ عبر تنظيم مميز؟ * قضيت عدة أيام في قطر التي أعتبرها دولة رائعة، وأظن أنها قادرة على استضافة حدث كبير ككأس العالم، لما تمتلكه من إمكانات عالية لإنجاح هذه الدورة العالمية. وعندما ترى كفاءة عمّال مركز “سبيتار” الطبي، تستنتج تلقائياً مدى المجهود المبذول، وأغتنم الفرصة لأشكر كل من ساعدني خلال فترة وجودي هناك، لأنهم كانوا سبباً مباشراً في عودتي إلى التألق مع أولمبياكوس. – تشتد المنافسة على لقب الهدّاف التاريخي للمنتخب الجزائري، وصار سليماني قريباً من تحطيم رقم تاسفاوت، هل تحلم أيضاً بالمنافسة على هذا الإنجاز؟ * لا يوجد بيني وبين سليماني منافسة خاصة، ولا نركّز على الأرقام. أما عبد الحفيظ تاسفاوت فهو مهاجم كبير، وكتب تاريخه في الكرة الجزائرية، والأجيال تختلف، وأتمنى لإسلام أن يواصل التألق، سواء تفوق على تسفاوت أو لا، لأنه لاعب لا يدّخر أي جهد ليساهم في انتصارات المنتخب. – العالم العربي منقسم حالياً بين محرز أو صلاح، أيهما تراه الأفضل، وما نقاط قوة كل واحد منهما؟ * هذا أمر عادي، لأن الثنائي متألق، وهما اللاعبان اللذان يشرّفان العرب في الدوري الإنكليزي الممتاز والعالم أيضاً. لقد بلغا القمة رغم اختلاف مميزاتهما، والحمد لله أننا نفتخر بهما في أوروبا، لكن الأكيد أنني أميل إلى محرز، ليس فقط لأنه صديقي وزميلي في المنتخب (يضحك)، بل لأنه لاعب رائع ويستحق الاعتراف. – هل يحلم سوداني بالمشاركة مع منتخب الجزائر في مونديال قطر؟ وما السر الذي ستعمل به لتحقق هذا الهدف، علماً أنك ستصبح بسنّ ال34 عاماً؟ * أنا لاعب تنافسي، والسنّ مجرّد رقم فقط. الأهم بالنسبة إليّ البقاء في صحة جيدة، وأن أشعر بأني قادر على تقديم الإضافة. ولقد تابعنا عدة لاعبين كانوا متقدمين في السن، لكنهم شاركوا في كأس العالم وتألقوا خلال مباريات كبيرة. إذاً، لن يشغل تفكيري عامل السن أبداً.